( بقلم : بشير البغدادي )
اورد الدكتور العطية في مقالته ( أحسنتم أيها الصدريون ) التي نشرت بتاريخ 18/ 9 احدى عشرة نقطة لصالح التيار الصدري , وعند تمعني بقراءتها وجدت ان لاشيء منها يحسب لهذا التيار وسأناقش هذه الفقرات واحدة واحدة وبما انه اعتبر التيار افضل ( الفصائل الشيعية ) فسيكون ردي في أطار هذه التسمية التي اشار اليها العطية حتى لايعتبر كلامي طائفيا. وقبل الرد احب ان اثبت النقاط التالية
1- لقد سمع العراقيون باسم مقتدى الصدر لاول مرة اثناء سقوط النظام البعثي مقترنا بجريمة بشعه حدثت في النجف باغتيال السيد عبد المجيد الخوئي وهي اول جريمة اغتيال سياسية افتتحها ( السيد ) أثناء وبعد سقوط البعث.
2- أن العلم لايورث ولا المرجعية تورث ، الذي نعرفه ان الشخص يرث عن ابيه امواله المنقولة وغير المنقولة ووراثيا قد يكتسب من ابويه الصفات الجسدية اما ان يحل محله في منزلته الدينية والسياسية وهو لم يدرس في مدرسة حكومية او اهلية او دينية وتربع على عرش ( الصدر) وهو في العشرينيات من عمره . ان مرجعيات السيد ابو الحسن الموسوي ومحمد حسين كاشف الغطاء ومحسن الحكيم والخوئي وما بعدهم لم تكن بعيدة عن اذهاننا ولم يرث ابناءهم منزلتهم ، وان برز احد من الابناء دينيا او سياسيا فيأتي ذلك بعد تربية صالحة ودراسة مكثفة ومواهب قيادية وبصورة تدريجية .
3- أرى من الانصاف التفريق بين السيد محمد باقر الصدر وبين السيد محمد صادق الصدر وهذا الخلط وقع فيه الدهماء من الشيعه لكون لقب الصدر يوحد الاثنين .
واعود الى مناقشة فقرات الدكتور العطية
1- الفقرة الاولى والثانية والثالثة تتعلق بالاحتلال فهو يقول ان التيار الصدري رفض الاحتلال وتصدى له وطالب بانسحابه فهل يستطيع الدكتور ان يسمي لنا فصيلا شيعيا واحدا يرضى بالاحتلال او يسانده . أن مقاومة الاحتلال لاتتم بصورة عبثية واود ان أشير الى حوادث النجف عام 2004 فالمنصف يدرك ان مقتدى الصدر لم يكن يستهدف الاحتلال في تلك الفترة فقط وثب على الصحن الحيدري واحتله ولم يكن فيه محتلين ثم سيطر على مدينة النجف وأنشأ المحاكم الشرعية التي تنفذ احكامها الفورية وهي الاعدام عادة ولم يكن المغدورين عملاء للاحتلال وأنما في غالبيتهم ضحايا وشايات بأن المجنى عليهم قد شتموا او أنتقدوا تصرفات مقتدى , في ذلك الوقت لم يكن في النجف جنود امريكان ولكنه استدرجهم لضرب النجف , لقد قتل في تلك الحوادث اكثر من ثلاثة الاف عراقي وخربت النجف مقابل مقتل اثنين من الجنود الامريكيين فقط ، فهل ان عاقلا يعتبر ذلك مقاومة ؟ وأذكر العطية عندما اراد الامريكان دخول النجف قبل وصولهم بغداد خرج النجفيون عن بكرة ابيهم دون ان يحملوا سلاحا واحدا وشكلوا سدا منيعا امام القوات الغازية وارغموها على التراجع وعدم دخول مركز المدينة والاماكن المقدسة بعد ان نكسوا بنادقهم الى الاسفل وقد عرضت اغلب الفضائيات هذا المشهد .
2- في الفقرة الرابعه يقول ان التيار يعارض مشاريع تقسيم العراق , فمن هو الفصيل الشيعي الذي يريد تقسيم العراق وأذكره بأن التيار نفسه قد أقترح ان تكون البصرة والناصرية والعمارة دولة مستقلة ( وليست فدرالية) وذلك أثناء الفتنة الاولى في النجف وجاء ذلك على لسان السيد سلام المالكي معاون محافظ البصرة والقيادي الكبير في التيار ان ذاك وأذا كان المقصود بالتقسيم هو الفدرالية فأن ذلك يناقش ضمن الاطار الاداري لنظام الحكم هل هي الافضل ام المركزية .
3- من فضائل التيار الصدري حسب رأي العطية هو السعي لوأد الفتنة الطائفية ومنع انتشارها وردي على ذلك بأن السيطرات الوهمية التي تقتل على الهوية هي حصرا : من الجانب السني القاعدة وبعض الطائفيين ومن الجانب الشيعي جيش المهدي فقط وعموم الشيعه والسنة براء من القتل على الهوية .
4- أن الذي يشارك في العملية السياسية ينبغي ان يساندها فعلا لا قولا فقط لقد دخلها التيار الصدري لوضع العصي في عجلاتها فكان دخولهم وخروجهم للبرلمان والحكومة سببا في ارباك العملية السياسية فلقد سحب التيار وزراءه الستة من الحكومة مخولا المالكي تعيين بدلاء عنهم من ذوي الخبرة وعندما عين غيرهم لم يقبلوا. وأستغلت التوافق ذلك فسحبت وزراءها وذلك القائمة العراقية فأحدثوا أزمة سياسية في البلد الجريح .
5- نذكر السيد العطية بأن التكفيرين والطائفيين وبقايا البعثيين الذين ذكرهم هم من قاتلوا الى جانب الصدريين في النجف أضافة الى تنظيم القاعدة والدعم اللوجستي لهيئة علماء المسلمين هل نسى صور مقتدى الصدر ترفع الى جانب صور صدام حسين في سامراء وتكريت الا يتذكر بأن الزرقاوي المقبور قد أستثنى جيش المهدي من حملته ضد الشيعه وأن مقتدى وصف حارث اضاري بشيخ المجاهدين وأي جهاد !!!
6- بخصوص الفقرة التاسعه ان البرلمان هو الفيصل في البت في قانون النفط بدون مزايدات .
7- يعطي العطية للتيار فضلا في مساعده جماهير العمال والفلاحين الشيعه , وأساله ماذا قدم التيار لهؤلاء المضلومين غير زجهم في معارك عبثية متعددة الاتجاهات .
وأخيرا ينتقد السيد العطية حزب الدعوه والمجلس الاعلى لانضمامهم الى تحالف رباعي مع الحزبين الكرديين فهل هناك من عاقل يرفض مساندة قوتين كبيرتين بأمكانية سياسية وعسكرية هائلة وأذكر الدكتور بان هذه القوى الاربعه هي التي قادت الانتفاضة الشعبانية في الوسط والجنوب والشمال وهل كان للتيار الصدري دور في ذلك .
أنني لا أدافع عن الفصائل الشيعية المذكورة ويشهد لله بأني لم اعطي صوتي في الانتخابات لقائمة الائتلاف الموحد ولكني احترم ماتفرزه اللعبة الديمقراطية ولابد من مساندة اية حكومة منتخبة حتى اذا اختلفنا معها لاجل وقف النزيف .
بشير البغدادي
https://telegram.me/buratha