( بقلم : علـــــــــــــــي المالكــــــــــي )
عالياً ستبقى بعلوا الجبال وشامخاً ستظل مثل شموخ النخيل أنتصرت لأنك حملت هموم الوطن وكنت نموذجاً حياً من نماذج الوحدة الوطنية ومثالاً للمحبة والأخوة والعزم والإصرار والتحدي ومساعدة الآخرين هذا هو كرم العراقيين الشرفاء النجباء أبناء دجلة والفرات لقد أثبتت للجميع أن الغيرة العراقية لم تمت وأن النخوة العشائرية تولد من رحم المعانات وأن كرم المضايف وأصول العشائر بخير حتى ألآن رغم وجود الأعراف الدخيلة والتقاليد المنحرفة والفتاوى الباطلة التي أباحتها قوى الشر والإرهاب والتكفير نعم لقد أنتفضت لوطنك الجريح ولم ترضى لشعبك أن يعيش ذليلاً تحت رحمة القاعدة ومن لف لفيفها فشمرت عن ساعديك وأنتخيت بهمة الغيارى وحملت الوطن أمانة وما أصعبها من أمانة لكنك رغم كل هذا صنتها بكل إخلاص ما أسعدك وأنت ترى قوى التكفير مهزومة وأذناب الإرهاب متفرقة وأذيال الشر متشتتة ما أسعدك وأنت ترى مدينتك المسروقة تغفوا على أحضان الفرات يداعبها نسيم الصحراء ما أسعدك وأنت ترى مدينتك المنكوبة تنهض رغم الجراح وتفتح باعيها رغم الآلام لأحتضان أهلها المشردين وأبنائها المهجرين هل وهبت دمك الغالي لتعلن للجميع أن المعركة واحدة وأن المستهدف واحد وأن العدو واحد نعم هذا هو أنت سيبقى اسمك رمزاً للنخوة والوحدة والتحدي والإصرار ولرفض الذلة والأستعباد من قبل الآخرين وهذا هو طبع العراقيين جميعاً والشهيد السعيد المجاهد عبد الستار ابو ريشة طبعاً واحداً منهم بل يقف في مقدمتهم ومن خلال متابعة سيرة الشهيد واللحظات الأولى التي سبقت إعلان ثورته العارمة بوجه الإرهاب أراد الشهيد أن يوصل صورة إلى الجميع مفادها أن الأصطفاف الطائفي والمهاترات السياسية والنعيق الإعلامي وتبادل التهم هنا وهناك لم ولن يجدي نفعاً بل لم يستطيع احد من خلالها ان يبني وطن واحد موحد حر وديمقراطي الجميع فيه سواسية ويعامل أبنائه جميعاً على أساس المواطنة وحب الوطن واثبت أيضاً الشهيد أبو ريشة والذي يعمل أكثر مما يتكلم أن العدو واحد والجميع في العراق بجبهة واحدة ومن الطبيعي عندما تتوحد هذه الجبهة بوجه الخصم سيضعف خصوصا وأن التنوع المذهبي والديني والقومي في العراق عنصر أساسي من عناصر النجاح والأنتصار في البلد وليس العكس مظهر من مظاهر الأختلاف والفرقة والأقتتال الداخلي كما يحدث الان ولم يسلك الشهيد المسلك الطائفي منذ اللحظة الأولى لأنطلاقته وهذا هو سر النجاح الكبير الذي رافق نهضته الوطنية
فقد جعل الوطن نصب عينه وأراد أن يعلن للجميع أن العراق للعراقيين جميعاً شاء من شاء وأبى من أبى وشعر الشهيد المجاهد البطل أبو ريشة إن من دواعي العار أن يقتل أخوك بحضرتك ولاتستطيع فعل شئ وأن تقاليد وأعراف العشائر العراقية الشريفة الأصيلة لم ولن ترضى إطلاقاً بأنتهاك حرمة النساء والتمثيل بالرجال وقتل الأطفال والشيوخ وعندما شعرت هذه العشائر أن قوى الشر والإرهاب غزت مناطقهم ومدنهم وأستهترت بأعراضهم وكرامتهم أنتفضوا هذه الأنتفاضة البطلة بقيادة أبو ريشة وأستطاع هو ورجاله الإبطال أن يكسروا أنوف الإرهاب ويحطموا أسطورتهم التي بنوها في العراق ولم يقصد الشهيد من وراء ذلك الحصول على منصب كبير أو أمتيازات مادية أو وجاهة معنوية وإنما العكس عرفنا الشهيد أبو ريشة من خلال أنجازاته ولم نعرفه من خلال تصريحاته أو لقائاته فكان الشهيد يعمل بصمت ويحقق الأنجازات واحدة تلو الأخرى بدون كلام أو ضجيج وأستطاع أن يحرر مدينة الأنبار بعد إن أستباحتها قوى الشر وعاثت بها وبأهلها فساداً كبيراً وحولت مناطقهم إلى أنقاض وأصبحت الأنبار في يوم من الأيام مدينة للموت فلايخرج منها أحد سالماً إلا بقدرة قادر وقد قتل فيها الكثير من أبناء المناطق الوسطى والجنوبية على مجرد الأسم أو من خلال الهوية التي يحملها وقد أستطاع الشهيد البطل أن يجعل أغلب مناطق الأنبار محل ومجلس للزوار والضيوف أياً كانوا ويستطيع المرء أن يمر من خلالها بكل سكينة وأطمئنان خصوصاً المسافرين خارج العراق أو الداخلين إليه بعد إن جعل الشارع الرئيسي أكثر أماناً من قبل وتمكن رجال النخوة الإبطال بقيادة الشهيد البطل من قتل و أسر المئات من رؤوس وقيادات القوى الإرهابية وبالتحديد القاعدة من خلال المعلومات الأستخباراتية الدقيقة والتنسيق العسكري المشترك والجهود الكبيرة التي يبذلها رجال النخوة الأبطال وبفضل الشهيد البطل شهدت مناطق الأنبار عودة الحياة إليها من جديد ودب فيها الأمل وبدأت ملامح الإعمار والبناء تلوح من جديد وعرف الشهيد البطل بمواقفه الإنسانية ومساعدته للآخرين وخصوصاً أبناء الأنبار والذي كان لهم الأخ والأب والشيخ فقد حمل همومهم وطاف بها كل العراق ومن خلال زياراته المتكررة لعدد من المسؤولين وشيوخ العشائر في شتى محافظات العراق كان يرسل صورة جميلة وجديدة عن الأنبار وأهل الأنبار ليس كتلك الصورة التي أصبحت ملاصقة للمدينة وقد عرفت من خلالها أنها مدينة الموت والإرهاب نعم لقد كان الشهيد البطل أبو ريشة صورة جديدة للعراق الجديد الذي كان يحلم به ويتمنى من كل قلبه أن يكون العراق جديداً بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى وأن يكون خالياً من قوى الشر والإرهاب وقد وهب نفسه لأجل ذلك وإنشاء الله ستكون دمائه الطاهرة ضياءاً تنير طريق الحرية ورفض الذل ومشعلاً يهتدي به الثائرون من بعده لمواصلة الطريق لأن المعركة لم تنتهي بعد بل أشتد وطيسها الآن فعلى عشائر الأنبار كافة وعشائر مجلس صحوة الأنبار وخصوصا عشائر البوريشة الأنتقام للشهيد ومواصلة الطريق بلا هواده وضرب قوى الشر بيد من حديد وتحقيق حلم الشهيد بأن تكون الأنبار مدينة لكل العراقيين وأن تكون خالية من خفافيش الظلام وقوى الشر والإرهاب
فشمس الصباح لم تشرق بعد وليل الإرهاب طال كثيراً ولكن لكل ليل صباح نتمنى بعون الله أن تكون دماء الشهيد البطل بداية النهاية لقوى الشر والإرهاب ونتمنى أن تكون دافعاً لأهل الأنبار للتحرر ورفض الأستعباد وفضح نوايا الخونة المتواطئين مع هذه القوى الضالة ونتمنى إنشاء الله أن يملك أبناء الأنبار زمام المبادرة ويطلقوا مشروعهم التحرري الشامل ويرسموا مستقبلهم ومستقبل مدينتهم بأنفسهم من خلال مساعدة الحكومة والقوى الأمنية ومن خلال مشاركتهم الواسعة في العملية السياسية ورسم القرار ونتمنى إنشاء الله أن تعود الأنبار مدينة لكل العراقيين وهي ترفل بالأمن والأمان ورحم الله الشهيد المجاهد البطل عبدالستار أبو ريشة وأسكنه فسيح جناته والهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان والنصر إنشاء الله لرجال العشائر الإبطال والخزي والعار للإرهاب وقوى الشر والتكفير ولكل الخونة الأنذال الذي ساندوا ودعموا وأووا القاعدة في العراق .
https://telegram.me/buratha