( بقلم : عمار العامري )
أن تجربة الإعلام الحر حديثة العهد في العراق ظهرت بعد التغيير لتساهم في بناء العراق الجديد ولكن للأسف أن هذه التجربة لم يفهمها البعض بشكل حقيقي ولكن اختصرت مفاهيمهم على أنها حالة تعبير عن تفكير وأمزجة وخواطر تدور في مداركم وتصنع من نسيج خيالهم على ضوء المصالح الشخصية الضيقة والتي دائما ما يحذر منها لأنها قد تجر الراغب فيها إلى متاهات وطرق مسدودة وتضفي عليه في نهاية المطاف خزي وخسران.لقد كمم الطاغية الأفواه وأغلق جميع الأبواب ومنع كل الأقلام والعقول من التعبير عن آراءها وسخر مجهود بعض صنائعه من اجل التطبيل له من خلال أبواقه الإعلامية أنذلك وعكس فعل أخلاقه عندما أطلق قناته الماجنة"الشباب" لتكون وسيلة زيف وتحريف وأداة لهو وتظليل عندما شعر بان صوت العراق الشريف لا يمكن إسكاته وفي أخر الطريق انتهت كل وسائله بنهايته المخزية.
ولكن بعد أن ولى ذلك العهد المشوب بالمخاطر على الأحرار وصناع الكلمة وحماة الحقيقة ظهر في العهد الجديد جيل متطفل بالمفاهيم الصحيحة للحرية متخذا من الانفراج الإعلامي مجال لدخول هذا العالم الجديد الذي لا يحكمه حاكم سوى الحق والعدل والإنصاف والتي يجب أن يتصف فيها الإعلامي الصادق فرغم ما يواجه العراق الجديد من تحديات عظيمة يراد تكاتف كل أبناءه لعبور هذه المحن وإرساء سفينة العراق على ساحل الاستقرار والأمان وهذه الحالة ليست بالصعبة لما ينقل ونشاهده من عواصف سياسية مرت فيها بعض البلدان دون أن تطمس هويتها أو تتجرد من انتماءها.
منذ اللحظات الأولى للعراق الجديد راقبنا هجمات شرسة من قبل الأعلام المزيف أو من أتباع أعلام الطاغية لتشويه الحقائق وبث السموم وغرس الأطباع السيئة من اجل ما يحذر منه وهو استخدام السلطة الرابعة للحصول على السلطة الثانية وهي "التنفيذية" والتي اعتقد أن اغلب الدمار والخراب الذي يمر بنا من التنافس غير الشريف على كراسي التنفيذ لذلك نجد أن معدل الفضائيات العراقية والتي أوجدت بعد سقوط الطاغية ازداد بشكل كبير تجاوز الثلاثين فضائية ولكن من تخدم العراق هي جزء يسير قد لا يتجاوز عدد الأصابع والطامة الكبرى أن ميزة الإعلام هي العلنية وليست السرية لذا أن الفضائيات تصرح عن ما يكمن في صدور العاملين عليها أو القائمين فيها.شهر رمضان الخير والبركة والذي يتمنى كل العراقيين العيش فيه بأمان بعيد عن الانفجارات والمفخخات ويدعون العلي العظيم أن يمن عليهم بالأمان والاستقرار ألا أن ما تقوم فيه "فضائية الشرقية" وليدة "قناة الشباب"سيئة الصيت خارج عن المألوف وبعيد عن منطق البناء الذي يدعو أليه دائما القائمين عليها ولكن زيف قولهم يفند عندما تطلق هذه القناة مسلسلات سنوية في شهر رمضان تبيح فيها حرية التعبير عن الرأي الصائب وتحاول النيل من الحكومة العراقية التي نجدها في الحقيقة هي المدافع والساعي الأول من اجل بناء العراق والدفاع عن حقوق أبناءه وما نتائج النجاحات الأمنية والعمرانية والخدمية والتي تظهرها قنوات الشعب أمثال العراقية والفرات والحرية وغيرهن ألا هو مصداق للعمل الجاد والتكاتف بين الحكومة وأبناء الشعب المخلصين.
ما جرئ في بغداد من احتقان طائفي روجت له هذه قنوات المشبوه ومن خلفها القاعدة الإرهابية والصداميين والمتعاونين معهم قد انتهى وانتهت معه معضلة الانبار والشريط الجنوبي لبغداد بفضل الجهود الحثيثة التي أطلقتها الحكومة العراقية وبدعم شعبي وجماهيري من كافة أرجاء العراق ألا أن هذه القنوات الحاقدة على أبناء الشعب العراقي مازالت تبث سموم حقدها الدفين من خلال برامجها الرمضانية وغير الرمضانية في محاولة بائسة مستخدمة الأعلام لرسم صورة مزيفة عن الواقع العراقي والذي بات يتحسن فعلا بعد أن قضى الله أمره على المجرمين والعابثين.
فليس من سمات الإعلام الدعوة لإراقة الدم العراقي أو العمل على تقسيم البلاد من خلال توظيفه في نشر المفاهيم غير الحقيقية لإقامة نظام فدرالي في العراق فقد استفادة الشرقية في اليومين الأوليين لإحداث الزركة سابقا ولكن كشف زيف ادعاءها وتنور الناس بالحقائق من خلال الإعلام الصادق والنزيه وتراها قبل أيام حاولت خلق جو احتقاني بين فئتين سياسيتين لما حدث في كربلاء ليلة النصف من شهر شعبان إلا أنها فشلت عندما انكشفت الحقائق للعراقيين والعالم بان من قام بهذه الجرائم هم "الخارجين عن القانون" أو "المستخدمين للدين غطاء لهم".
فيجب أن يظهر الأعلام الحقائق وان يتحمل مسؤولية البناء والأعمار في العراق وليس مجرد مراقب على الأحداث أو ناقل لمجرياتها بعيد عن مصداقية الحدث نفسه ويواجه الحقائق رغم مرارتها ليكن الإعلام فعلا السلطة الرابعة التي تعبر بكل حرية عن مكانتها الحقيقة.
https://telegram.me/buratha