( بقلم : علي المالكي )
لو نرجع قليلاً إلى الخلف أيام نظام الطاغية المقبور صدام ونلقي نظره على نظامه السياسي الفاشي وطريقة حكمة الدكتاتورية التسلطية على الشعب جميعاً وحتى على أقرب الناس إليه نجد أن المحيطين بصدام أو أقربائه أو حتى من يشترك معه ولو ببعض الأفكار أو الأنتمائات الطائفية والعنصرية ورغم الظلم والأستعباد ولكن نجد هؤلاء يتفانون على ذالك النظام وعلى الحفاظ عليه ويبذلون كل شئ من أجل عدم وصول الطرف الآخر ولو إلى منصب بسيط وأستأثروا بكل شئ لأنهم يرون أن السلطة لايمكن بأي حال من الأحوال أن تفلت من أيديهم وتصل إلى غيرهم لأنهم يعلمون علم اليقين أن السلطة ليست من أستحقاقهم لكنهم تمسكوا بها ولم يتمكن صدام لوحده أن يبني هكذا نظام شمولي طائفي عنصري أستبدادي لولا مساعدة شريحة كبيرة التقت مصالحها مع نظام صدام ووفرت له غطاء أستطاع من خلاله أن يجند الآخرين إليه الشئ المهم الذي أريد أن أصل إليه هو أن هناك شريحة كبيرة تختلف مع صدام ومع نظام البعث المقبور من حيث التوجهات أو الأفكار أو الأنتمائات السياسية والعقائدية والعشائرية لكنها ساندت هذا النظام بكل قوة من أجل الحفاظ عليه لان النظام مادام بيد صدام فهم بخير أو على الأقل يستطيعوا التحرك بسهوله كبيرة توفرها السلطة الموجودة أو أنهم ربما يشتركوا مع صدام بالانتماء الطائفي فقط , اليوم وفي ضل الوضع الراهن
وبعد أن عاد الحق إلى أهله وشارك الشعب في قيادة البلد ونال الجميع أستحقاقه ومارست الأغلبية حقها المشروع الذي عاد إليها بعد سنوات طويلة من التهميش والظلم والأستعباد ومصادرة الحريات نجد وللأسف أن هذه الأغلبية التي جاءت إلى الحكم بأصوات الشعب العراقي تحيط بها الدوائر من كل مكان ويتوعدها القريب والبعيد والجميع وقف موقف الضد منها ولا أحد من هؤلاء يسعى إلى بناء مشروع وطني أو تشكيل حكومة وطنية بديلة عن الحكومة الطائفية كما يتبجحون إنما هذه الشعارات جعلوها شماعة يعلقوا عليها فشلهم في تحقيق أغلبية في الأنتخابات والمشكلة لاأدري أين هذا هو حجمكم ومن لايريد أن يعترف بحجمه فهذه مشكلته وليس مشكلة الآخرين , الأئتلاف العراقي الموحد يمثل شريحة كبيرة من الشعب العراقي وحصل على أكبر عدد من الأصوات والنظام الدستوري يعطيه الأحقية بأن تكون رئاسة الوزراء من نصيبه ويحصل الباقون كلاً حسب عدد أصواته وحسب تمثيله البرلماني
ومن هنا نجد أن الجميع يسعى وراء السلطة وكل طرف يريد أن ينتزعها بأي شكل من الأشكال والجميع يعلم ذالك وخصوصاً أعضاء ومكونات الأئتلاف أنفسهم وهنا يأتي دور الأكثرية أعني الأئتلاف العراقي الموحد بكل أطيافه ومكوناته كيف يستطيعوا أن يحافظوا على حقهم المشروع الذي كفله لهم الدستور المنتخب حق الملايين المظلومة والمغيبة حق الأكثرية في العراق أليس الأجدر من الجميع التكاتف في مثل هذه الظروف ومواجهة التحديات السياسية الخارجية والداخلية بروح واحدة وبقوة واحدة وبإصرار وعزيمة من قبل الجميع وعدم فسح المجال للأخريين أن يسرقوا حق الشعب أليس الأجدر في مثل هذه الظروف من كل مكونات الأئتلاف أخذ موقع المسؤولية كلاً من مكانه وكلاً حسب موقعه لتفويت الفرصة أمام القوى الصدامية التي تريد أنتزاع السلطة من جديد وبأسماء جديدة وبوجوه مقنعة لكن وللأسف نرى أن التصدع بدأ يتكاثر داخل البيت الواحد والخلافات الجانبية أخذت مأخذها وتغلبت على المصلحة العامة ونسمع كل يوم هذا الطرف خرج من الحكومة وذاك الطرف أنسحب من الأئتلاف وعند البحث عن الأسباب نجد أغلبها غير ضرورية ويمكن معالجتها بهدوء والتغلب عليها ولاتستوجب أتخاذ مثل هكذا قرارات تفرح القوى المتربصة كثيراً وتضعف البيت الواحد الذي يواجه أفراده جميعاً الخطر التكفيري الصدامي المحدق وهذه دعوة إلى كل القوى التي أنسحبت من الأئتلاف العراقي الموحد أو التي تنوي الأنسحاب إن عدم الحصول على منصب ما أو على مقعد هذه الوزارة أو تلك ليس كافياً لأتخاذ مثل هكذا قرار خطير يقلل من أهمية الصوت الواحد ولتعلم كل القوى التي أنسحبت من الأئتلاف العراقي الموحد إن الأطراف الأخرى التي طبلت لهذا القرار أو صفقت له من أجل جمع عدد أكبر من الأصوات لسحب الثقة عن الحكومة لو تمكن هؤلاء لاسامح الله وسحبوا الثقة عن الحكومة وشكلوا حكومة جديدة ماذا سيعطونكم ألم تستفيدوا من تجارب الماضي مالذي جنيتموه غير القتل والتعذيب والسجون والمقابر الجماعية وفراق الوطن والأحبة هل لهؤلاء أمان بعد كل ما أقترفوه بحق الشعب
واليوم نعطيهم زمام المبادرة ونمكنهم على رقابنا ليذبحوننا من جديد إن القوى الأخرى التي تسعى إلى الحصول على السلطة لاتؤمن إطلاقاً بأي مشروع وطني وإنما همهم الوحيد التمسك بالسلطة وطرد الآخرين وتشريدهم من جديد وهنا أحذر جميع أعضاء الأئتلاف وخصوصاً القوى التي أنسحبت منه أو التي تنوي الأنسحاب وأقول لهم إن السلطة والحكومة إذا فلتت من أيديكم فأعلموا أنكم لم تحصلوا عليها ولو بعد ألف عام وحينها سيلعنكم الشعب كل صباح ومساء فالأجدر بكم توحيد صفوكم الآن والوقوف جميعاً بوجه أصحاب المشروع الأنقلابي البعثي الصدامي الجديد وترك المصالح الشخصية الضيقة إلى حين لأن الأكثرية في العراق الآن أمانة في أعناقكم وهذه الأمانة تقتضي منكم فعل الكثير لأننا عانينا الكثير ونتمنى منكم الآن توحيد صفوفكم من جديد لأن في أجتماعكم قوة لكم ولكيانكم ولشعبكم ولصوتكم الواحد أما الأنسحابات والتشتت لاتجدي نفعاً ولن تبني دولة ديمقراطية حرة وأقول لكم أيضاً لقد وحدتنا المصائب والآلام والهموم لماذا إذاً تفرقنا المواقف والقرارات عودوا إلى صوابكم وأرجعوا إلى وحدتكم وأبنوا كيانكم من جديد وإنشاء الله بوحدتكم أنتم المنتصرون.
https://telegram.me/buratha