( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
في كل مرة تطل علينا مؤسسة شهيد المحراب بمشروع يدعو الى التأمل والمتابعة والقراءة وقد استطاعت هذه المؤسسة وبالرغم من قصر عمرها مقارنة بالمؤسسات المماثلة ان تمتد بواجهاتها وصروحها العلمية والثقافية والاجتماعية والفكرية والعقائدية والخيرية الى شتى البقاع على طول الوطن وعرضه وربما نستطيع القول ان مؤسسة شهيد المحراب وبعيداً عن المحاباة بانها اصبحت المؤسسة العلمية الثقافية الدينية رقم واحد استناداً الى كل تلك العطاءات التي قدمتها حتى الآن واستناداً الى ذاك التمدد الذي اشرنا اليه واستناداً الى القاعدة الاجتماعية الثقافية الدينية التي باتت تقف عليها.
ومن الغريب حقاً ان المؤسسة وهي تقيم اكبر مسابقة قرآنية وطنية في التأريخ العراقي شاركت فيها وفود متسابقة من الموصل واربيل والسليمانية ودهوك وبغداد وكل محافظات العراق تطالعنا بانجاز آخر قد يبدو الانجاز الاكبر والاهم من بين كل الانجازات والمشاريع التي حققتها هذا العام.
فالارقام التي تناولها الاعلام خلال اليومين الاخيرين تقول ان المؤسسة نجحت في تعبئة اكثر من اربعة الاف مبلغ ومبلغة استعداداً لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي لم تفصلنا عنه سوى بضعة ايام والذي يتأمل في هذا الرقم الكبير والذي لم تعتد عليه طقوسنا الدينية ومناسباتها الفكرية والعقائدية فانه سيلحظ وبسرعة فائقة كثافة الجهد الذي بذلته هذه المؤسسة المعطاءة كي تتصدى لمثل هكذا مشاريع عملاقة.
اربعة الآف مبلغ فضلاً عن انها تمثل ثروة فكرية ومدرسية استراتيجية كبيرة فانها تعني بنفس الوقت اربعة الآف متحدث واربعة الآف منبر ستضخ في الساحة العراقية مشاريع اخلاقية وفكرية واصلاحية وتربوية وعلمية لا مجال فيها الا لمحاربة الثقافات والاخلاقيات والسلوكيات الفاسدة المفسدة التي اغرق بها النظام المقبور منظومتنا القيمية الاجتماعية لتحل محلها منظومات قائمة على الخلق والانسانية والعدل والتوحيد والتعايش السلمي واحترام الآخر والعودة الى الذات التي غادرناها خلال الاربعين عاماً الماضية.
نهنئ السادة القائمين على هذه المؤسسة التي تستحق منا كل احترام وكل تقدير ونتمنى لها النجاحات الباهرة التي عودتنا عليها ونتطلع الى ذلك اليوم الذي نرى فيه هذه المؤسسة وقد حققت اهدافها في خدمة الشعب العراقي والعالمين العربي والاسلامي عبر مؤسساتها الاسلامية التربوية الانسانية وهي تتوزع في كل ارجاء الوطن العربي والعالم الاسلامي بأذنه تعالى.
https://telegram.me/buratha