( بقلم : بشرى امير الخزرجي )
تجتهد المراكز الإسلامية في العاصمة البريطانية لندن وبالأخص في شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة على تقديم ما يهم العائلة المسلمة في المهجر من برامج دينية رمضانية تعدها سلفاً كدروس تلاوة القرءان الكريم للصغار والكبار ومحاضرا ت تربوية باللغة العربية والإنكليزية تعنى بالعائلة والطفل المسلم و توفر له أجواءاً إيمانية تمكنه من استيعاب وإدراك فضل هذا الشهر الكريم وما للصوم من فوائد روحية وجسدية جمة تنعكس إيجابا عليه وعلى محيطه الاجتماعي، فمثلاً يجد الطالب المسلم في المدارس البريطانية نفسه مجبراً على شرح سبب صومه عن الطعام وعدم مشاركتة في بعض الأنشطة الرياضية كالسباحة مثلاً لأقرانه وهو على علم أنه أمر رباني أنزله الله تعالى في كتابه الكريم حين قال: (يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
ومع أن أجوبة تلك التساؤلات مكررة ومعادة كلما حل شهر الخير، نجد ان أبناءنا يلحون في طلب المزيد من الإيضاح وتبيان أسباب الصوم ودوافعه، وهنا يأتي دور الوالدين اللذين يقع على عاتقهم واجب تحصينهم بالأجوبة المقنعة البسيطة والواضحة التي تجعلهم قادرين على ممارسة شعائرهم الدينية داخل أروقة المدارس دون الشعور بالفرق عن زملائهم، مع شعور غامر بالاعتزاز بالفرائض الدينية.
إن للمراكز الدينية والاجتماعية دوراً مهماً مكملاً لدور الأسرة في بناء جسور التواصل بين أفراد المجتمع الواحد، وهذا ما أدركه إخواننا (الخوجة) المسلمون الشيعة الإثنا عشرية في لندن عندما سعوا ولسنين طوال الى توفير أجواء دينية ورمضانية إيمانية للعوائل المسلمة في منطقة شمال غرب العاصمة، حيث انفردوا عن غيرهم من المؤسسات الدينية بعنايتهم الفائقة بالطفل والحدث المسلم الذي هو نواة المجتمع الصالح من خلال تهيئة الظروف التعليمية والتربوية عبر دروس قرآنية يومية لجميع الفئات العمرية فضلا عن المحاضرات العقائدية التي تعتمد وسائل ايضاح مشوقة تجعل الطفل مشدود الذهن لها كما انهم اعتمدوا أسلوب التشويق والترغيب ليحرص الطفل على الحضور اليومي دون انقطاع، مع إعداد برامج وأنشطة رياضية تكون غالباً في عطلة آخر الأسبوع، ومنذ أعوام طويلة خصصوا جوائز وهداية في نهاية الشهر الفضيل للذين حرصوا على المشاركة والمثابرة في حفظ وتلاوة القرآن الكريم تقدم لهم أول أيام عيد الفطر المبارك من خلال حفل بهيج للأبناء والبنات وبحضور الآباء وبمشاركة عدد من المسؤولين البريطانيين المحليين.
أن إخواننا الخوجة الذين تنحدر أصولهم من الهند وأفريقيا شديدو الحرص على إبراز الوجه الحضاري للدين الإسلامي الحنيف وهم يعرضون لنا وللمجتمع البريطاني أجمل صور الارتقاء بواقع المسلمين في المجتمعات الغربية فتجدهم يمارسون حياتهم بانسيابية في المجتمع البريطاني آخذين بعين الاعتبار أنهم جزء لا يتجزأ منه دون الشعور بالوحدة والانطواء كما هو حال الكثير من الجاليات المسلمة المهاجرة وبخاصة العراقية، التي وعلى الرغم من حرية المعتقدات والثقافات الواسعة في بريطانيا إلا أنها ابتعدت عن المحيط الاجتماعي الذي تعيش وسطه لأسباب تتعلق بالتقاليد والعادات أو لعدم إتقان اللغة الإنكليزية.
أتمنى على المراكز الإسلامية في بريطانيا وغيرها من دول المهجر ان تأخذ بتجربة المسلمين الخوجة من دقة وإتقان في العمل واحترام للزمن ومحاولة أشراك الأوساط الاجتماعية المحلية لتلك الدول كي يطلعوا عن كثب على نشاطات المسلمين البناءة ، كما أدعوه سبحانه وتعالى أن يمن على شعبنا في العراق بالأمن والأمان والازدهار في هذا العام وكل عام آمين رب العالمين.
https://telegram.me/buratha