خطاب المرجعية السياسي بالعموم هو تعقيب على قرار او حدث او ظاهرة او تنبيه لامر سيحدث مستقبلا ، وهي بين هذا وذاك تتخذ الظرف المناسب في اصدار فتوى او حكم معين تراه ضروري جدا، وقد سجل التاريخ لنا دقة التشخيص وإحكام القرار.
منذ ان انطلقت فتوى المرجعية بخصوص الجهاد الكفائي اشار السيد السيستاني حفظه الله الى ان يكون التطوع تحت اشراف الدولة ، وهذه نقطة جوهرية ومهمة لما يترتب عليها من ابعاد غاية في الاهمية لتحقيق النصر اولا ولاحتواء التقولات الطائفية والسياسية لبعض السياسيين الماجورين ثانيا، ولجعل عملية التطوع رسمية ثالثا .
للاسف الشديد هنالك من لم يلتزم بهذا الامر فكان ما كان من تحقق ما توجست منه المرجعية، الان الحشد الشعبي هو محل نقاش وخلاف ليس بين السياسيين العراقيين فقط بل حتى بين الدول الخارجية التي حشرت انفها بالشان العراقي ، انهم لا يفكرون بالحشد الان ، بل يفكرون بعد القضاء على داعش ، ماهو مصير الحشد وكيف ستتعامل معه الحكومة؟
وبالرغم من ذلك فلا زالت المرجعية في خطابها الذي يلقيه خطيب الجمعة من على منبر الصحن الحسيني الشريف تؤكد على امور مهمة لها الاثر الواضح على جهاد المقاتلين ، فعندما تطالب المرجعية بضرورة التنسيق بين القيادات العسكرية لقتال داعش يعني ان هذا التنسيق مفقود او ليس بالشكل المطلوب ، وعندما تطالب المرجعية بالاهتمام بالجرحى فهذا يعني ان الاهتمام المطلوب بالجرحى مفقود ، وعندما تطالب المرجعية بالاسرع في تسليح القوات العراقية فهذا يعني ان بعض القطاعات اما انسحبت او اعطت خسائر بسبب قلة التسليح ، أي ان التسليح مفقود، وعندما تطالب المرجعية باستبدال الخطط لعسكرية يعني ان الخطط العسكرية المحكمة مفقودة ، وعندما تطالب بتدريب الطلبة والتدريب على حرب الشوارع فهنالك امر سيحدث مستقبلا ان لم يلتزم المعنيون بتوجيهات المرجعية وسبق لهم ان لم يلتزموا فحصلت الكوارث.
ان مطالبات المرجعية لم تات من فراغ بل من معلومات دقيقة تثبت ان هذا الامر مفقود وقد وقعت خسائر كان يمكن لنا ان نتجاوزها لو امتثل من يعنيه الامر بتوجيهات المرجعية. فالمطالبة بتوحيد الخطط والاتصال بين القيادات ورفع العلم العراقي فقط هي العوامل الحقيقة لتحقيق الانتصار ولجم افواه الخراصين، فان هنالك امورا حدثت خطيرة وسيحدث مثلها او الاسوء اذا ما تمادى المعنيون بعدم الاكتراث لما تشير اليه المرجعية.
الكل اقر بفضل بيان الجهاد الكفائي، انقذ العراق من السقوط في هاوية خطيرة وطالما اقررتم بذلك فهذا يعني النظرة الثاقبة التي يتمتع بها السيد السيستاني في معالجة المخاطر التي انتم السبب فيها ايها السياسيون ، فاذا ما اردتم ان تصلوا الى بر الامان ليكن التزامكم بالتوجيهات التي تطلقها المرجعية سواء من خلال خطب الجمعة او قنوات اخرى.
عندما يدعو السيد السيستاني الى تحري الدقة في اختيار القيادات الامنية فانه وضع اليد على الجرح واشار الى العلاج، والاخبار التي نسمعها عن ساحات المعركة، البعض من الانتكاسات سببها القيادات الامنية غير المسؤولة سواء الضعيفة مهنيا او العملية ذاتيا .
https://telegram.me/buratha