بقلم: ولاء الصفار
لايخفى على الجميع من أبناء هذا الشعب المظلوم أنهم ولدوا في بلد لم يعرف للهدوء والسكينة والاستقرار طعما كونه حضي بمزايا لم ينافسه عليها أي بلد في العالم إذ امتاز بوفرة خيراته وتنوع ثرواته وتناغم مزايا طبيعته بعضها مع البعض وغيرها من المزايا التي جعلته محط أنظار العديد من الطامعين والحاقدين ناهيك عن ان هذا الشعب افضل من تمسك بمبادئ الاسلام الحقة ونتيجة لذلك اصبح الشعب العراقي افضل شعب مسلم في المنطقة ، حيث تكالبت عليه الدول الحاقدة على الاسلام والطامعة بخيراته منذ نشوءه وحتى يومنا الحاضر، إلا انه لم يخضع يوما أبدا للظلمة ولم يعرف للذل والهوان وجود فكان يقارع شتى أنواع الظلم والحقد وبمختلف الوسائل، وربما ثورة الطف الخالدة التي قادها سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام لهي خير مثال لذلك اذ أنها قلبت جميع الموازين والمخططات التي رسمها فطاحل التاريخ، حيث أثمرت هذه الثورة العظيمة عن انتصار الدم على السيف وحطمت نظريات العلماء والقادة التي تستند على ان القوة أساس أي نصر.
وربما صبر الإمام علي بن الحسين وعمته السيد زينب عليهما السلام الذي قلب الرأي العام على جبروت بني امية واذهبوا به إلى مزبلة التاريخ، واستمر هذا البلد يسجل أسمى معاني النصر والتقدم طالما ان ابناءه قد سجلوا حضورا واضحا والتفاتا جديا حول أئمتهم عليهم السلام وقادتهم على مر العصور.
وهنا أود ان أقف هنيئة عند الفترة المظلمة التي شهدها العراق في زمن النظام الصدامي المقبور حيث ان هذا النظام استخدم أبشع الوسائل وشتى الأساليب القذرة لإخضاع الشعب العراقي وإذلاله الا انه لم يتمكن وربما الانتفاضة الشعبانية كانت خير دليل على ذلك، حيث إن النظام وأزلامه لاذوا بالفرار من أول صولة شنها أبناء هذا البلد الا ان غياب التنظيم ووقوف (33) دولة عظمى الى جانب هذا النظام أدت إلى إخماد لهيب تلك الانتفاضة، الا انها لم تقوض بشكل عام بل كانت تشعل فتيلها بين فترة وأخرى.وبعد سقوط ذلك الجبروت المتغطرس التف أبناء هذا البلد حول مرجعيتهم الرشيدة والتي بدورها كانت تسعى جاهدة لانتشاله من واقعه المزري ونقله إلى جادة الأمان، وقد قامت المرجعية بإسقاط العديد من الدسائس التي حيكت ضد هذا البلد التي من أبرزها المؤامرة الكبرى التي كان مخطط لها من قبل الحاكم المدني على العراق (بول بريمر) والذي كان يروم بتشكيل حكومة مدنية في العراق من شخصيات معينة كانت قد وضعتها الحكومة الأمريكية لتكتب لنا دستورا مستوردا ومعلبا تحت رقابة الإدارة الأمريكية، الا ان التفاتة المرجعية الرشيدة لذلك وإصرارها على إجراء انتخابات عامة أحبطت النوايا السيئة للمساعي الامريكية.
وفعلا استجاب الشعب العراقي لذلك النداء وهرع الى صناديق الاقتراع املا منه بانتخاب ثلة ترفع عنه مالاقاه من ويلات ومحن طيلة الحقبة الماضية كونه قد استبشر خيرا حينما كانت تملي أذانه الفضائيات العراقية والعربية ببرامج الكتل المتقدمة للترشيح وتوقع ابناءه بانهم سينعمون بمستقبل زاخر يعوضهم عن السنين العجاف التي مروا بها، ولكن ولشديد الاسف ان اغلب شخصيات تلك الكتل كانت مقنعة باقنعة الوطنية المزيفة اذ سرعان مابانوا على حقيقتهم، حيث تبين ان الكثير منهم اصبح مصداقا للمثل الشعبي الدارج (الشاطر من يضع في السلة عنب) فوجدنا الكثير منهم يلهث وراء مصالحه الشخصية تاركا هذا البلد ينزف انهارا من الدماء مخلفا اهات ثكلى وانين ايتام.
ومن هنا اود ان ابعث برسالة معنونة الى جميع اصقاع العالم وبالخصوص الساسة في بلدي واقرانهم في البلدان العربية والمجاورة والاقليمية ممن يحاولون خلط الأوراق وسفك دماء العراقيين والمتاجرة بارواحهم، بان لايفسروا صبر العراقيين وهدوئهم ضعفا بل ان هذا الهدوء والسكينة ماهو الا تلبية لنداء مرجعيتنا الرشيدة التي تؤكد على ضرورة الهدوء، وضبط النفس وعدم الانجرار وراء الفتن، وليعلم الجميع ان ابناء هذا البلد هم مشاريع استشهادية من اجل كرامة العراق واستقراره وعلى الجميع ان يحذر من صولة الحليم اذا غضب، فانه وبدون مبالغة سوف نقلب عاليها سافلها ونحطم انوف الاعداء ونجعلهم عبرة لكل من يريد ان يعتبر، فاعدام الطاغية صدام كان على ايدي العراقيين وان شاء الله تعالى سيكون سحق اعداءه الجدد على ايدي العراقيين كذلك، واستثني من ذلك بعض الساسة الوطنيين الذين يسهرون على خدمة العراقيين ويحاولون تقديم الافضل له.
https://telegram.me/buratha