المقالات

الحرب على قطر ....!؟

1361 2015-06-27

أبرز الأخبار المتداولة في الأسبوع السياسي الأخير ، دعوة اطراف سياسية وإجتماعية لتبديل النظام النيابي بالنظام الرئاسي ، وزيارة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي لكل من الكويت وقطر ، وإنعكاساتها على القضية العراقية .

الموضوع الأول يكشف عن ضعف الترابط بين النظام الديمقراطي والجمهور السياسي ، الذي صار يتقاطع مع طروحاته ومعالجاته وابرزها توزيع السلطات واالتعددية والفيدرالية ، وهو تعبير عن " نوستالجيا " سياسية ، أي الحنين الى الماضي وسلطة الرئيس او الرجل الواحد الحاكم بأمره ، والمؤثث بمؤسسات تحمل يافطات ديمقراطية واشتراكية وحرية وغيرها من شعارات الإستهلاك السياسي، التي تغطي مظالم وسلوكيات ديكتاتورية فاشية ، لم يختف اثرها ودورها في سلوك تنظيمات إسلامية عديدة في سنوات مابعد 2003.

الرغبة لإستبدال بنية العملية السياسية الى أخرى تعتمد النظام الرئاسي، تتقاطع مع عارضين كبيرين ، الأول هو الدستور الدائم وشروط تغييره الصعبة، خصوصا في ظل الفوضى الإجتماعية والسياسية وتشرد اكثر من مليوني عراقي ، والعارض الآخر هو لارغبة بذلك للقوى السياسية المتسلطة منذ (12) أثنى عشر عاما ً في تقاسم للثروة والسلطة والإمتيازات والنفوذ .

الشيء المهم بالموضوع أن قواعد الفساد في البلاد ، سواء كان النظام نيابيا ً أو رئاسيا ً، ستبقى تشتغل وتتسع مثل السرطان ، في ظل غياب الإنتماء والروح والثقافة الوطنية ، والإنغلاق على طائفية أوعنصرية إنتماء ، يصارع الآخر ويسعى لإبادته والسيطرة عليه .

الخبر الآخر الإيجابي ، زيارة عمار الحكيم للكويت وقطر ، فهي إذ تدخل في باب تأكيد العلاقة الإيجابية مع الكويت ، فأنها تشكل مسعى جاد في كسر جليد العلاقة مع قطر ، بخلاف مايعتقده البعض ، فأن قطر أحد أهم محركي الصراع على النطاق الإقليمي ، وتحديدا القضية العراقية ومايحيط بها .
تجميد الخلاف وتعطيل نشاط المحاور المضادة للعراق يعني في عالم السياسية مكسب مهم وعميق، يؤسس لنمط جديد من أطر علائقية تحيل الخلاف الى تصالح ، والتضاد الى منافع متبادلة .

تلك خطوات مهمة في ظل تخبط السياسة الخارجية للعراق ، واندفاع بعض الرؤوس من الفرقاء السياسيين لزج العراق بأزمات تضيف ثقلا ً جديدا ً لأزماته وقيوده ، ناهيك عن إعطاء ضمانات للآخر المختلف سياسيا ً وطائفيا ً ، بان توجهات العراق لاتتقاطع مع مشروع وجوده السياسي وأهدافه ، خصوصا دول مثل الكويت وكذلك قطر التي تملك عناصر القوة الناعمة ( المال ، الإعلام ) إضافة لدورها المنافس لإسرائيل في مشروع التخادم السياسي مع امريكا .

حكمة عمار الحكيم السياسية ، يحاول البعض النيل منها ووضعها في إطار التنازع السياسي السوقي ، دون قراءة متعمقة لتوجهات المنطقة وظروف العراق والتهديدات التي تحيط به ، استبدال المعادلة التي يسعى لها الحكيم من الحرب على قطر الى التصالح مع قطر ، يعني استثمار قدرات هذه الدولة الصغيرة الفاعلة في خدمة العراق ، ذلك نجاح ينتظر تطوير آفاقه من قبل الحكومة العراقية ، بما يؤمن للعراق استقرارا ً أمنيا ً واقتصاديا ًودعما سياسيا ً على الصعيد الدولي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك