بقلم : سامي جواد كاظم
في الدورات الرياضية فقط نسمع بكلمة الانسحاب ودائما تكون لها اسبابها المعقولة ، اما اليوم وبالخصوص في العراق باتت مفردة الانسحاب متداولة بكثرة بين الاوساط السياسية والاعلامية بقدر مفردة الارهاب التي يكثر الحديث عنها .
هنالك انسحاب مشرف واخر لحفظ ماء الوجه والكل يدعي احقيته بالانسحاب ولكن من خلال قراءة دوافع المنسحب مع وضعيته في كتلته او الحكومة تكون الصورة اوضح مما يدعي صاحب العلاقة .لناخذ النماذج المنسحبة من الكتل البرلمانية والتي هي حديث الساعة ونستطيع ان نضعهم في مجموعتين الاولى مجموعة التيار الصدري والفضيلة والثانية هم المنسحبون من التوافق والعراقية وتتمثل بالشخصيات التالية ( وائل عبد اللطيف ـ مهدي الحافظ ـ علي بابان ـ صفية السهيل ـ حاجم الحسني ـ الحزب الشيوعي ) ، مع احترامي لمن لا يحضرني ذكره من المنسحبين ، وهنالك اخرون سيلحقون بهذا الركب الذي يستحق ان يكون كتلة خدمة الشعب العراقي وبشرف .
هنا نجد ان المجموعة الاولى عند انسحابها بارك لها التوافق والعراقية والمجموعة الثانية بارك لها الائتلاف فايهما الافضل ؟! عندما ندرس دوافع الانسحاب نجد ان المجموعة الاولى انسحبت لاغراض شخصية اختلفت عليها مع كتلتها وباستثناء المخفي اما المجموعة الثانية فانها انسحبت لاغراض وطنية .
التوافق والعراقية ماهم عليه معروفين عند القاصي والداني ، اذن الذين انسحبوا منهم لايتفقون مع كتلهم على مايصدر منهم والذي غايته عرقلة العملية السياسية والحاق الاذى بالشعب العراقي ، وطالما انهم يباركون للفضيلة والتيار الصدري على انسحابهم من الائتلاف مع وجود تجاذبات ومشاورات فيما بينهم لتكوين كتلة اذن الاثنين على شاكلة واحدة وهذا بالتاكيد عكس ذلك ينطبق على نقيضهم من المنسحبين والمباركين لهم .
العملية السياسية والكتل البرلمانية هي الان تمر بفترة تمحيص وغربلة حيث بدأت تنكشف الوجوه على حقيقتها بعد ما تطايرت الاقنعة من عليها ، لندع وحدة الصف ولا نجامل على حساب الشعب العراقي والذي مصلحته تقتضي شرعا رفض السلبي وقبول الايجابي ، وانا لا اقول ان هنالك من هو ايجابي بالكامل ، ولكن هنالك من تكون ايجابياته اكثر من سلبياته وعند ذلك يمكن تقويم سلبياته اما اذا كانت سلبياته اكثر من ايجابياته والشعب يدفع ثمن بقائهم ضمن العملية السياسية من غير رادع او كاشف لهم فان المسؤولية ستكون عظيمة امام الله والتي يتبعها حساب عسير.
كثير من الشخصيات الارهابية ضمن العملية السياسية والتي دائما يلوح بها المالكي من غيركشف الاسماء كان الله عز وجل بالمرصاد لهم وبقدرته افتضحهم وبالرغم من افتضاحهم لازالت الجهات المعنية بمحاسبة المقصرين لم تتخذ أي اجراء ضدهم ،هذا مما جعل الكثير من السياسين الارهابيين مطمأنين لما هم عليه في الحكومة والبرلمان العراقي ولا نريد ان يكون الزمن كفيل بفضحهم ، نريد من الكتل البرلمانية ان تقول كلمة الحق وكفاكم مجاملة لهذا على حساب ذاك .
الانسان موقف وبهذا الموقف قد يعلو فوق الجبال وقد تطـأه الاقدام وله الخيار ، وان كان الخيار ينبع من داخله وما يحمل من مبادئ ،لا زال في كل الكتل الصالح والطالح والوقت المتبقي لايسمح لهم بالتهاون في اخفاء الطالح واظهار الصالح بل لابد من الفرز والحساب والاعتماد على كل من يضع الشعب العراقي نصب عينه كما فعل الاخوة من المجموعة الثانية المنسحبة من كتلهم وحقا انه لموقف مشرف اقدموا عليه .
بقلم : سامي جواد كاظم
https://telegram.me/buratha