المقالات

مابين أحداث ( الزركة ) والخامس عشر من شعبان وقفات وتأملات


( بقلم : ابو فاطمة العراقي )

قبل قليل أعدت مشاهدة اعترافات مجرمي ما يسمى بجيش الرعب او اتباع قاضي السماء ، واستمعت الى اعترافاتهم بتمعن ودقة متناهية ، وكأني اسمعها ولاول مرة ، فدارت في خلدي الكثير من التساؤلات ، وكان من ابرزها ، ان الحركات التي تدعي المهدوية او تنصّب نفسها القيمة على شؤون الناس في كل شاردة وواردة ضمن اطار القضية المهدوية التي اصبح لها صدى اعلامي واسع خلال السنوات الاخيرة ، اصبحت تعتمد اعتمادا كليا في ترويج افكارها المريضة على السذج من الناس ، والبسطاء ، والذين ليس لديهم ادنى علم او معرفة ، ناهيك عن ان اكثر المنتمين لهذه الحركات لم يدخلوا المدرسة قط ، اضافة الى اختيار هذه الحركات للساقطين اجتماعيا وخلقيا من الذين تسربلو بسربال الدين ليروجوا لافكارهم المريضة .

كما لفت انتباهي ايضا ان احداث الزركة تنطوي على بعد كبير ، في تشويه العقيدة ، وخصوصا العقيدة المهدوية التي ينتظرها كل عقلاء العالم ، وان اختلفت مسمياتهم لاستقبال هذا الحدث ، وايقنت ان هذه الاحداث من الممكن ان تحصل مرة اخرى واخرى وثالثة وخصوصا في الاماكن المقدسة ، لان الهجمة بهكذا عناوين ، تحمل في طياتها الكثير من الشراسة ، كأنتهاك المقدسات وقتل العلماء ( في حال نجاحها ) ، وبعد هذه المشاهدات لتلك الاعترافات اصبحت لديّ صورة واضحة وجلية من ان ما حصل في ليلة الخامس عشر من شعبان المعظم يشبه الى حد كبير ما حصل في النجف الاشرف في محرم الحرام بل هو حلقة مكملة لتلك المؤامرة ، ولكن هذه المرة بطريقة اذكى وتخطيط اوسع ، حيث حاول المجرمون اخفاء بعض البصمات الجريمة التي تشير الى عملهم هذا ( في حال فشل هذه المؤامرة ) ، اما في حال النجاح فأن الامر سوف يتطور اكثر مما يعرفه البسطاء من الناس ( حيث يظن البعض انها حالة عفوية حصلت حال امتناع احد اتباع جيش مقتدى عن التفتيش ) ، ورغم الدمار الذي حصل ، فأن المؤامرة سقطت تحت اقدام سيد الشهداء ( ع ) وتطايرت الاوراق الصفراء التي راهن عليها الكثيرون من الذين يكيدون الى الحكومة ، وهم يأكلون من خيراتها ، ويستعملون اموالها للتآمر عليها ويبيعون الوطن بحفنة من الدنانير نتيجة لجهلم المركب الذي جبلوا عليه ، ونحن امام هذه المؤمرات التي نتعرض لها بين الحين والآخر نود ان نشير الى بعض الامور المهمة :

اولا : ان هذه المؤمرات تدار من قبل جهات ممولة ، وقطعا فهي جهات خارجية تغيضها العملية السياسية الجارية في العراق ، فضلا عن ان هذه القوى يغضبها ان يكون صوت الشيعة في العراق عاليا ويدير دفة الحكم .

ثانيا : ان مسؤولية افشال هذه المخططات من واجب الجميع وليس من واجب الدولة وحدها ، لان هذه المخططات تستهدف المذهب الشيعي ، بكل مقدساته .

ثالثا : نطالب المسؤولين بفضح المخطط الاخير ـ أي احداث الخامس عشر من شعبان ـ ونشر الصور والوثائق التي تكسر قدسية القائمين بهذا العمل والذي صنعوه من زجاج البسطاء والاغبياء والمنبوذين ، وفضحهم كذلك من خلال الاعلام بكل قنواته اضافة الى القيام بحملة اعلامية كبيرة لاسقاط هذه الاصنام التي عبدها الناس ووضعوا عليها هالة من القدسية وتحت مسميات ما انزل الله بها من سلطان .

رابعا : كما نطالب الحكومة ايضا ان تقوم بأعدام المتسببين في هذا الحادث وامام مرأى ومسمع من الناس ليكونوا عبرة للآخرين ، كما ونطالبها ايضا في استغلال الفرص المتاحة لها من خلال ما قام به مقتدى من تجميد ما يسمى بجيش مهدي ، وملاحقة المستهترين في هذا الجيش ( وما اكثرهم ) ، من اجل تقديمهم الى المحاكم لينالوا جزاءهم العادل .

خامسا : الضغط على مقتدى الصدر ـ كونه في موضع الضعف الآن ـ للتوضيح اكثر عن الاسباب التي ادت به الى اتخاذ هذا القرار ـ أي قرار تجميد جيشه ـ لتكون الناس على بينة من هذا الامر ، ولاسكات الذين يتهمون الآخرين في احداث كربلاء المقدسة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هاشم
2007-09-18
هذه مطالبات مشروعة ولكن قل لي بربك هل سمعت للآن ومنذ الاطاحة بالمجرم صدام نتائج التحقيق في أية قضية او حادثة جرت ازهقت فيها الارواح أم ان التقارير حفظت في الادراج السرية للاجهزة الامنية فقط وكأن نشرها هو اهانة بالغة باصحابها او كما يقال في المصطلح المستحث اختراق للخطوط الحمراء وتخريب للوفاق الوطني والاضرار بسمعة المجرمين هل نداري اناسا خانوا الامانة وانتهكوا الحرمة وازهقوا الانفس البريئة لحصانة يتمتعون بها او لمنزلة يمتازون بها عن غيرهم أذن اين العدالة فيما يحدث وهل يحضر على الشعب معرفة الحقيقة
نوري الساعدي
2007-09-18
الاخ ابو فاطمه العراقي المحترم هل من الممكن اخبارنا كيف حصلت على هذه الاعترافات وهل هي موجوده على الانترنت؟ وشكرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك