المقالات

مابين الزركـَا وكربلا طامة كبرى


( بقلم : شوقي العيسى )

عندما تتسابق الأحداث وتتوالى المبتدعات والاجتهادات في بلد يقبع تحت خطىً واجتهاد المستهترين الذين يحاولون جاهدين إبقاء العقل البشري معطل عن التفكير والعمل لأسباب شخصية وذاتية قد يلحظها المتابع لأحداث العراق بسرعة فائقة ، ولكن الذي يشهد الحدث لايميّز بين ذي وذين.

لقد شهدنا والعالم أجمع أحداث الزركـَا التي وقعت في أطراف مدينة النجف الأشرف وكيف كانت مخططات المجرمين لأحتلال مركز المدينة ونسف مرقد الامام علي عليه السلام وقتل المراجع العظام في النجف وبذلك تكون ضربة قاصمة للشعب العراقي يكون المستفيد الأول منها العناصر البعثية والوهابية والذّين تطابقت رؤآهم وايدلوجياتهم في قتل الشعب العراقي في مسلسل مستمر واكمالاً لمرحلة المقابر الجماعية ، لذلك كانت الخطة في أحداث الزركـَا إحداث شرخ في الطائفة الشيعية من خلال تشويه صورة الإمام الحجة بن الحسن (عج) وهذا ماحاول البعث سابقاً والوهابية حالياً.

وقد انكشفت كارثة الزركـَا وتم القضاء على قائد جند السماء الذي كان يدعي زوراً وبهتاناً أنه الامام الحجة (عج) وقد خدع السذّج من الناس والذين غُلفت عقولهم وجمدت عن الحراك حتى بدأوا يتبركون برجل تربى على الغش والفساد والكذب والافتراء حتى تمكن من أن يصنع له أتباع يؤازرونه ويسيرون بخطاه حتى بعد أن قضي عليه من خلال المد الوهابي المستمر لأنعاش تلك الحركات التي تعلقت بكوارث العراق.

من الملفت للنظر أن كلتا الاحداث حدثت في موسم الزيارة الشيعية وكأنها حالة من التوقيت تحدث مفبركة لميل الناظر والسامع للأحداث أن هؤلاء الشيعة هم من يفتعل ذلك ، صحيح أن لدى الشيعة جحوش كبرى لايتحرك فيهم سوى أفواههم لأبتلاع الطعام ولكن هناك من عقل مدبر لجميع تلك الاحداث وحتى تلك الاحداث المفتعلة التي حدثت في كربلاء المقدسة في الزيارة الشعبانية والتي كان مخطط لها أن ينسف ضريحي الحسين والعباس عليهما السلام والتي أنجرف فيها السذّج ممن ينتمون الى "جيش المهدي" وهذه أيضاً خطة لأستدراج هذا التيار واقحامه في أحداث لعرقلة الزيارة الشعبانية التي هي بالأساس مولد الامام الحجة (عج) وهذه المرة الثانية التي يتم التعرض لهذه الشخصية وبذلك فمهما كانت الاسباب والتداعيات التي يتفوه بها البعض فهناك مقولة وقاعدة يمكن الركون اليها وهي " القانون لايحمي المغفلين" فلا شك أن هناك مغفلين ممن إنزلقت أيدهم وارجلهم في ضمار العراك والتخريب الذي حصل في كربلاء والزركـَا ، وإلا فكيف يمكن لزائر قادم من البصرة أو جنوب العراق مشياً على قدميه لموسم الزيارة وتحدث تلك الاحداث ويرمى ضريح الامام الحسين عليه السلام بالحجارة والاحذية ويقف ذلك الزائر مكتوف الايدي لايحرك ساكناً ليلتحق بركب الشرطة الذين تواطئوا في اداء عملهم في قمع تلك النكراة والامعات التي تدعي زوراً وبهتاناً انها تنتمي الى تلك الطائفة أو تلك القومية فما هؤلاء إلا قوم قد مسح على عقولهم واستوطن الصدأ فيها فلا يكاد يسمع لها أنيناً ولا حراكاً.

وحقيقةً إن الذي وقف موقف المتفرج على تلك الاحداث فهو كالذي شارك فيها سلبياً وهو نفس الموقف ونفس المكان الذي وقف فيه الامام الحسين عليه السلام يستصرخ القوم " أما من مجيب يجيبنا ، أما من ناصر ينصرنا ، أما ......." وللأسف الشديد وقف الجميع موقف المتفرّج إن لم يكونوا قد رشقوه بالنبال والحجارة والسهام ، وها هي الايام تدور رحاها ويعاد الزمن والموقف مع الفارق ويعتدى على حرمة الامام الحسين عليه السلام وبجحوش مايسمى بالشيعة كما كان الحسين عليه السلام يقول بئس القوم أنتم.

فنلاحظ من كلا الحدثين أنهما من صنع جهة واحدة واستهداف شريحة واحدة نلاحظ أن المستفيد من ذلك هم البعثيين والوهابية الذين يدعمون البعث مادياً ومعنوياً ولوجستياً، وضرب بذلك القوى والاحزاب السياسية فيما بينها ليتم تراشق التهم واحداث شرخ اجتماعي وسياسي وهذا ما تسعى اليه التيارات المناوئة للعملية السياسية وتقف دائماً بالضد منه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك