( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
العراقيون سواء اكانوا كرداً ام عرباً سنة ام شيعة، فجعوا برحيل رجل وطني عراقي عربي مسلم غيور اصيل وضع بلده واهله في قلبه وروحه ونفسه على راحة يده.لهذا الرجل باتت تحكى القصص في بيوتاتننا من البصرة الى ذي قار الى ميسان الى واسط الى المثنى فالديوانية وبابل وبغداد قبل ان يكون حديث اهل الانبار او صلاح الدين، الرجل هذا احبته كربلاء والنجف واهلوها لأنه لن يختلف بشيء عن ابناء مدرسة علي والحسين، فهو الذي رفض الضيم والقهر والعبودية لخوارج هذا الزمان.الذين قتلوا ابو ريشة واهمون متوهمون ان كانوا يقصدون بذلك ايقاف هذه الظاهرة وقد تحول كل انباري الى ابي ريشة، الذي قُتِل في غرة هذا الشهر الشريف الكريم انما صار لمقتله حرقة في قلوب العراقيين وقد فات قاتليه ان يعوا حقيقة ان الذي سقط على ابواب رمضان انما لينهض من جديد او ليقذف براية صحوة الانبار الى رفاقه واخوته وابنائه بما فيهم ذاك الذي بعده في الارحام.
ويل للقاعدة العقدة من فعلها الدنيء، حسبهم انهم قتلوا رجل، لكن الرجال كأبي ريشة انما يولدون بمثل هذا القتل، فابو ريشة بات فصلاً في التأريخ ورمحاًٍ في الميدان ونشيداًٍ في المدرسة، دمه الذي سال دفاعا عن شرف العراق انما صار دينا وذمة باعناق كل اهل العراق.لم يخسر احد في رحيل ابو ريشة اكثر من الذين تورطوا بالتطاول عليه هؤلاء سيخسرون كل شبر وفتر وحجة لبقائهم في هذه البلاد. بعد الان حتى الذين اعماهم الحقد الدفين طيلة السنوات الخوالي لم يعودوا كما كانوا عليه قبل حين، فابن العراق ومهما شط او طاش فلابد ان يعود لشرف وكرامة العراق.ابو ريشة لم يقتل برصاصات مقاتل همام انما قتل بغدر وحقد اعداء العراق فالويل لهذا الغدر والظليمة من جماعة ارتضت لنفسها ان تكون عدوة لكل العراق.
دماء ابي ريشة والشرفاء من اقرانه امتزجت يوم اول امس بدماء الغيارى والصابرين والشهداء، فها هي دماؤه تقرّب المسافات وتوحد المتباعدات فان فارقنا ابو ريشة جسداً فها هي روحه تسكن كل الارواح وها هو مأتمه ينتصب وسط القلوب. من يعتقد ان ابا ريشه قد لفظ نفسه الاخير، فهذا هو الذي لا يدرك ان ابا ريشة قد دق مسماره الاخير في نعش قاتليه وكأننا بالانبار قد عبرت جسر صحوتها وهي تطل على ابي ريشه لحظة وداعه الاخير. فيقيناً ان كل بيت في الانبار ادرك ليلة رحيل هذا الابن البار ان الرزية واحدة في كل العراق لافرق ان كان ميدانها مدينة الصدر ام الكرادة ام الديوانية ام السماوة ام تكريت ام سامراء ام كربلاء ام الاتبار.
بعد هذه الوقائع ليس امامنا الا ان نردد ما قاله الحسين في عرصات كربلاء ((هذه رسل القوم قد ردت اليكم. ويوم امس قالها اهل الانبار.. الرسالة وصلت وعلى مرسليها ان يقرأوا الانبار وما سيكتبون)).
https://telegram.me/buratha