المقالات

مامرَّ عامٌ والعراقُ ليسَِِِ فيهِ جوع


( بقلم : سليم الرميثي )

مامرَّ عامٌ والعراقُ ليسَِِِ فيهِ جوع......وانا اقول مامرَّ يوم والعراق ليس فيه دماء تسيل... الشطر الاول من العنوان هو لشاعرنا الراحل بدر شاكر السياب واما الشطر الثاني فهو اضافة مني اتمنى ان لا اقع في التزوير ..

هذا البيت من القصيدة عندما امرُّ عليه يذكرني بمعانات شعبي واهلي وكأن القصيدة كتبت في هذا الزمن الذي نعيشه بل وتؤكد لنا بان معانات شعبنا واهلنا لم تكن وليدة زماننا هذا وانما هي معانات استمرت منذُ ذلك الزمن البائس الذي عاشه اجدادنا وآبائنا وهو مستمر ليومنا هذا.بل نرى الزمن قد ازداد قسوة والما وحرقة واصبحت المجاعة لشعب العراق ليس كل عام وانما كل يوم وتضاف للمجاعة هموما اخرى تَهزُّ الجبال وتُسَجِّر البحار.فبالاضافة للمجاعات هناك جاء القتل اليومي والتشريد والتهجير وحالة الفوضى التي تعيشها البلاد واصبحت المعانات يومية ولاتطاق.والدماء التي تسيل يوميا في الشوارع والطرقات.وكل ذلك بسبب بعض الجماعات والاحزاب الفوضوية والتي لايعلم شعبنا متى يستطيع معرفة مايريده هؤلاء الفوضويون.

نعم ومع الاسف الان شعبنا ودولتنا تعاني من وجود احزاب وتيارات فوضوية ليس لها اتجاها محددا وكانها سفينة عائمة وتائهة وسط البحر ولاتعرف اين تتجه واين ترسو وفقدت بَوْصلتها و تعدد قباطنها ولايستطيعوا انقاذ ركابها ولاهم اهلاً لقيادة سفينتهم وخلاص من فيها وكأنهم مُصِرِّين على غرق الجميع.انسحابات وتكتلات لها اول وليس لها اخروكانهم بانسحاباتهم هذه سينقذوا البلاد والعباد وطبعا كلهم لايملكوا حجة تبرر هذه الفوضى التي يعيشونها.

وحجتهم الوحيدة هي ان الحكومة او رئيس الوزراء لم يلبي مطالبهم وهي مطالب لها بداية وليس لها نهاية.ولديهم كل يوم شروط ومطالب وعلى الاخرين ان ينَفِّذوا .يحاسبوا الحكومة على كل شيء ولايحاسبوا انفسهم على اخطائهم التأريخية التي لو استمرت ستمزق شعبنا وستجعل من الطائفة الواحدة طوائف ومن القبيلة قبائل.والملفت للنظر ان كل هؤلاء ينتمون الى احزاب انشطارية اي ان احزابهم كل يوم تُفرِّخ لنا احزابا وبعضها يولد توائم مثنى وثلاث ورباع الى ان يصبح الحزب عشرة احزاب وكل يغني على ليلاه.والشعب يأن ويتأوه واصبح لايدري ان يضع ثقته ومستقبله . فالى متى ياسادتنا وياقادتنا تستمر هذه الدوامة من اللامبالات واللامسؤولية بابسط القواعد الانسانية والاجتماعية؟. فلماذا لانترك الخلافات الشخصية والحزبية الضيقة ونلتفت لهموم شعبنا ومعاناته؟ اربع سنوات مضت ونحن نتصارع على حكم انفسنا اربع سنوات ونحن نتصارع ونتقاتل من اجل مصالح وقتية وهزيلة.لماذا لايتحول هذا الصراع الى تنافس شريف من اجل بناء وطننا وخدمة شعبنا.

وهنا ايضا يجب ان لانلوم الساسة فقط وعلينا ان نلوم انفسنا نحن كمواطنين وكشعب ولاننجر وراء خلافات القادة او الساسة ونتركهم هم يحلوا خلافاتهم ومشاكلهم. لاننا نرى ونشاهد في الدول المتقدمة اختلافات وخلافات بين الحكومات ومعارضيها ولكن لا نرى ذلك في الشارع او بين الناس رغم اختلاف انتمائاتهم. فلماذا نحن عندما يختلف قادتنا ننجر بسرعة الريح للتصارع والتقاتل فيما بيننا كمواطنين؟

لو اخذنا مثلا انسحاب الفضيلة من الائتلاف او انسحاب التيار الصدري اخيرا بحجج كثيرة واولها ان الائتلاف لم يلبي مطالبهم الوطنية على حد ادعائاتهم او ان الائتلاف الحاكم فشل في قيادة العملية السياسية نقول لهم هنا بانكم لو صحَّ هذا وذاك فانتم جزء من هذا الفشل والتردي وعليكم البقاء لاصلاحه وليس الهروب الى الامام من مسؤولياتكم امام الشعب ومنتخبيكم لانكم جزء من الأئتلاف وهذا يعني انكم جزء من الفشل .وعليكم قبل انسحابكم ان تعترفوا بفشلكم اولا ويأسكم ثانيا وعدم استطاعتكم تقديم اي شيء يخدم هذا البلد المنهك بالفوضى والتلكأ السياسي .

اذن بسبب احزابنا الفوضوية سيستمر الجوع والقتل وسيفرح اعداء العراق بسبب تشرذمنا وتفرقنا وعندها تستمر مقولة السياب مامر عام والعراق ليس فيه جوع...وانا اقول مامر يوم والعراق ليس فيه دماء تسيل ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام منتظر
2007-09-18
سلمت يداك يااخي سليم على هذا المقال الرائع والهادف والمؤثر فعلا ولكن و كما يقال (على قدر اهل العزم تأتي العزائم) فشعبنا ورجالاتنا اقوى همة وعزيمة على تجاوز المحن وستبقى قافلة الشرفاء والخيرين والطيبين نحو الامام تسير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك