بقلم السيد عبد اللطيف العميدي
لقد تميّز مذهب أهل البيت (ع) عن باقي فرق المسلمين بأمتلاكه للمرجعية الدينية والقيادة العُلمائية والتي تمثل القيادة النائبة للمعصوم وهي التي تملئ الفراغ الولائي الذي خلَّفه غياب القائد المنتظر(عج) وهذا ما لاتمتلكه باقي الشعوب.
وكانت من ثمراته أن الكلمة تتوحد في أوساط المجتمع ولها مركزية بوجود قائدٍ موجه فقيه يتصدى مسؤلية إدارة مقود السفينة عندما تدلهم الخطوب وكان كلما إشتد الامتحان والبلاء برز دور المرجعية العليا في إرشاد الناس ورسم منهج الحق لهم مصداقا للحديث ( إذا ظهرت الفتن فعلى العالم ان يظهر علمه ) وهذا ما أفرزته الظروف الحساسة في الساحة العراقية حالياً، فلقد دخلت في الساحة العراقية جملة من الاجندة والتيارات وفيها بالطبع المستقيم والمنحرف ولكلٍ دعايته وإعلامه مما خلق في بعض الحالات إلتباساً عند عامة الناس في مشروعية هذا التيار وذاك.
وهنا نقول: أن كل عملٍ أو تصرّف (سياسي سلمي أو جهادي مسلَّح ) وفي كل زمانٍ ومكان يستمد شرعيته من ثلاث مقومات وركائز وهي: 1- القيادة الشرعية والمتمثلة بالمرجعية الدينية العليا، فهي الجهة الوحيدة التي من شئنها تشخيص التكليف الشرعي وتوجيه الناس لُسبل النجاة من مهلكات الفتن. 2- الهدف المشروع: فكلُ حركةٍ وعمل لابد أن يمتلك هدفاً وغاية مشروعة مُعلنة يجعلها نُصب عينيه لتتضح معالم تلك النهضة. 3- السُبل والمناهج المشروعة: فالهدف السامي والمشروع لابد أن تكون مناهجه و أساليبه في تحصيل الهدف والمبتغى مشروعة أيضاً. لان أن تكون تجاوزاً على حقوق الغير وتعدياً على الحرمات والحقوق، وإقصاء الآخر. فعلى المكلف إذا أراد معرفة تكليفه الشرعي أن يضع هذه المبادئ نُصب عينيه ليكون تصرفه وعمله مبرئ للذمة وتحت حُجة شرعية. إذ أن أمامنا أخوتي المؤمنون موقفاً عظيماً سنقفه بين يدي جبارالسماوات والارض ليُطلَب من كل فردٍ حُجته في العمل.
فلقد ورد عن المعصومين (ع) ما مضمونه أن المؤمن الحقيقي لايرفعُ رجلاً ولايضع أخرى إلا بعدما يضعها في ميزان رضا الله سبحانه وتعالى وبالتالي فأن كل تصرف يحدث هنا وهناك مالم يراعي هذه الضوابط فهو عمل منكر ومستهجن وعلى والجهة التي تقمص هذا الفاعل اسمها ان تشخصه وتنبذه ونتبرئ من عمله حتى لاتكون هذه الجهة مصداقاً لقول الرسول (ص) ( من سن سنة سئية فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة ). والحمد الله وكفى وسلامٌ على عباده الذين إصطفى.
https://telegram.me/buratha