يقول علماء الطب النفسي؛ أن أحدى حالات الغباء، هي أن يصاب به أشد الناس ذكاءا، حينما يبلغون أهدافهم، ويبدو أن الغباء بدأ يعامل على أنه حالة مرضية، لكنها حالة من سنخ الأمراض المستعصية، كالسرطان مثلا!
تقول الدراسات الطبية، أن معظم قادة الصفوف الأولى في عالم السياسة، يصابون بدرجة ما من درجات الغباء، وإذ تزداد درجة الأصابة شدة، كلما تقدموا الصفوف، وعادة ما تكون أعراض هذا المرض على أشدها، في رؤساء الدول والحكومات، فإن يؤثر بشكل أكبر، تبعا لأهمية الدولة وعظمتها، فإذا أصبح المرء رئيسا لأعظم دولة في العالم، كان أشد البشر غباءا!
مثلما يعمي الغباء أعين الساسة الأفراد، يمارس نفس التأثير على الدول العظمى، التي لا تفهم أن دورة صعودها قاربت على الانتهاء؛ وتحاول باستماتة حتى الرمق الأخير، الوقوف في وجه حركة التاريخ، أملا في إطالة أمد هيمنتها.
وبالرغم من أن عددا من كبار المفكرين، وعلماء السياسة وأقطاب الرأي الأمريكيين أنفسهم، كانوا من أوائل من توقع أفول دور الولايات المتحدة، كقوة عظمى وحيدة في العالم، ومن أبرزهم بول كيندي صاحب كتاب “قيام وسقوط القوى العظمى”، الذي تنبأ في الجزء الثاني منه بانهيار الاتحاد السوفيتي، وأن الولايات المتحدة؛ سرعان ما تلقى مصيرا مشابها بحلول عام 2020، إلا أن واشنطن مازالت تتشبث بوضع القطب الأوحد، الحريص على تشكيل خريطة الأحداث وفق مصالحه منفردة.
يتمثل مخططها لاحتواء المنطقة العربية، في إقرار نظم حكم، قائمة على التحالف بين العسكر والقوى الدينية المحافظة، على غرار ماحدث في مصر في عهد مرسي مثلا!
لكن الخطأ الأفدح، الذي يدل على غباء القوة العظمى، هو أعتمادها على نظم "قرو أوسطية" لتنفيذ أصلاحات ديمقراطية.
القوة العظمى إياها، تتحالف مع نظام آل سعود، الذي ينتمي الى نقطة بعيدة في التاريخ، أو نظام أسري يرأسه من قتل والده، وتلاه ولده الذي نحاه ، كنظام دولة قناة الجزيرة في قطر، وليس معقولا من هكذا أنظمة، أن ترعى مسيرة التحولات الديمقراطية في المنطقة، وستكون رعايتهما للتحول الديمقراطية موضع شبهة ليس لهما فقط، بل لقوى التحول الديمقراطي ذاتها..
كلام قبل السلام: أي ديمقراطية، هي تلك التي تتكيء على أنظمة ديكتاتورية؟!
سلام..
https://telegram.me/buratha