المقالات

ماذا بعد تقرير بيتريوس -كروكر


( بقلم : حبيب النايف )

قدم القائد الامريكي في العراق بيتريوس والسفبر كروكر تقريرهما للكونكرس والذين اوضحا فيه ماتحقق في الفترة الماضية من وجودهما في العراق وكذلك تصوراتهما المستقبلية والإجراءات اللازم اتباعها في الفترة اللاحقة لذا فانهما من خلال هذا التقرير قد اثارا جدلا واسعا دار في الاوساط الامريكية حول ماتعرضت له القوات الامريكية من خسائر وكذلك عدم استطاعتها من السيطرة على الوضع الامني وعجز الحكومة عن اداء مهامها وعدم تنفيذها الوعود التي تعهدت للقيام بها ومن ضمنها المصالحة الوطنية التي راهن عليها الكثير واعتبروها حجر العثرة التي قد يكبوا بها المالكي وحكوماته لكن ماجاء بالتقرير قد بدد الامال التي علق عليها الكثير و تلاشت الاوهام التي عشعشت في عقول المغامرين و فشلت كافة التحركات المحمومة والتي تحركت بسرعة فائقة لتسابق موعد تقديم التقرير متوهمة بانه سوف يحمل نقاط سلبية تساعدها في تحركها هذا نتيجة الاشارات الخاطئة التي استلموها من الجهات الداعمة لهم .لكنها ارتدت على اعقابها بعد ظهور البوادر الاولية من التقرير من خلال تسريبات الصحف الامريكية لكنها لم تصدق ذلك لانصياعها الاعمى خلف ماكان يملي عليها لكن الصدمة الكبرى قد تحققت فعلا بعد سماعها للتقرير والذي اكد ان هناك بعض التطورات الهامة التي حدثت في الوضع الامني وان الحكومة عازمة على المضي قدما باعمالها الايجابية مما يعد تزكية لها واشادة بجهودها لتدق بذلك المسمار الاخير في نعش الساعين لاسقاطها وتؤكد ان االاشارات الايجابية الصادرة تجاه الحكومة يتطلب من القيادة الامريكية الاستمرار في دعمها وتقديم المساعدة لها لكي يتم دفها للسير نحو الامام .

ان التقرير الامريكي قد تزامن مع الذكرى السادسة لاحداث 11/سبتمبر ليؤكد ان ماقامت به القوات الامريكية هو امتداد لمحاربتها للارهاب وبالتالي تريد ان تؤكد للشعب الامريكي ان هذه العمليات هي للدفاع عنهم من اجل وضع حد لما يقوم به المتطرفون والقضاء على الحواضن التي تقدم الدعم لهم في اية مكان في العالم )وذلك لزعزعة الامن القومي فجاءت عملية غزو افغانستان واسقاط حكومة طالبان بعدها جاءت عملية غزو العراق واسقاط حكومة صدام حسين لذا كانت العمليات بهذه القوة والكثافة من اجل دحر الارهاب والقضاء عليه بعد ان اخذت اذرعه تتغلغل في اكثر الدول لاثارة الفوضى والرعب بين المواطنين الابرياء .

ان ماجاء بالتقرير يعكس الحالة التي وصل اليها الامريكان بالعراق وبالتالي ارادوا ان يثبتوا بانهم قادرين على مسك زمام الامور والتحكم بها بالطريقة التي يرونها مناسبة من خلال السيطرة على ساحة العمليات والتعامل معها وفق رؤاهم الخاصة بعد ان كثرت الاصوات المطالبة بوضع جدول زمني لعملية الانسحاب بعد غرق القوات الامريكية بالمستنقع العراقي الذي اخذ يؤرقها ويجعلها تغور بوحله ليثير لها كثير من المشاكل وخاصة من الديمقراطيين الذين ازدادت دعواتهم لسحب تلك القوات بسبب عدد الضحايا لان الانتخابات الامريكية على الابواب وقد بدأت الحملة الانتخابية لتتخذ من الحرب على العراق الورقة الرابحة التي يستطيع المرشح الحصول على الاصوات التي يريدها لو سخرت بالشكل الصحيح واستغلت الى جانبه وذلك من الوصول الى البيت الابيض والسيطرة على مركز القرار وبالتالي يخطط مايشاء .

ان كثير من الجها ت التي علقت امال على تقرير (بيتر يوس –كروكر )وارادت ان تستغل حتى لو قسم منه لصالحها والتشبث به للوصول الى ماتريد وذلك بالعمل الى تغيير الحكومة متذرعة ببعض المطالب التي لم تتحقق لتجعلها شماعة تبني عليها تحركها قد خاب ظنها وتعثرت حساباتها لان التقرير جاء مغايرا لما تريد حتى ولو بشكله الظاهري وذلك لانه تحدث عن تحسن ملموس في الوضع الامني نوعا ما وان بناء القوات الامنية يسير بطريقة مقبولة بالرغم من بعض الهفوات الموجودة في اجهزة الشرطة والتي من الممكن تداركها كذلك اثنى على بعض الانجازات التي تحققت في جوانب اخرى مما اثار استياء بعض من علقت امالهم عليه وبالتالي جعلهم يعدو العدة لجولة جديدة قد تدفع الامور نحو التازم لتثير سيناريو التغيير الى الواجهة من جديد لان بعض الجهات التي تعمل وفق هذا المنظور قد استلمت توجيهات معينة بالتحرك قافزة على الهم الوطني والمعانات التي يمر بها المواطن مفضلة المصلحة الشخصية على الوضع العام ومصلحة البلد. التي تعتبر فوق الكل حتى تحس انك امام مجموعة غير متجانسة من السياسيين الذين تحركهم رغبات ونزوات الهدف اثارة الفوضى وجعلها هي السائدة وعدم فسح المجال للاخرين للعمل من اجل ان يعم الهدوء والامن والعودة الى الحياة الطبيعية التي بدورها تعمل للتفرغ لتقديم الخدمات للمواطنين وتوفير مايحتاجونه من خلال تاهيل مرافق الدولة واعادة اعمار البنى التحتية المحطمة والقضاء على الفساد الاداري والمحافظة على المال العام من النهب والسيطرة على موارد الدولة واعدادها بالطريقة التي تؤمن استغلالها الامثل وبالتالي العودة الى الحلم الذي كان يراود العراقيين وهي تجاوز المرحلة السابقة والانتقال الى مرحلة اكثر امنا واستقرار من اجل التوجه نحو المستقبل الذي هو رهن اتفاق السياسيين وتعاونهم فيما بينهم ونبذ روح الخصام والتناحر والثقة بالاخرين والتعامل معهم وفق منطق التكافيء وعدم تغييب طرف دون الاخر .

لقد ايقنت الادرارة المريكية بان تغيير مرتقب في العراق يسير عكس ارادة العراقيين قد يضر بمصالحها وبالتالي يجعلها تعيش في ورطة اخرى اضافة الى مامرت به خلال السنوات الاربعة الماضية مما يتطلب منها تغيير ستراتيجيتها التي قد تساعد على حفظ ماء الوجه لاعتقادها حتى ولو على الورق بانها قد خرجت من العراق منتصرة واستطاعت ان تحقق ولو جزء من اهدافها سواء كانت المعلنة منها او غير المعلنة باقل الخسائر بعد ان اعتمدت على معلومات لم تكن تملك القدر الكافي من المصداقية من جهات وحلفاء لها سواء كانوا داخل العراق او في المنطقة وبالتالي امتازت سياستها خلال الفترة المنصرمة بالتذبذب وعدم الاستقرار مما جعلها تعيد تحالفاتها بين الفترة والاخرى والاصرار على استخدام القوة المفرطة والعنف الغير مبرر في بعض الحالات مما جعله يولد ردة فعل قوية من الاطراف التي تتعرض له وساعد على نمو الحركات الاسلامية المتطرفة التي لعبت دورا في تاجيج العنف الطائفي بالبلاد واثارة المشاكل مما جعلهم عاجزين عن اتخاذ اية شيء سوى الاتفاقات الخفية بين هذا لطرف وذاك الذي اثار حفيظة كثير من العراقيين الذين احسو بانهم قد ذاقوا الويل والمرارة من الوجوه التي يريد لها العودة والتقرب بحجة المحافظة على التوازن والاستقرار واعادة الاوضاع الى طبيعتها لكنها في الحقيقة اعتبرت عامل مساعد لاخفاقات الامريكان وبالتالي جعلتهم يسيرون بطرق لاتؤدي الى نتائج ايجابية على المستقبل القريب وانها اثقلتهم بقيود اخرى ادت الى زيادة المصاعب التى تحيط بهم واشتداد المازق الذي هم فيه .

ان هذا التقرير الذي اريد له ان يكون طلقة الرحمة في جسد الحكومة الحالية قد اعطى دفعة قوية لها وجعلها تلفض نفس الراحة لتكون بذلك اول المرحبين به معتبرة اياه تزكية على نجاح ماتقوم به بالرغم مايحيط بها من مصاعب وماتتعرض له من اخفاقات فان ذلك لايعطي الحجة للاخرين ان ينقضو عليها وانما التعامل معها بروح المشاركة ومد يد المساعدة لها حتى تستطيع النهوض من كبوتها والاتجاه بطريق صحيح يساهم في تجاوز الاخطاء واصلاحها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك