المقالات

الوجه الآخر لانسحابات الجيوش الأجنبية من العراق


( بقلم : علي حسين علي )

أكدت الحكومة الامريكية انها تنوي سحب بعض من قواتها في العراق قبل نهاية هذا العام.. وانها ستخفضها الى مائة ألف جندي في منتصف العام المقبل.. وكذلك اعلنت بعض الدول المنضوية في القوات المتعددة الجنسية عدم إبقاء جنودها في الاراضي العراقية بعد نهاية العام 2008. وقد تثير هذه الإعلانات لغطاً في الأوساط السياسية إلاّ ان الأمر بحقيقته على غير ما يصوره أصحاب الغرض السيء.. وكما يقال فإن الفرق بين المتفائل والمتشائم يحدده وصفهما للكأس نصف الفارغة. فالمتفائل يقول عنها: ان نصف الكأس ممتلئ، بينما المتشائم يقول ان نصفها فارغ. وعلى هذا نعتقد ان الانسحاب العسكري من العراق ان كان جزئياً او كلياً، لا يعني إلاّ شيء واحد، وخصوصاً حين تلتزم واشنطن بتعهدها بتدريب الجيش والشرطة العراقيان وتجهيزهما بأحدث الاسلحة الى حد قدرتهما على دحر الارهاب.. وما يعنيه الانسحاب ان تم الايفاء بالعهود هو ان بقاء الجيوش الاجنبية لا يظل له مبرر ولا حاجة اليها.. فعندما يصل عديد الجيش الى ثلاثمائة ألف منتسب في العام المقبل، كما قال رئيس اركان الجيش العراقي مؤخراً، فإن هذا الجيش المسلح والمدرب قادر على حماية حدود الوطن اولاً، ووضع حد للتسلل الارهابي إليه ثانياً، فضلاً عن ذلك فإن الجيش العراقي المدرب والقوي يستطيع ان يحتوي أي عمل ارهابي في داخل البلاد ثالثاً.اذن، لن نخشى شيئاً على بلادنا في حال انسحبت الجيوش الاجنبية منه، بل على العكس من ذلك، فإن انسحابها يعني ان لدينا من الأجهزة الأمنية(جيش وشرطة) قادرة على فرض النظام وتطبيق القانون وحماية المواطن وصيانة حدود البلد. وإذا اردنا ان نستند الى الوقائع فإن بعض الانسحابات قد حصلت فعلاً في العمارة مثلاً واستطاعت القوات العراقية بعد انسحاب القوات البريطانية ان توفر الأمن للمواطن وتفرض سلطة القانون وتحمي حدودنا..

 ثم هناك تسليم سلطة قد تم في النجف الاشرف، ولم تشهد المحافظة أي حدث ذو أهمية بأستثناء حدث(الزركة) التي استطاعت القوات الأمنية، التعامل معه بكل كفاءة وحسم.. وحتى البصرة، فإن انسحاب القوات البريطانية من بعض اجزائها لم يؤثر على الوضع الامني، بل على العكس شهد الوضع الامني استقراراً لم يشهده خلال السنوات الاربع الفائتة.

ولهذا لن تخيفنا الانسحابات من العراق، كما يريد بعض السياسيين في الداخل والخارج ان يصور للعراقيين، بل على العكس من ذلك فإن الانسحابات المبرمجة والمتوافقة مع الايفاء بالتعهدات أمر نطلبه جميعاً ونسعى إليه بكل هيمنتها وما أوتينا من قوة وتصميم.. فالانسحاب الاجنبي من العراق ان تم فهو يعني إننا قد استطعنا بجهودنا وأرادتنا ان نحمي الوطن والمواطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك