قاسم العجرش
قالوا له أضرب بيد من حديد؛ فضرب، فهل كانت الضربة حديدية حقا؟ وهل سيمضي السيد العبادي قدما، بالطرق على الحديد حتى يلين؟ أم أن القرارات التي صدرت عن إجتماع مجلس الوزراء، ستتحول في نهاية المطاف الى حبر على ورق، على يد دهاقنة السياسة، من قادة الكتل ونوابها؟!
هل سيعاود مثلا نواب وممثلي إتحاد القوى، لعب لعبتهم الشهيرة بتعطيل إقرار الإصلاحات، من خلال أساليب العرقلة التي أحترفوها، من قبيل الإنسحاب من الجلسات، أو تعليق الحضور الى مجلس النواب؟
هل سيكرر النواب الكرد ما فعلوه سابقا، بأن يذهبوا الى اربيل للتشاور مع قيادتهم، ولن يعودوا الى بغداد، إلا بعد أن يضمنوا أن لا شيء سيحدث، ويتاكدون تماما، بإن ما نالوه من مكاسب على حساب، بقية العراقيين سيبقى كما هو، وربما سينالون فوقه لإستإسترضاءا لعودتهم الى بغداد؟!
فويق هذا وذاك، فإن هناك من يرى، أن الإصلاحات التي أعلنها السيد العبادي سيتم ترشيقها، لأن بعض قادة الكتل يرون أنها عالية السقف، وسيتم التضحية بعدد ضئيل من الأكباش، وسينتهي الأمر عند هذا الحد!
شعبنا يختزن في ذاكرته كم هائل، من أحاديث الساسة عن الإصلاح، بل وصدرت عشرات القرارات البراقة، التي سرعان ما جرى الإلتفاف عليها! وتتذكرون مهزلة نقض المحكمة الإتحادية، لقرار البرلمان تخفيض رواتب أعضاءه، عندما أمرت ببقاء النواب يتقاضون رواتب عالية، مع أنهم هم أرادوا تخفيض ما يتقاضون!
بعض المشككين؛ يرون أن قرارات العبادي ليست إلا محاولة التفافية، تريد التحايل على الاحتقان، والتخفيف من حدة إرتباك المشهد السياسي، الناجم عن سوء أداء الساسة وقلة خبرتهم ، كما أناه محاولة ربما هي الاخيرة، لتجفيف الحراك الشعبي المتصاعد، لاسيما بعد "عناد" المؤسسة التشريعية، و"تجاهلها" للمطالب الشعبية، وهو "تجاهل" يعمق الشعور الشعبي، بأن هذه الطبقة تسرق الشعب.
ثمة من يرى؛ أن خطة الإصلاح الحكومي، التي عرضها رئيس مجلس الوزراء، سيما فيما يتعلق بإلغاء المناصب، ستكون أثرا بعد عين، لأن الذين ستلغى مناصبهم، لن يخسروا شيئا على الإطلاق، فهم سيحولون الى إدارة الهيئات الشاغرة مثلا، أو تستحدث لهم وظائف بدرجة "معالي"، التي باتوا لا يستطيعون مغادرتها !. وأن العملية ليست إلا تغيير في مناطق الإستراحة!
من هؤلاء المشككين؛ من يرى أن التغيير المطروح، رُسِمَ مضمونه بهدف إحداث تغيير شكلي نفسي، يؤثر في المزاج العام، أما قضية ترهل الحكومة وجهاز الدولة عموما، فهي تحتاج الى جهدK أكبر بكثير من قرارات صيغت على عجل!
كلام قبل السلام: خبيث مثلي يرى أن هذه القرارات، ليست إلا صفحة واحدة فقط، من كتاب عنوانه ترشيد الدولة برمتها..فالعراق بلد يمكن قطعه من شرقه الى غربه بست ساعات، ومن شماله الى جنوبه بأثنتي عشر ساعة! وهو لا يحتاج البتة الى هذا الجهاز الإداري الضخم، وما يحتاجه هو "بضعة" رجال على رأس هرم الدولة، يضعون العراق في حدقات عيونهم، لا في فتحات جيوبهم!
سلام.....
https://telegram.me/buratha