المقالات

رزية كربلاء أدلة واعترافات وشهادات لا تسمح بتسجيل الجريمة ضد مجهول


( بقلم : علي حسين علي )

توشك الحكومة أن تعلن أسماء مرتكبي الجريمة الكبرى في كربلاء المقدسة إبان الزيارة الشعبانية.. ولا شك أن ما يهم أيضاً فضلاً عن اعلان أسماء الفاعلين هو تعريف الشعب العراقي بالجهة التي تقف وراء الفاجعة الكربلائية الأخيرة، ومما يبدو أو يستطلع مما توارد من معلومات على قلتها، فإن اللجنة التحقيقية التي كلفتها الحكومة واللجنة التي شكلها مجلس النواب والثالثة التي حققت بالقضية والمكلفة من وزارة الداخلية قد توصلت الى معرفة الجهة ولديها اعترافات المتورطين والأدلة التي لا يمكن دحضها، فضلاً عن شهادات الشهود الذين رأوا ما جرى في ذلك اليوم الفاجعي.

غير أن بعض المراقبين السياسيين يذهبون الى ان من المحتمل ان تلصق الجريمة بفاعليها المنفذين ويهمل ذكر الجهة المخططة لهذه الجريمة الشنيعة، ويقول بعض المراقبين ان ايجاد (كبش فداء) سيكون الحل لتفادي ذكر من وراء الجريمة، وان تحميل من ألقي القبض عليهم او المطلوبين للعدالة والهاربين حالياً وكل ما يتعلق بأحداث كربلاء سيكون الحل لامتصاص غضب الجماهير.

وهذا الرأي الذي يتداوله بعض المراقبين السياسيين، حتى وان كان صحيحاً، أي سيوضع موضع التطبيق، إلاّ انه لا يمكن ان يكون محاولة ناجحة للالتفاف على الحقيقة، ولا نظن ان الحكومة ولجانها، بما عرف عنها من جديّة، ستتيح لمن وراء فاجعة كربلاء فرصة للافلات من الإدانة والعقاب.. فليس من المعقول ـ وهذه قناعتنا ـ ان يتم كشف من قام بالتنفيذ من دون الاشارة الى المسبب، او الشريك الذي خطط لها او الذي دفع الاموال والسلاح ووفر لهم أماكن الاستكمان لضرب المؤمنين والهجوم على العتبات المقدسة وزائريها في الخامس عشر من شعبان وقبله وبعده.

أضف الى ذلك فإن اللجان التحقيقية الثلاثة يفترض ان لا تمنح المبررات اللازمة للتشكيك بنزاهتها، فضلاً عن ان القضية التي تصدت لها تمس جوهر الاسلام العظيم وان الاعتداء الذي قامت به العصابات البعثية المقنعة لم تستهدف شخصاً حكومياً او مؤسسة تابعة للدولة، بل ان المستهدف كان مرقد الإمامين الشهيد الحسين بن علي بن ابي طالب وأخاه ابا الفضل العباس(عليهما السلام)، وكذلك استهدف الزائرين المؤمنين بالقتل في يوم فضيل وتعد الزيارة الثانية لكربلاء من حيث الاجماع الجماهيري على تأديتها.. كل هذا يجعل من الحدث الكربلائي الاخير غير قابل للتساهل، فالذي يريد ان يتساهل او يخفي امراً يمكن ان يفعله في أي قضية تحقيقية إلاّ ان ما تعرضت له المراقد المقدسة في كربلاء والمؤمنون الزائرون أمر خارج حدود الاحتمال وليس بإمكان أياً كان ان يضحي بتاريخه او يفرط بدينه من اجل حفنة من القتلة المجرمين المنافقين.

ولهذا يمكن ان نقول بثقة عالية: ان اللجان التحقيقية يفترض ان تكون عند حسن ظن المواطنين العراقيين، وانها لن تجرح او تسيء الى العقيدة والمذهب والمقدسات مهما تعرضت من ضغوط او محاولات للفلفة القضية وتحويلها الى جهة مجهولة!. وإننا نعتقد ايضاً بأن الحكومة ورئيسها وكذلك البرلمان وكل القادة في الوطن في بلادنا على غير استعداد للتفريط بثقة الجماهير التي جاءت به الى الحكم.. وان قضية الحسين(عليه السلام) وما تعرض له زائروه من ترهيب وصد عن أداء الزيارة الشعبانية هي الأهم وهي الخط الأحمر الذي ليس بالامكان تجاوزه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Bahrainia
2007-09-24
العالم الاسلامي والشيعي على وجه الخصوص على احر من الجمر لمعرفة جيش عمر بن سعد القرن,,على الرغم من ان الغالبية العظمى من الناس يعرفون الجناة ويعلمون ما ستتمخض عنه نتائج التحقيق,,,فهي اوضح من الشمس... فهنالك سنة سيئة قد سنت!! وهناك عاملين بها سيلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون
محبوب
2007-09-24
السلام عليكم .. هو تذكير ليس إلا للجان التحقيقية .. أن الموضوع الذي تحققون به يعود لقضية تخص الإمام الحسين عليه السلام وزواره من المؤمنين الذين كانوا يمنون النفوس لتتعفر جباهها في كربلاء في النصف من شعبان التحذير : إياكم ثم إياكم الكذب على الإمام الحسين عليه السلام والتعدي على زواره ولفلفة القضية فالشواهد كثيرة عبر التأريخ على من تعد على الإمام وزواره ومزبلة التأريخ بإنتظار المزورين والمزيفين للحقائق !
ابو محمد
2007-09-24
نرجو عدم تطبيق قاعدة - عفى الله عما سلف - فهؤلاء لا يشملهم عفو الله والناس انهم اناس مردوا على الكفر والنفاق فاقتلوهم ولا تبقو منهم باقية
علي الفضلي
2007-09-23
نعمة النسيان انعم بها الله سبحانه وتعالى على الناس. أهذه هي الرزية الأولى! الم يكن ادخال البيكيسيات والرمانات اليدوية والكلاشنكوفات وغير ذلك الى حرم امير المؤمنين عليه السلام ومهاجمة مقر السادن وقتل ثلاثة سادة من اولاد رسول الله صلى الله عليه وآله في داخل وعلى باب الحرم دون وجه حق رزية! الم تكن المحكمة الشرعية التي وجدت بها جثث لشبان وشابات واخرجت منها صناديق الخمر على شاشات التلفزيون وشاهدها كل العالم رزية! الم يكن قصف دور المواطنين من داخل حرم امير المؤمنين ع بحجة ضرب الجيش الأمريكي رزية! عجبي
سعد الحائري
2007-09-23
لما كانت محكمة الجنايات العليا قد اصدرت مذكرة اعتقال بحق اربعة من المسؤولين في كربلاء تزامنا مع عمل اللجنتين الاخرتين، فهذا يعني ان المتهم الاول هي الجهة التي ينتسب اليها هؤلاء المتورطين بحريق كربلاء. حمى الله العراق من جهاله وصان مدننا المقدسة من انصاف المتعلمين الذين زاحموا الاطفال في خرقهم البيضاء والسوداء، وانزل السكينة على المخلصين من ابناء الوطن للاخذ بزمام الامور بما فيها صالح العراق والامة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك