( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
خلال استضافته من قبل البرلمان العراقي في جلسته المنعقدة أول أمس للتحدث في مواضيع هامة يأتي في مقدمتها الأحداث التي شهدتها كربلاء المقدسة ليلة النصف من شعبان والتي وصفت من قبل بعض المتابعين والمراقبين للمشهد السياسي والأمني العراقي على انها الحدث الأبرز والتحدي الأقوى لمجمل العملية السياسية وحكومة الوحدة الوطنية نظراً لما انطوت عليه من مخاطر سياسية وأمنية واختراقات ميدانية واستعدادات تنظيمية قال عنها رئيس الحكومة: بأن الدولة لم تكن قد حسبت لها بما يتناسب والخطورة التي كانت تستبطنها.
رئيس الحكومة وفي معرض حديثه حول أحداث كربلاء الانقلابية الخطيرة كشف بأن هناك اسماء مقنعة تنتمي (لتيارات دينية) قد كانت وراء هذه الأحداث وهذا ربما كشف مهم لبعض جوانب الحدث أمام أعلى سلطة في البلاد وكذلك أمام الرأي العام العراقي، لكن بالتأكيد ان هذا الكشف قد فتح الابواب كلها على مصاريعها بانتظار ان يعلن دولة رئيس الحكومة النتائج النهائية للتحقيق مقرونة بالاسماء الحقيقية لأولئك الذين اسماهم بالمقنعين وبالتيارات التي ينتمون اليها، فهذه مسؤولية وطنية كبرى فضلاً عن كونها مسؤولية شرعية وسياسية، وعندما نطالب السيد رئيس الوزارة بالاعلان عن اسماء اولئك المقنعة قلوبهم ووجوههم وكشف تياراتهم إنما الغاية الاولى من هذه المطالب حتى لا يكون حديث دولته مادة للتأويل والتفسيرات بل وقذف التهم الى هذه الجهة او تلك.
المهم والاكثر اهمية هو ان لا تحجب الحقائق عن ابناء شعبنا لكننا وغيرنا نتفهم دواعي التأجيل فيما اذا كان الهدف فيه الحفاظ على سير التحقيقات، لكن سيكون رأي الشارع بحكومته امراً آخر فيما اذا تعدى سبب التأجيل الى ما هو قريب الى لعبة الموازنات واقرب الى الصفقات فبعد الذي حصل ليس بمقدور احد الرضا او الاستمرار بالصمت وطمس الحقائق، ونحن نعرف جيداً بالجرأة والشفافية التي يتحلى بها شخصية السيد رئيس الحكومة لذلك فإننا على ثقة كبيرة من ان دولته سوف لن يقبل بأقل من تسمية الاشياء بأسمائها خصوصاً في ظرف عصيب وحساس كالذي نعيشه الان والذي يتطلب منا جميعاً التخندق معاً لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد منجزنا وتجربتنا التي ارخصنا لها المهج والارواح. وكذلك في ظل الانفراجات السياسية الاقليمية والدولية خصوصاً بعد التقرير الامريكي الذي استمع اليه الكونغرس يوم امس والذي جاء بمجمل فقراته لصالح توجهات الحكومة العراقية والعملية السياسية الجارية في العراق في ان معا.
https://telegram.me/buratha
