بقلم: السيد عطا الله الموسوي
في بداية الخمسينات حينها كنا طلبة في الصف الخامس الابتدائي كانت مواضيع كتاب القراءة يحتوي على قصص عديدة تلك القصص كانت لها معنى حقيقي لما يدور على الساحة حينها واليوم. إلا إننا لم ندرك عقليا حقيقة تلك القصص حينها، ومن هذه القصص في القراءة الابتدائية قصة الحلاق الثرثار.
يدور موضوع القصة حول الحرب العالمية الثانية وما بقي من القصة في ذاكرتي هو إن احد الزبائن وهو جالس على كرسي الحلاق، والصورة في مقدمة الصفحة الأولى للقراءة بدأ الحلاق يقص إلى الزبون كيف بدأت الحرب بين الألمان وبين الحلفاء، والمحاور العسكرية لكلا الجانبين ولكن هل الحديث كان بعيداً عن رأس الزبون؟ وهنا وقعت الواقعة حيث اخذ الحلاق برسم خارطة الحرب على رأس الزبون وبينما يشرح الحلاق للزبون مسار القتال حتى وصل إلى نقطة الاشتباك بين جيش الحلفاء والجيش الألماني وهنا بداية انهزام الجيش الألماني وإذا بالحلاق يضرب رأس الزبون، بجمع يده وهو يقول هدى الله الساسة والسياسيون.الضحية الان والخاسر هو الزبون حيث خارطة الحرب على رأسه وضربة لم يكن يتوقعها هذا ما بقي في ذاكرتي من القصة .
وهنا يسأل القارئ ما علاقة القصة بوضع العراقيين الراهن وحسب فهمي القاصر أقول: القصة قد تكون من وحي الخيال او قد تكون حقيقة الا ان لها معنى عميق يدل على ان الهداية التي اطلقها الحلاق على الساسة والسياسيون لم تكن عفوية وإنما ناجمة عن إحباط عند هذا الرجل لانه انخدع بما كان يعانيه من سهر ومتابعة أخبار الساسة المحترفون هو وغيره وراءهم سائرون ومنخدعون.
واليوم نحن العراقيون نعيش نفس المعاناة بسبب الساسة المحترفون وماعشناه من ظلم لعقود طوال مضت ! الا يكفي هذه المعاناة ونلجأ الى العقل الذي ميز به الله الإنسان على غيره من الخلائق نسير على طريق المرجعية الرشيدة التي هي الامتداد الحقيقي لمسيرة ال بيت محمد (عليهم السلام).
اما يجب علينا ان نخاطب الأحزاب الإسلامية الشيعية والسنية ونقول لها لماذا الانشقاق والتمزق بين ابناء الشعب بأسم الاحزب والتيارات وتحت غطاء اسلامي اما حان الوقت لتقديم التنازلات بعضكم للبعض الاخر من اجل وحدة الكلمة، اقول لكم ومعي كل منصف يعتقد ان الساعة اتية لاريب فيها. اتقوا الله ووحدوا صفوفكم في صف واحد تحت خيمة المرجعية الرشيدة لان التاريخ الذي ذكرني بقصة الحلاق ذكرني ايضا بوحدة الطائفة ايام المد الشيوعي عندما نشرت جريدة الحضارة كاريكاتير لم يقصد الاساءة الى السيد محسن الحكيم (قدس سره) ولكن مجرد اشارة فهمها الشارع بانها اساءة لسماحته اغلقت المحلات في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب وعم الاضراب العام.هل لكم ايها الساسة الاسلاميون اتخاذ قرار الوحدة والبدء بتطهير الادران السرطانية من صفوفكم..اسأل الله الاستجابة لنداء العقل والحق انه سميع مجيب.
https://telegram.me/buratha