( بقلم : وحيد حامد )
النقد هو حالة تقويم..حالة وزن بالقسطاس المستقيم، وكلّما كان الإنسان دقيقاً في نقده ، بلا جور ولا انحياز ولا تعصب ولا إفراط ولا تجاوز ، كلما كان أقرب إلى العدل والإنصاف، وبالتالي أقرب إلى التقوى ، فحكماء العرب قالوا: ( قل في منقودك ما له وما عليه .. قل ما تراه فيه بحق ولا تتعدّ ذلك فـ «مَنْ بالغ في الخصومةِ أثِم» ) .
وقد يكون السلبي لدى أحد الأشخاص أكثر من الإيجابي بحيث يغطّي عليه ، ويكون الإيجابي نادراً للدرجة التي يتعيّن عليك أن تبحث أو تنقّب عنه تنقيباً ، فلا تعدم المحاولة لأن ذلك مما يجعلك في نظر المنقود كريم الطبع .
حقيقة ماجعلني ان اكتب هذا الموضوع هو المقال الذي قرأته في موقع صوت العراق والذي يحمل عنوان (من المسؤول عما يجري في كربلاء المشرفة ) بقلم جهة تسمى نفسها (منظمة الدفاع عن مدينة كربلاء) ؟!
فقد قرأت هذا المقال (المسموم) جيدا وقرأت مافيه من اتهامات لا صحة لها ولكنني لن اشطب عليه كله ولكن سأناقش جملة منه لأننا لا يجوز لنا ان نلغي المقال جملة وتفصيلا وان كان كاتب المقال حقيقة قد ذكّرني بجيفة كلب متفسخ رائحته نتنه ولكنه يحمل اسنانا بيضاء لايمكن ان نطعن بهذه الاسنان الموجودة في هذه الجيفة النتنه ،فلقد مرّ عيسى (عليه السلام) وحواريّوه على جثّة كلب متفسّخة ، فقال الحواريون :ـ ما أنتن جيفة هذا الكلب !وقال عيسى (عليه السلام) : انظروا إلى أسنانه .. ما أشدّ بياضها !لقد كان الحواريون محقّين في نقدهم للجثّة المتفسخة التي تنبعث منها روائح كريهة ، لكنّهم ركّزوا على السلبي (الطاغي) على الجثّة . أمّا المسيح (عليه السلام) فكان ناقداً لا تفوته اللفتة الإيجابية الصغيرة حتى وإن كانت (ضائعة) وسط هذا السلب من النتانة، ولهذا سأترك باقي المقال ولن انتقده على اساس انها اسنان بيضاء وسط جيفة كلب ميّت المتمثلة بصاحب المقال .
لقد احرص صاحب المقال على مسألة انتهاك الحرم الحسيني من قبل بعض (الاوباش) !!! الذين عاثوا في مدينة الحسين فسادا تحت عباءة المرجعية، على حد قوله. ويقول ان (من سخريات القدر الذي جعل العبد سيدا والحرامي شيخا ومعتمدا يتحكم بمصائر الكربلائيين الشرفاء ) حسب تعبيره .لااعلم اين كان صاحب المقال او المنظمة التي تدعي بالدفاع عن مدينة كربلاء ايام كان الحرمين المقدسين بيد (ضباط المخابرات ) الذين اصبحوا بمواقع مسؤوليتهم في الحرمين وفق مرسومٌ جمهوري او فرمان تركي وارادوها بعد الاحتلال ان تكون بفرمان امريكي ويعّثون بالمدينة فسادا حتى انهم قد تمادوا في انتهاك الاعراض كفضيحة المدعو (علاء نصر الله )؟اين كنت في حينها ايّها المبجل كاتب المقال الذي يتهم (سخريات القدر من جعل العبد سيدا والوضيع رفيعا )؟ نعم لو كنت عبداً لله لما تفوهّت بهذا الكلام ونظرت الى ابناء بلدك ان لم يكونوا ابناء محافظتك كما انت تتدعي بهذه النظرة الاستعلائية ولكنك عبدا لغير الله( اكيد) .
نعم ان هناك مسائل وأمراض نفسية انطلقت من كاتب المقال من حيث لا يعلم وهذا المرض النفسي يصور لحامله ان السيادة والمكان الرفيع يأتي من خلال المنصب لأنه بلا منصب يكون صفر على الشمال بدون أي قيمة ولكن ماهكذا تورد الابل ايها القائمين على هذه المنظمة التي تعنى في الدفاع عن مصالح بيوتات معروفة تتخذ من الحسين واهل البيت عليهم السلام دكاكينا لبناء امبراطوريتهم المتوارثة (فالسبع سبع وان كلّت انامله والكلب كلب وان طوّقته ذهبا ) وهذا من باب المثل لاالقياس .
كما واتسائل بصوت عال من هم ابناء كربلاء الفعليين واين يسكنون وما هي حدودهم الادارية فهل يقصد بهؤلاء من رقم تليفونه يبدا بـ(32) وموبايله النقال بالرقم (100) ويلعب الدعبل في ازقة المدينة ويطيّر الطيارات في سطوح البيوت وخاصة في رمضان ويفطر صباحا عند (السيد كامل ابو الباقلاء والدهن ) وان لايتجاوز ويشتري دهين ابو حمزة لان معظم معاميله من المعدان وان يشتري الحلويات من (حميد الشكرجي ) هل تعني بهؤلاء هم ابناء المدينة الحقيقين.
واتسائل مرة اخرى كيف انه قد حصل على ارقام واعداد وانواع الاسلحة الموجودة في داخل الحرمين حسب ادّعاءه وان القناصة التي كانت تطلق الرصاص من منارة الامام الحسين هي باوامر (عبد المهدي الكربلائي) بعد اذن منظمتكم الموقرة ان نسميه بهذا الاسم ونعطيه الصبغة الكربلائية!!!.
ويبدو ان رصاصات القناص التي ضربت واجهة الطارمة الحسينية واحدى المنارات وعطّلت التبريد في الروضة العباسية وقتلت اربعة منتسبين ابرياء هدفهم العيش الكريم قد تكون منظمتكم الوهمية الموقرة التي لانعرف اين تكون وهي القائمة بهذه الاعمال او الشريكة بها ، ولا اريد ان افصل لان الموضوع حقيقة لايستحق هذا التشعّب .لو كلّ كلب عوى ألقمته حجرا لا صبح الصخر مثقالا بـ(دولار)كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : «أُمرنا معاشر الأنبياء أن نخاطب الناس على قدر عقولهم» كمظهر من مظاهر ( الحكمة التي تقول : «لكلّ مقام مقال» الأمر الذي يستدعي أن تراعي مقام الشخص المنقود وان ما كتبته لهو الاستحقاق لمقام النقد صاحب المقال.
https://telegram.me/buratha