المقالات

تأملات مع ضيف عزيز


ها انا ذا اسمع طرقات على بابنا ، تلك الطرقات المميزة لضيف مميز بدأ قلبي يردد حروفه وخطواتي تتسارع الى الباب لتفتحها غير انها تباطئت متسألة كيف عرف عنواننا الجديد وقد اعتاد زيارتنا في منزلنا منذ نعومة اظافرنا ؟ هل اخطاء قلبي هوية الطارق ؟! لا ما اعتدته خطاءاً وان لم يخطىء لماذا لا افتح ؟! هل اخشى ان يكون هو ؟ وهل اخشى من انتظره منذ عام ؟! ومم اخشى ؟! من مقلة تفتضح امري بدموعها أم من بسمة كاذبة ترتسم على وجهي ها هي الطرقات يخف وقعها ، لابد لي ان افتح الباب بسرعة ، توكلت على الله وفتحت الباب لضيفي الذي تأخرت عنه وجدته واقفاً امامي القى التحية فرددت التحية ودعوته للدخول ، دخل بخطوات بطيئة فاقدامه لم تألف منزلنا الجديد كان يتأمل كل ركن من الدار فقاطعت تأمله سائلة اياه الجلوس فجلس ولم يتفوه بكلمة بل ظل يتصفح كل شيء بما فيهم وجهي وعيناي ليحصل على اجابات الا انها ابت ان تتقاطع مع نظرته خشية ان تترجم الاجوبة عملياً بدموع وحسرات تـُحزن ضيفي في اللحظات الاولى .

دام الصمت دقائق كان رأسي مطرقاً تتلاطم فيه الجمل والشروحات لاسئلة الضيف يا الهي من اين ابدء ان سال وهل من اصول الضيافة ان أشرك ضيفي بهمي ؟ ولم لا وقد اشركته العام الماضي بها !!!! وما ان رفعت رأسي وجدته يتأمل الباب فقلت له : انه ليس هنا ، لقد كان ينتظر ان يدخل والدي ليستقبله كما اعتاد كل عام . فنظر الي نظرة استعجل فيها اجوبة تحيره ولم ينتظر ان اعرف منه كيف وصل الينا ، فلقت له : تريد ان تعرف لماذا نحن هنا بعيداً عن بغداد ؟ ولما نحن ومن يحيط بنا من الجيران تختلط احزاننا بكلمات الامل ؟!! ولماذا تجد النساء والاطفال دون الرجال ، ولماذا يمتلى صدرنا بتنهيد يهز كيان الشوق هزا ، ولماذا نسكن في مساكن متواضعة دون بيوتنا الجميلة ولماذا ؟؟؟؟؟

انا اطلب تفسيرا لا ترديداً لما في نفسي ، قاطعني بهذه الجملة ، مالذي جرى لكم طيلة عام لقد زرتكم العام الماضي وكنتي متألمة لكن ليس بهذه الصورة اتذكرين ؟ رويدك يا ضيفي فلقصة ستاتيك تباعاً فلماذا الاستعجال على قلبك بالالم !!! زرتنا العام الماضي وقد تلمست في الماً اخفيته على اقرب المقربين مني وكيف لي ان اخبرهم ؟ هل اخبرهم بأني تركت عملي مرغمة لا لضجر الم بي كما يعتقدون ؟ هل اخبرهم بان بعض ابناء بلدي قد هددوني واخرون يسخرون من معتقداتي واخرون يتفرجون علي ولايدرئون عني ولو بكلمة واخرون كانوا لي اخوة وقفت واياهم ضد تيار ، ذاك التيار الذي علت موجاته حتى غطت مطالبنا وصرخاتنا وفرقتنا كل في محافظة ومكان .

كانت زيارتك حينها لي منقذا ومتنفساً للوصول الى حل ولاتلمس باباً اخراً ادخل من خلاله معترك الحياة فلم اعهد في نفسي تخاذلاً قط ولم تبكي عيني بكاء خاسر قط ولما يدخل التخاذل والخسران في حسابات كيان امن بكل ما اعتقد به حد انه لا يأبه بتغير صيغة حياته بكل جوانبها على ان لا تتغير ثوابت ايمانه بتلك المعتقدات ، رأيتني حزينة وباكية نعم الا انها والله حزن قلب ضل طريقه عبر العديد من الخيارات وعين بكت قلباً حائراً يخشى ان يسلك طريقاً دون اخر فيقع بما لا يرضي الله غير انك ساعدتني وارشدتني في ليلة من الليالي وانا اقف على شباك غرفتي اتأمل هيكلاً حديداً حطم صوته كل تأمل يهرب بي من ارض الواقع المرير ، تلك هي المولدة التي ان توقفت حل الظلام الدامس محل الصوت المرير لاصل لنفس النتيجة ، ولاشق ظلمة الطريق بشمعة تتضائل مع مرور الوقت لارمي على وجهي بماء أملىء كفي به من حنفية كانت شحيحة علي بتلك القطرات التي ربما انعشت قلبي .

لقد ارشدتني يا ضيفي العزيز الى علاج غاب عني والالم يشتد بي ليلة بعد اخرى حتى خشيت ان انفجر بما يؤلم من راهنوا على صبري وقوة تحملي ، لقد نصحني ذلك الضيف بان استغل هذا الوقت بصلاة الليل بدل الدخول في دوامة الالم التي لا تنتهي وكان ذلك بعد ان اقف دقائق عدة في جمع قطرات الماء للوضوء وسط سكون ذاك الهيكل الحديدي وقفت بين يدي رب رحيم لا يزول اعتقادي ابداً بانه يحبني كبرت وركعت وسجدت والهموم تتساقط من اكتافي مع كل سجدة وصولا الى ذكر اربعين اسما من المؤمنين والمؤمنات وذكرت بها من اخذهم الارهاب من بيننا ولمن اشتقت لفظ اسماءهم ، مرت ايام على هذه الحالة نسيت فيها همومي وشغلني التفكير بتلك العلاقة بين الرب وعبده عندما يجمع الاشتياق بينهما لا كما اعتدت بان يجمعني به طلب او غاية ربما ان منحني اياها نسيت في غمرة الفرحة شكره وان لم يعطني شكوت له ضعفي في تقبل امتحانه بين كل هذا اختفى ضيفي حينها ولم يتسنى لي شكره لاني بتلك الفترة قد هداني الباري لاختيار درب الهجرة اليه تاركة أي امر دنيوي يحول دون ذلك .

نعم يا ضيفي سخرت من نفسي وانا ابكي وظيفة واخشى ان اترك داري وعاصمتي واقصد مكاناً في وطني على امل ان يتذكر ملامحي التي شابهت ملامح اجدادي الذين غادروه منذ عقود ، سخرت من نفس تناست ان لها رب يدعى الكريم الرحيم سخرت منها وهي تبرر الذل والهوان والتهديد والوعيد وتلملم الاعذار لمن لا عذر له ، توكلت على الله في هجرة طوعية قبل ان تنالنا ايادي غدر ارهابية ولا تترجم حزني اليوم وانت تزورني في مكاني الجديد على انه ندم معاذ الله بل انا من يجب ان تسألك لماذا تريد تفسيراً لحزن عراقية في بلدها ؟!!! وهل يـُسال من يذبح بلده كل يوم عن حزنه ؟ الست معنا ام ان زيارتك لنا كل عام تـُغيب عنك بعض الاحداث ؟ هل تريد ان تعرف ؟ الك قلب يتحمل كلماتي ؟ فاليك بضعاً منها

لن اخفي عليك انني احن للوقوف امام منزلنا لالقي التحية على كل من اصادف من جيراننا واذهب لعملي لاغـُضب مديراً لم اتفق يوماً معه !! و حنيناً لذاك الازرق الذي حفر اشتياقه عمقا في قلبي ذاك دجلة و لنخيل نخيل وجسور بغداد وطرقها وجدرانها الكونكريتية وغبارها وازدحامها وحرها غير ان كل هذا لا يؤلمني ويثنني عن قراري بحفظ مذهبي وان كان هذا الثمن . اعلم انك تتسائل اذن لماذا لا اكون سعيدة رغم عمق اعتقادي .

اه يا ضيفي العزيز ، اه يا رمضان الخير والمغفرة والرحمة ، كيف لي ان لا احزن ايها الضيف الكريم ، لم تعلم بما حدث هذا العام ، لقد ضربوا المأذن فبكينا ورميناهم بما يستحقون من الكلام واستمروا بحرق وقتل كل ما هو جميل غيبوا لنا احبابا ً واهلون وابنية واصرحة ولتفتي السن الكفر والعنجهية بهدم قباب الرحمة وليهجم على خيام الحسين جيش امية ثانية بذات الصورة دموع على وجناتهم حبا به وسيوف بايديهم تقطر بدمه !!.

قبل ان تطرق الباب ايها الغالي كنت ارقب الاخبار فمن مسلمين في غزة يحاصرون وهم ينتظرونك الى بعض سكان دارفور الذين فرحوا بحصولهم على جنسية اسرائلية بعد ان فروا من بلد مسلم لم يحتضنهم ولم تستطع جامعة لم اعرف جامعة توازيها فشلاً الا وهي الجامعة العربية بحل مشكلتهم وتقارير لباتريوس وكروكر ووزراء يعودون وسياسيون يتوعدون والبعض يعملون واخرون نائمون واخرون يجتمعون بمن كان سبب الخراب ووكلاء مرجعية يقتلون واحدا بعد اخر ونحن نتفرج واسماء واحزاب وشعب مظلوم وفئة ظالمة ووقود وكهرباء وماء وفيدرالية ومهجرون ومهاجرون ويتامى وثكلى وعوانس وارامل و غريب يفطر وحيدا في مكان ما وام تسال الله في كل عام ان يجمع شملها باولادها ووووووووو....

كل هذا يجعلني اخشى الضياع فاين الحق من كل هذا ؟ غير ان طرق الباب من قبلك قد اوقف تفكيري وحواري معك الان يقودني الى سؤالك لنفس ما سألتك العام الماضي ان نكون معاً خلال هذا الشهر يا رمضان ايها الضيف الغالي وان تعينني على درء الالم والحزن او تسخيره ليكون ايجابيا فعالا يخدم بلداً جريحا وان اهتدي لتلك الصلاة التي انارت لي الدرب الذي ما ان وضعت قدمي عنده حتى نسيتها !! ، شد ازري وامسك بيدي لاسير بخطوات ثابتة ومستمرة لا تقاطعها تأملات طويلة في امر بلد لم انفك افقه من امره شيئا حتى اجهل كل شيء من جديد فلنهرب معا مع من قرر الهرب من المؤمنين لنهرب الى الله بدعائنا الملح لفرج امام زماننا الذي اعلن من ناصبه العداء الحرب معه قبل ظهوره !!! وان يفرج على بلدنا بسلامة القلوب من أي حقد وضغينة ، لا خوف من الفتنة ما دام صوت الفطرة في داخلنا يتردد في ثنايا الروح ليقودنا الى طريق الصواب درب الله وبضيف مثلك يا رمضان لن نفقد الامل فاهلا بك ضيفا عزيزا في بلد الاحزان التي ستنجلي بظهور الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف

رمضان كريم عليكم اجمعين اعاننا الله واياكم على تأدية الطاعات والدعاء لبلدنا الجريح بان يفرج الله همه وأساله ان لا يُنسينا ايتامنا واراملنا وفقرائنا انه سميع الدعاء .

نسألكم الدعاء اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هدى الموسوي
2007-09-14
والله لم اقرا كلاما عن رمضان اجمل مما كتبته يابغداد همومنا والله واحدة وصلاة الليل تجمعنا وتقربنا الى الله والى اليوم الموعود الذي فيه خلاصنا وخلاص البشرية جمعاء وفقك الله الى كل خير ودمت في هذا العطاء والتألق
ابو حسين
2007-09-14
مبارك على الجميع هذا الضيف الكريم شهر الخير والبركة والرحمة أسال الله ان يعيده على الجميع بالخير والبركة وان ينعم اهلنا بالعراق بالامان والسلام وان يعود عليهم بكل خير وبركة بحق ال محمد عليهم السلام واسأل الله ان يعجل فرج امامنا وسيدنا صاحب العصر والزمان لانه بفرجه فرجنا وكل عام والجميع بالف الف خير وابارك لكم اختنا الكريمة بغداد حلول هذا الشهر الفضيل واسأل الله ان تعودوا الى بيتكم ومنطقتكم وان يعود كل غريب الى وطنه وان يجمع الشمل وتعود البسمة لهذا الشعب المظلوم ورمضان كريــــــــــــــــــــــم
النجفي_مو مهندس_
2007-09-14
السلام عليكم ارجوك لا تثقلي على هذا الضيف الكريم فيخيل لي انه سيقرر عدم زيارتنا بعد هذا العام وبعد المصائب و النوائب التي ارتكبناها في كل عام يزورنا يجدنا ازددنا من الله بعدا و من الشيطان قربا العام السابق هدمنا قبة العسكريين و هذا العام احرقنا باب ابي الفضل العباس و العام الذي قبلهما هدمنا مسجد الكوفة و مرقد امير المؤمنين بدعوى الجهاد وفي العام الذي قبله قتلنا شهيد المحراب ذي النفس الزكية و الذي هو احد علامات الظهور اسف للاطالة اسال الله ان يتقبل طاعاتكم و يثبت على طريق الحق خطاكم
abuali
2007-09-14
اللهم امين وشهر مبارك على المسلمين
علاء الدين
2007-09-14
أسال الله ان يحل هذا الشهر المبارك على العراق والعراقيين ومعه الامن والامان والاستقرار لكل العراقيين ودعائنا دوما للعراق بان يستيقظ اهله على السلامة وراحة البال وليس بعيد عن الله ان يرفع هذا الابتلاء عن شعبنا المظلوم وان ينصره ويوفقه ويرفع شأنه وأختمها بقول عز وجل (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا)
فاطمة
2007-09-14
اتمنى من الله ان اكون اول المهنئات لكم اختي العزيزة بغداد بحلول شهر الرحمة والمغفرة شهر رمضان المبارك اعاده الله علينا وعليكم وعلى عراقنا الحبيب بالامن والامان والسلامة واليمن والبركة وان تكشف هذه الغمة عن بلدنا الجريح وبلاد المسلمين بتعجيل فرج امامنا وحجة الله على ارضه ليملآ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا وان يجعلنا واياكم من انصاره واعوانه والطالبين بثأر جده الحسين ع آمين رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ورمضان كريم والله اكرم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك