المقالات

الخاطرة الرمضانية الرابعة


( بقلم : محمود الربيعي )

دور القصص والامثال في احياء الدين والحياة - دور القران في التبليغ والتاثير

يشتمل القران الكريم على العديد من القصص الحق " نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القران " سورة 12 يوسف الاية 3. ويحدثنا القران عن الكثير من قصص الانبياء والرسل واحوال الامم وفي هذا الاسلوب الراقي البديع الذي يحتوي على الكلام البليغ وفيه عبر من كان قبلنا.. وفد اشتملت هذه القصص على الحديث المستفيض عن ادم ونوح وموسى وعيسى ويعقوب ويوسف وداود وسليمان وبقية الانبياء والرسل في طريقة ممتعة ودقيقة فيها نوع من التربية الروحية والنفسية والاخلاقية ودروس مختلفة في العلاقات الاجتماعية الى غير ذلك من الامور التي لاتعد ولاتحصى تناولها المفسرون والمحللون والباحثون.. كم اشتمل القران على جملة من الامثال ذات الاثر الكبير في تاييد المواقف والاراء والاستنتاجات" وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون" سورة 59 الحشر الاية 21.

ومن القران الكريم واسلوبه في عرض القصص والتاثير البالغ على نفوس الناس يمكن اتباع خطى القران واستغلال الامثال والقصص الحياتية في احاديثنا للتاثير على الناس في قضايا الامة الحقة حيث يعلمنا القران كيف نستفيد من الامثال والقصص في التذكير واخذ العبر والدروس وهكذا يمكن اتباع نفس المنهج في الاحاديث العامة ولاباس ان يكون في حديث خاطرة اليوم تطبيق هذا النوع على الاحداث اليومية والاستفادة منها كقصة تنقل لغاية جميلة وذات فائدة يستفيد منها الناس في دعم ارائهم ومنطلقاتهم وخصوصا في مجال العقيدة والاخلاق.

ومن اللطيف ان نسوق مثلا عن بعض السلوكيات اليومية بين الناس ونحاول ان نربط بين القران والسلوك من حيث التطبيق الذي يجري على الارض.

ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم.. تاثير الاية ( ادفع بالتي هي احسن ) في النفوس.

قصتي.. وسائق الاجرة، والعسكري راكب الدراجة البخارية، والراكب الشاهد.

ففي الستينيات من القرن الماضي بينما كنت جالسا في صدر سيارة اجرة في باب المعظم من بغداد وكان يجلس الى جانبي من جهة اليسار احد الركاب والى جانبه السائق من جهة اليمين واذا بدراجة بخارية توشك ان تتصادم مع السيارة التي نستقلها وكان قائد تلك الدراجة رجل بزي بدلة عسكرية تقدم منفعلا بغضب يرتسم على وجهه بوجه سائقنا وقبل ان يتكلم العسكري بكلمة اخرج سائقنا راسه من نافذة السيارة قائلا للعسكري " العفو اخي احسبها علي" قالها باسلوب رقيق جعل العسكري يرتد على اعقابه دون ان ينبس شفتيه بكلمة تركنا ماضيا في طريقه وانا افكر في طريقة تصرفه فسمعت جاري الراكب يقول للسائق كم للكلمة الطيبة اثر جميل في النفوس فاجابه السائق " ادفع بالتي هي احسن" سورة 41 فصلت الاية 34. فتاثرت لهذا القول ونظرت الى وجه السائق واذا به شاب رفيع اسود البشرة ذو لحية اثارني مظهره الروحاني البسيط وفهمه للدين ببساطة ووضوح وسهولة ظهر في تطبيق تعاليمه في السلوك وتذكرت قول الله عز وجل " لو انزلنا هذا القران على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله" سورة 59 الحشر الاية 21ايضا.

قصتي مع الطالب المؤمن والطالب الذي كفر

لقد اذهلني هذا الموقف وعاد بذاكرتي قليلا الى الماضي فتذرت موقفا اخر يوم كنت طالبا في الكلية واذا باحد الطلبة يكفر بالله وقتها كان يكفر الناس من دون رادع لانهم كانوا يخافون السلطان ولايخافون الله وكانوا يبتعدون عن كل ماله علاقة بالدين بسبب الحكام ، وهذا الشخص واجه احد الطلاب المؤمنين الذي قال له " قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد" سورة 112 الاخلاص الايات من1 الى 4 عدا البسملة فسخر منه ذلك الطالب الذي كفر.. فالامر طبيعي فكيف يؤمن بالقران مادام هو اصلا لايؤمن بالله ، وتوج الطالب المؤمن الي شاكيا امر الطالب الذي كفر، فقلت له اترك هذا الامر لي وانا ساتصرف فلما صادفت ذلك الطالب عاتبته على تصرفه بعد ان دخلت الى قلبه بالابتسامة فقال لي هذا معتقدي، فقلت له وفي قلبي اشفاق عليه من الجهل وقلت له صحيح انك حر في معتقدك عليك ولكن كل الذي ارجوه منك ان تعتمد اسلوب الحوار... الى هنا تمكنت ان اجعله يتقبل الفكرة وقبول الطريقة العلمية في الحوار قلت له صحيح انك حر في معتقدك لكن هل انك الوحيد الذي تمتلك القناعة ام ان الطرف الاخر يملك ماتملك من الفناعات ولكن ذلك لايعني ان ابيح لنفسي التهجم والسخرية والاستهزاء بما يعتقدونه.. لماذا لايحترم كل منا وجهة نظر صاحبه، خذ مثلا القران الكريم يقول" لكم دينكم ولي دين" سورة109 الكافرون الاية 6. أي لايفرض عليك العقيدة قسرا.. فلماذا لانبتعد عن لغة التهجم والاستهزاء، وهانك قول اخر فقد ورد في دعاء الامام زين العابدين علي بن الحسين(ع) " لاتزيده طاعة المطيعين ولاتنقصه معصية العاصين" من ادعية الائمة المعصومين عليهم السلام وبعدها دخلت معه في مناقشة فلسفية للحياة منذ نشاة الكون وخلق ادم الى يومنا هذا من وجهة نظر الاسلام والعلم، فشكرني على الحوار ووعدني بانه سوف لن يكفر علنا احتراما لمشاعر الاخرين وقد صدق الذي كفر وعده واظهر احتراما لوعده بعد ان اطلع على اخطاءه ووعد ان يحاول ان يطلع على الفكر الاسلامي ونظرته للكون والحياة.

المصادر

القران الكريم

اقوال الائمة المعصومين عليهم السلام

الصحيفة الكاملة السجادية للامام السجاد زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2007-09-15
الاخ محمود الربيعي حياكم الله اخونة تابعنا خواطركم الرمضانية وصولاً للحلقة الرابعة والتي تتميز عن سابقتها بتضمينها للقصص من قلب الواقع وعن تجارب شخصية وحقيقة اجد هذا الاسلوب الاقرب الى القلوب كما انه ممكن ان يسفر عن نتائج بالنسبة للمتلقي فربط الدين بالحياة والتجارب الخاصة تجعل من تلك الخصوصيات عموميات ما دامت تطرح نتائج ممكن ان تنفع باقي المسلمين فجزاك الله خير الجزاء واقعا طرحك للقصة الثانية فكرة طالما راودتني لطرحها ولم اجد لها طريقا في كلماتي لانه من الصعب وضع اليد على هكذا جرح فالذي اعادك الى الماضي هو موجود في الحاضر والذي اجده سبباً كافياً لعدم استجابة الدعاء وعدم استقرار وضع العراق ، انه الكفر بالله والعياذ بالله ولاتفه الاسباب ومن قبل الشباب بشكل خاص انه داء خطير والاخطر منه ان يعم الصمت بعد هذه الفعلة وكان شيئا لم يكن من قبل السامع لابد من وضع حد لهذا الداء وبالحسنى كيف ؟ باعداد شباب واعية مؤمنة تحاول ان تنقذ ما يمكن انقاذه على اقل تقدير انقاذ انسان اخر من نفسه وذاته التي تدفعه لهذه الفعلة النكراء اجارنا الله واياكم وباقي المؤمنين ماجورين اخونة ونتمنى لكم كل التوفيق لتلك الخواطر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك