( بقلم : علي حسين علي )
ما تزال الأحداث الدامية التي شهدتها كربلاء المقدسة تتفاعل في عقول وقلوب العراقيين، فالذي حدث في هذه البقعة الحسينية المقدسة وفي يوم يحتفل فيه المؤمنون بالزيارة الشعبانية العظيمة، وما لاقى الزائرون من ظلم وعدوان على حياتهم اثناء الزيارة، كل ذلك يجعل من رزية كربلاء الاخيرة شاخصة في الاذهان. الى ذلك فإن ما حدث في الزيارة الشعبانية ينبغي اخذ الدرس منه ومنع وقوعه في المستقبل في كربلاء او غيرها من المدن والعتبات المقدسة، فحماية العتبة الحسينية او العباسية وغيرهما من العتبات المشرفة يجب ان تعطى الاولوية القصوى حتى لا تتكرر المأساة.
اما الفاعلون والمنتهكون والمرتكبون للجريمة النكراء في كربلاء الحسين، هؤلاء يجب ان يحاسبوا وان يوضعوا تحت سقف القانون، وان يلقى كل منهم جزاءه العادل، فالجريمة التي ارتكبوها تعد واحدة من اخطر الجرائم التي تعرضت لها العتبات المقدسة، واذا كان ينظر لمن سبقوهم من السلاطين الظلمة والاخرين الخارجين على الاسلام بأن دوافعهم لجرائمهم ضد أهل البيت(ع) ومراقدهم المقدسة، هي الكراهية والحقد الدفين، فإن من ارتكبوا الجريمة الاخيرة وانتهكوا حرمة المدينة المقدسة وزيارتها المباركة واهرقوا دماء المؤمنين من الزائرين ظلماً وعدواناً.. هؤلاء يجب ان لا يتسامح احد معهم، فهم يزعمون الولاء لأهل البيت(ع) ولكنهم يرتكبون كبيرة الكبائر بحاضرتهم ـ كربلاء المقدسة ـ ومحبيهم ـ الزائرين المؤمنين ـ وفي يوم عده الله من بين أفضل ايام المسلمين ـ الزيارة الشعبانية ـ ولهذا فإننا لا نقبل ان تبقى نتائج التحقيق في احداث كربلاء طي الكتمان وان القضاء يجب ان يأخذ مجراه في تلك القضية الكبيرة والمفجعة، وينبغي فضح من سولت لهم انفسهم بالاعتداء على حرمة الحضرتين المقدستين وزوارهما.
وحتى لا تتكرر الجريمة غداً او في المستقبل في كربلاء او غيرها فإن على الدولة والحكومة المنتخبة ان تستأصل الميليشيات التي هي أس الداء وهي المرض الخبيث الذي ينخر في الجسد العراقي.. الميليشيات جميعها خارجة على القانون ومن ارتكب جريمة ترويع المؤمنين وصدهم عن زيارة مرقدي الإمامين الحسين واخيه العباس(عليهما السلام) هم من ميليشيا يعرفها القاصي والداني، وينبغي رفع الغطاء عنهم وتسمية كل من نفذ وخطط للجريمة المفجعة. فمنذ اربع سنوات والميليشيات المسلحة تعيث في ارض الرافدين فساداً، ومع الاسف الشديد، تجد من يحميها ويوفر لها الأمان.. وهناك اطراف تزعم الحرص على أمن العراقيين وهي اساساً منخرطة في العملية السياسية، ولكنها بنفس الوقت تعتمد على ميليشياتها لفرض ارادتها على الاخرين، ولزعزعة أمن المجتمع وتهديم أسس الدولة. ان عصابات البعث المقنعة والتي ارتكبت مئات الجرائم لا يجوز السكوت عن اعمالها الاجرامية، وليس من صالح الشعب العراقي ان يغفر لها خطاياها، لانها ـ أي الخطايا ـ موجهة ضد الشعب العراقي وليس لمصلحته. ان عصابات المنافقين والخارجين على القانون لا ينبغي ان تظل في مأمن وبعيدة عن تطبيق العدالة بحقها، واذا كانت قد تسببت بالكثير من الاذى للعراقيين خلال السنوات الاربع الماضية، فإن من الواجب ان توضع نهاية لسياسة المهادنة والملاينة، فقد وصل طغيان العصابات البعثية المقنعة الى حد لا يمكن الصبر عليه والتساهل معه.. انها استهدفت مرقدي الإمامين الحسين واخيه العباس(عليهما السلام) واتباع اهل البيت الزائرين لكربلاء الشهادة وفي يوم عظيم هو يوم الزيارة الشعبانية المباركة.
https://telegram.me/buratha