المقالات

عيد بطعم آخر

2145 2015-10-02

للعيد رمزية دينية مهمة، في نفوس المسلمين،فأيامه هي -مع الفرحة بانجاز حالات عبادية شاقة كالصوم والحج- إلا إنه يمثل إستمرارا للحالة العبادية، وهذا واضح من خلال الإعمال المخصوصة، في أيام العيد. 

العيد ايضا؛ يمثل رمزية إجتماعية خاصة، ففيه يلتقي ذوو الأرحام، ويتزاور المؤمنون فيما بينهم، وترتسم فرحة اللقاء، وخصوصا بين من إبتعد عن أهله، وأحبته، لظرف معين.  الأطفال لهم النصيب الإكبر من العيد، فتجدهم يرتدون ملابسهم الجديدة، وكلهم يتأتنق، وهم يملؤون الشوارع والمتنزهات، بضحكاتهم البريئة، ويصرفون بسخاء، ماجادت أيادي أهاليهم، وعوائلهم عليهم من "عيديات". 

الصورة الجميلة، والسعيدة، نجدها مختلفة في مكان آخر. 
على السواتر؛ فالعيد إمتزج بأزيز الرصاص، حيث المجاهدون، الملبون لفتوى المرجعية، يقفون هناك، لننعم نحن وأهلونا بالأمن والأمان. 
أولئك الأبطال، تركو عوائلهم تحتفل بالعيد دونهم، وخلت أيادي أطفالهم من العيديات، وبقيت عيون الأطفال ترنو صوب الجبهة، علّها تحظى بنظرة لرؤية الوالد العزيز. 

عوائل الشهداء من جانبها، عيدها مختلف، فقوافل الشهداء السعداء، التي غادرتنا، تركت خلفها عوائل، مابين أم ثكلى، وأب مفجوع، وزوجة ترملت، وطفل تيتم، وصار عيد عوائل الشهداء في المقابر، حيث قبور الأحبة، وحيث الأنين المُفجِع، والدموع السائلات، وحرقة القلب، والزفير القاتل. 

المسؤولية الشرعية والأخلاقية، تحتم علينا، نحن الماكثون قرب عوائلنا، أن لا ننسى عوئل المجاهدين، والشهداء، وعلينا أن نصلهم، ونتواصل معهم، وأن نزرع البسمة على شفاه أطفالهم، من خلال شراء الملابس، والألعاب، والهدايا لهم، وأن نعين تلك العوائل، بما يتيسر في أيدينا من أموال، لعلنا نرد جزءا من فضل آباءهم، الذين ضحوا لأجلنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك