( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
من السذاجة ان يتصور البعض ان العمليات الإرهابية المتصاعدة في المحافظات الواقعة جنوب العاصمة بغداد بأنها عمليات طارئة او ارتجالية او تصفيات شخصية موجهة ضد هذا المسؤول المحلي او ذاك، فالدلائل جميعها تشير الى ان ما يجري في هذه المحافظات من استهدافات ما هو الا مخطط تشرف عليه وتخطط له دوائر مخابراتية خارجية بالاستفادة من عصابات البعث المقنع داخل هذه المحافظات.
من هذه الدلائل اعتماد هذه العصابات للوسائل التدميرية الحديثة وذات المواصفات التقنية العالية والتي تتطلب تدريباً ومهارة في الاستخدام الاجرامي لها وكذلك الاحترافية الواضحة التي يتمتع بها مستخدمو هذه الوسائل على مستوى التخطيط والتنفيذ والاختفاء وكذلك التشابه الحاد في الطريقة التي تنفذ بها تلك العمليات سواءً أكان مسرحها أو الشخوص المستهدفة فيها من قيادات أي محافظة من محافظات جنوب بغداد.
ويأتي العامل الزمني المتقارب بين العمليات التي حصلت مؤخراً ليؤكد دون ادنى شك بأن تلك العمليات لم تكن وليدة فعل ارتجالي بقدر ما انها تحمل بصمات مشروع ارهابي منظم ومتقن بدقة يراد منه خلط الأوراق في المحافظات التي تميزت خلال السنوات الاربعة الماضية باستقرارها وانطلاق عملية إعادة البناء من خلال جرها الى فوضى سياسية وأمنية من شأنها ان تخلق مناخات غير صالحة لقيام مشاريع إستراتيجية كمشروع إقليم جنوب بغداد والأقاليم الأخرى وربما نكتشف في أحداث كربلاء الإجرامية الدليل الأكبر والأوضح لمثل هذا التحرك المدروس بعناية ودقة فائقتين، فلو قيض لأحداث كربلاء ان تحقق أهدافها وغاياتها فسيكون الحديث عن مشاريع كمشاريع الأقاليم والعدالة والمساءلة والنفط والغاز كمن ينفخ في قربة مثقوبة لكن الإرادة العراقية الوطنية الصلبة التي أفشلت تلك المشاريع المقنعة كأصحابها باتت تعطي زخماً أكبر وإصراراً أكثر على التمسك بالخيارات التي تمثل إرادتنا وأهدافنا المشروعة.
إن تصاعد العمليات الإجرامية لعصابات البعث المقنع في محافظاتنا الواقعة جنوب بغداد إنما هو فعل مضاد للعملية السياسية التي تشهد حالياً حراكاً سياسياً ايجابياً مكثفاً يراد منه إسقاط التجربة السياسية في أفخاخ أمنية مثلما يرى الكثير بوجود ارتباط عضوي مشبوه ما بين تلك العمليات والإرادة العراقية الوطنية التي ترى حتمية قيام إقليم جنوب بغداد. بالتأكيد ان اوهام البعث المقنع ليس بمقدورها ان توقف الإرادة العراقية لكن هذا لا يعفي الحكومة المركزية ان تنهض بدورها المفترض للجم هذه المخططات التآمرية المارقة.
https://telegram.me/buratha