( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
لعلنا من الأوائل الذين وقفوا الى جانب هذا المنبر الإعلامي العراقي ومددنا أيادينا إليه صادقين كي ننهض معاً بتجربتنا الجديدة كما بدأت الشرقية جديدة. العهد الجديد، جديد بالشرقية وجديد بالسومرية، وجديد بالتعددية وجديد بالشراكة، وجديد بالرأي وجديد بالقوانين وبالبرلمان والدستور وبالانسحابات وبالتجميد وبالكتل وبالتيارات وبالنقد كما هي عليه الشرقية في مسلسلاتها الرمضانية، الشرقية نحترمها حتى عندما تذهب نحو الأضداد والخصوم فتلك هي الديمقراطية وتلك هي الحرية ولكن لكل شيء أصول، كما أسمت إحدى الفضائيات نفسها بهذا الاسم، وكما أثبتت من خلال فقرات برامجها ان للون أصول وللحدائق أصول ولتوزيع الكراسي أصول ولغرف النوم أصول وللحمامات أصول والباقي نتركه للشرقية.
تابعت الشرقية وهي تبث خبر استشهاد محافظ الديوانية (الشهيد جليل خليل حمزة) فكانت الشرقية لا تنتمي لأي اتجاه وهي تحاول ربط سبب استشهاده على أساس ان المحافظ كان يرفض تسمية محافظته بالقادسية وكان قد سحب دفاتر الامتحانات الوزارية وغير الوزارية من الطلبة الذين كتبوا على دفاتر امتحاناتهم اسم محافظتهم(القادسية) وليس الديوانية، فقلت في نفسي عجباً أهكذا هو شرف المهنة أم هكذا هو الشغب الإعلامي..؟!! فوجدت ان ذلك ليس من فصيلة المهنة ولا من الشغب بشيء بقدر ما هو ظاهرة تسونامية في الشذوذ.كما تحسن الشرقية أن تجمع بين (أنباع الوطن) و(فطوركم علينا) فإنها تحسن ايضاً ان تركب قارب بساطة الناس.. لكن لا احد يتوقع ان تنزلق الشرقية الى هذا المستوى من الوهم في استخفافها بعقل المتلقي وهي تذيع نبأ استشهاد الشخصية الوطنية(ابو ريشة) لتجعل من استشهاده (شبهة) حاولت إلصاقها بالحكومة عندما ربطت بسذاجة احد محرريها استهداف المجاهد البطل ابو ريشة بعدم مرافقة السيد رئيس الوزراء للوفد الحكومي الذي زار الانبار وعندما زادت على ان رئيس الوزراء ضاق ذرعاً من صعود نجم ابو ريشة وعندما أضافت بأن رئيس الوزراء اراد ان ينتقم لمطالبة ابو ريشة بتشكيل لجنة تحقيقية حول كيفية التفجير الذي تعرض له فندق المنصور ميليا والذي راح ضحيته العشرات من مشايخنا الوطنيين الأحرار.
هذه سخافات لا نظن ان الاخ العزيز البزاز يقبلها او يرضى بها خصوصاً وانه صاحب المبادرات الكثيرة والتي كان آخرها عرضه الذي احترمناه والذي أراد من خلاله ان نرتقي بالتنسيق والتعاون الإعلامي بين مؤسساتنا الى درجات أعلى خدمة للحقيقة والوطن والتاريخ. كيف لمنبر كالشرقية يسمح لنفسه السقوط بمثل هكذا افتراءات وقد كان يفترض ان يكون موضوع أحداث الزركة كافياً لتجعل منه عبرة واعتباراً ؟.
وماذا تقول الشرقية بعد ان أعلن تنظيم القاعدة بشكل رسمي وصريح مسؤوليته الكاملة عن استهداف المجاهد ابو ريشة، بل وزادت القاعدة في ذلك بأنها ستستهدف جميع زعماء العشائر والقبائل التي انضوت تحت لواء صحوة الانبار؟. بماذا ستجيب الشرقية أهل الانبار قبل ان تجيب أهل الديوانية وقبل ان تجيب المالكي؟ وكيف لها ان تخرج من ورطتها هذه أم ان الأمر بات يخضع لمقولة لا نريد ان نرددها:( ان كنت ...). بكل يقين نحترم الشرقية ونحترم كل صروحنا الاعلامية لكن احترامنا واحترام غيرنا يبقى مشروطاً بأن يحترم الغير نفسه وكذلك أصول المهنة وعقول الناس وإلاّ فإن أقل ما يقال عن الشرقية بعد الآن إنها غير جديرة بالاحترام.
https://telegram.me/buratha