( بقلم : امجد الحسيني )
إن الاحداث السياسية في العراق تتسارع وهذا التسارع حسب ما ارى تسارع ايجابي للعملية السياسية في العراق فلو نظرنا للخارطة الجديدة نجد ان هذه الخارطة تتشكل بصورة اقرب الى الاعتدال والفرز فالتيارات الطائفية بدأت تطرد نفسها من اكبر الكتل الوطنية وهي كتلة الائتلاف فقد شهدت هذه القائمة خروج حزبين كان خروجهم من القائمة خروجا ايجابيا للقائمة برمته
فخروج حزب الفضيلة قبل اشهر هو عامل محفز لتطور القائمة ونضوج افكارها والكل يعلم ان حزب الفضيلة كان حزبا غلب عليه الخط البعثي وقد شهد الحزب صراع بين اعضاءه بين خط الفضلاء المعتدلين اصحاب النظرية الاصلاحية والذين حاولوا البقاء تحت ظل الائتلاف وقد مثل هذا الخط الشيوخ الافاضل كالمحمداوي وغيره ام الخط الثاني فهو الخط البعثي الذي مثله ومنذ اليوم الاول الدكتور نديم الجابري صاحب بدعة الداخل والخارج وانتهى الصراع للاسف لصالح الخط البعثي الذي اراد ومنذ الانتخابات الاولى الانسحاب من الائتلاف الا ان قوة الشيوخ المعتدلين قلة وطئتها مع تقدم الخط البعثي ونفس الذي قيل في التيار الصدري في ان السيد مقتدى الصدر فعلا لايقود التيار يقال عن حزب الفضيلة في ان القيادة الحقيقية ليست للشيخ اليعقوبي (دام عزه ) ولا لشيوخ الاعتدال في القائمة لانها لو كانت للشيخ اليعقوبي لما انحرف الفضيلة عن مساره المصلح ولكن انتصار الخط البعثي خط نديم الجابري دل على ان الشيخ لم يعد هو القائد الحقيقي ، واعتقد ان حزب الفضيلة بايدلوجيته لا يُلائم الائتلاف وان خروجه من الائتلاف كان ايجابيا بالنسبة للائتلاف .
أما خروج التيار فكان ايجابيا ايضا ذلك لان هذا التيار ولا اقول كل التيار بل بعض المنتمين اليه والذين يفرضون رأيهم بالقوة على التيار نفسه ويقتلون الناس في الشوارع دون ذنب والذين يقتلون الحلاقين والذين اعتدوا على طالبة من طالبات الجامعة المستنصرية لمجرد جلوسها قرب زميل . أن خروج هذا التيار الردكالي الذي دائما ما وصف بالعاطفي والعاطفي يعني الطائفي لانه يعمل بعاطفة غير محسوبة عقلا .
ان خروج تيار طائفي كما اثبتت مقدمة عاطفته يدل على ان الائتلاف يسير نحو التشذيب والتقنين وهذا التشذيب في صالحه خاصة وانه هو الاكثرية الرسمية داخل البرلمان ثم انه بعد اقرر قانون الفدرالية لايحتاج لا للتيار ولا للفضيلة اللذان كانا اول من عارض هذا القانون خدما للسنة واصبح الفضيلة والتيار بحاجة للائتلاف كما ان الاتفاق الرباعي بين الائتلاف والقائمة الكردية يعطيه قوة تفوق الستين كرسي التي يعطيعا التيار والفضيلة وان القرارات التي ستمررفي مجلس النواب ستكون اكثر سلاسة بعد ان اصطف المعارضون جميعا او الطائفيون ( التوافق ، التيار ) والبعثيون ( فريق علاوي ، ومجموعة من التوافق ، ومجموعة من حزب الفضيلة )في صف واحد وهم قلة فيما اجتمع المعتدلون في صف اخر وهم اكثرية .
هذه الخارطة الاولى اما الخارطة الثانية فهي خارطة القائمة العراقية هذه القائمة التي انقسمت على نفسها بعد ان اجتمع الدكتور علاوي ورفاقه البعثيون كالسيد راسم العوادي وغيره مع اعضاء مجرمون في حزب البعث الصدامي المقبور فريق المجرم عزة الدوري ،فمن الطبيعي ان لايجلس المجرم مع المظلوم اي انه من الطبيعي أن لايجلس الدكتور وائل عبد اللطيف وصفية السهيل وغيرهم ممن اكتوى بنار البعث مع الخط البعثي في القائمة العراقية وهنا اجد أن خارطة العراقية تسير ايضا نحو التشذيب حيث ستكون افكار الائتلاف والقائمتين الكرديتين وافكار الوطنيين من القائمة لعراقية الذين رفضوا الخط البعثي ستتجمع في قطب واحد سيمثل قطب الاعتدال فيما ينضم المعارضون الى قطب التطرف .
اما الخارطة الثالثة فهي التي سترسمها قائمة التوافق العراقي التي افرزت اول فرز ايجابي وهو السيد علي بابان الذي كره البقاء في قائة تجمع بين الطائفية والارهاب والبعث الصدامي .
ان فرز القائمة الثالثة والذي سيبدأ قريبا بعد ان يتكتل البعثيون في قائمة علاوي ويتكتل الطائفيون مع التيار يخرج المعتدلون في قائمة ستكون الائتلاف حتما . من خلال هذه الخارطة الجديدة سيسير العراق نحو برٍّ اكثر امنا وان من راهن على زوال المالكي كان واهما ومن يقامر اليوم على زوال المالكي سيكون واهما خاصة بعد أن اكد السيد عبد العزيز الحكيم رئيس الائتلاف الشيعي يوم امس مساندته ومسانة ناخبيه للسيد المالكي .
https://telegram.me/buratha