المقالات

بعد حديث دولة رئيس الحكومة أمام البرلمان العراقي الحقائق كشفت الاقنعة


( بقلم : علي حسين علي )

في استضافة بمجلس النواب يوم الاثنين الماضي تحدث دولة رئيس الوزراء السيد المالكي لممثلي الشعب عن نجاحات واخفاقات حكومته، وقد اتسم حديثه بالصراحة والصدق. وفي ما تناوله دولة الرئيس من احداث كان في مقدمتها وأبرزها ما حدث في كربلاء المقدسة اثناء الزيارة الشعبانية المباركة. وقال دولته:(ان الحكومة كانت لديها معلومات بعد فتاوى القاعدة التكفيرية بتفجير مراقد الائمة الاطهار في كربلاء ولكن هناك امور لم يحسب لها) واضاف: ان بعض المتورطين باحداث كربلاء كانوا عصابات مقنعة تسترت تحت عناوين دينيا واكد السيد رئيس الوزراء قائلاً:(لدينا بعض الاسماء المهمة المشتركة في الاعمال التخريبية بعد تثبيت اعترافاتها) وذكر:(انه تم اعتقال البعض منهم وان هناك 499 معتقلا بهذه الاحداث تم اطلاق سراح 241 منهم). اذاً، كانت هناك جريمة، وهناك متهمون، اعتقل 449 منهم، واطلق 241 ، واعترف من تبقى بالاعتقال بمشاركته بالاعمال التخريبية، وقد تم تثبيت اعترافاتهم امام قضاة التحقيق.

كل هذه الحقائق الانفة الذكر تؤكد جدية الحكومة في مواجهة المجرمين وتصميمها على تقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل.. نحن هنا نتكلم عن جريمة وعن الاجراءات القانونية المتبعة.. ولكن ما حدث في كربلاء اثناء الزيارة الشعبانية لم يكن جريمة عادية قطعاً، فالذين خططوا اليها وشاركوا في تنفيذها ان كانوا قبل القاء القبض عليهم نسميهم بالعصابات المقنعة كما وصفهم دولة رئيس الوزراء، فان من اعترف منهم بجريمته لم يعد مقنعاً، فقد عرفت الجهات الامنية اسمه وتحت أي عنوان يعمل، فالحديث عن العصابات التي درجنا على تسميتها بالعصابات البعثية المقنعة لم يعد مناسبا بعد ان سحبت الاجهزة الامنية القناع عن وجوههم، وبعد ان ادلوا باعترافاتهم امام القضاء.. وعليه صار من حق المواطن العراقي ان يعرف اسماء وعناوين هؤلاء المجرمين ومن يقف وراءهم.

وانتهى التحقيق مع المنافقين، وعادت اللجة التحقيقية المكلفة من قبل السيد رئيس الوزراء الى بغداد وقدمت نتائج تحقيقها، ولم يبق شيئا مخفيا او سرا لم يكتشف. واذ كنا في احداث وفواجع قد صبرنا بانتظار نتائج التحقيق ولم تظهر مع الاسف الشديد بعد مرور سنة وسنتين وثلاث سنوات على بعضها.. لكن اليوم لا يريد اياً من العراقيين ان تسوف القضية ثم يعلوها الغبار!! ..فنتائج التحقيق قد وصلت الى بغداد، وهذا يعني ان اللجنة التحقيقية قد اكملت مهمتها والا لما قدمت التحقيق الى دولة المالكي.. ولو كان ذلك حصل ولم يستكمل التحقيق لما صرح المالكي بأنه قد تسلم نتائج التحقيق.

لاعذر إذاً في تأخير اعلان النتائج على الشعب العراقي، واذا كانت ذريعة البعض بان هناك هاربين، او هكذا يدور في بعض الاوساط السياسية فالهاربون معروفون ولا يوجد سبب يستدعي عدم نشر اسمائهم ،ولعل ذلك مفيدا للعدالة حين تطلب من الاجهزة الامنية والمواطنين تعقبهم لإلقاء القبض عليهم. وفي مناسبات كثيرة كانت الاجهزة الامنية تقدم الى القضاء المتهمين الحاضرين والهاربين ويصدر القضاء حكمه على من حضر ومن غاب.سمعنا خلال الايام القليلة الماضية من بعض اعضاء اللجان التحقيقية غير اللجنة التي شكلها السيد المالكي، بانهم سيكشفون الحقيقة ولن ينظروا الى ما تترتب عليها من فتنة، وهذا قول مرغوب في هذا الوقت لكن من قال ان كشف الحقيقة سيؤدي الى الفتنة.. اوليس ما حدث في كربلاء فتنة كبرى لا تفوقها اية فتنة اخرى؟!وهل هناك من فتنة اكبر من استهداف مرقدي الامام الحسين واخيه العباس(عليهما السلام)؟! وهل هناك فتنة اكبر من ضرب المؤمنين بالنار وهم يؤدون الزيارة الشعبانية المباركة؟! وهل هناك فتنة اكبر من صد المؤمنين عن الزيارة الشعبية العظيمة التي يتبرك اتباع اهل البيت(عليهم السلام) باحيائها كل عام وحتى في عهد الطاغية المقبور صدام؟!واخيرا نقول لكل المكلفين بالبحث عن الحقيقة: لا نريد(حميد بن مسلم) اخر في هذا الزمان .. فدور الشاهد والرواية لم يعد مناسبا بعد رزية كريلاء الاخيرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رشيد البغدادي
2007-09-16
كل ما قلته ايها الاخ العزيز هو صحيح و ارجو من اللجنة المكلفة بالتحقيق الاسراع في كشف الحقيقة عن هؤلاء المجرمين الخونة الظالين والنافقين المحسوبين على الشيعة وهم من التيار الصدري ز
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك