المقالات

مؤامرة نعم... ولكن!

1167 2015-06-18

التحقيق في فضيحة سقوط الموصل تحوّل على ما يبدو فضيحة جديدة، كان يفترض ان تعلن نتائجه في مناسبة الذكرى الاولى لسيطرة "داعش" على المدينة لكنه تأخر ولم تتلق لجنة التحقيق البرلمانية أي رد من رئيس الحكومة السابقة نوري المالكي المسؤول الأول والوحيد تقريباً عما جرى.
قبل يومين أدلى المالكي بتصريح قال فيه: "ما سقطت الموصل إلا بمؤامرة وما سقطت الرمادي إلا بمؤامرة... نعم من المؤامرة ألا نقول ان هناك مؤامرة"!

صحيح، لنقل انها مؤامرة ولكن من الذي تآمر، ومن الذي كان مسؤولاً عندما حيكت هذه المؤامرة، ولماذا تغاضى عنها، ومن الضروري السؤال: لماذا تمادى وذهب بعيداً في نسج خيوطها التي يحاول الآن تقييدها على حساب خصومه السياسيين، وهل يتمكن من ان يزوّر الحقائق التي تدينه شخصياً، لأنه عبر سياسات الإقصاء والتنكيل التي مارسها ضد المناطق السنّية لكأن كل سنّة العراق صدام حسين، أوجد البيئة التي أيقظت الضغائن والأحقاد المذهبية بين السنّة والشيعة والتي قد تمزّق المنطقة كلها؟

يقول المالكي لو ان الموجودين من قوات الأمن في الموصل قاتلوا لما استطاع "داعش" ان يتقدم خطوة واحدة، فقد كانت المؤامرة ان ينسحب الجميع من الجيش فسقط الجيش، هكذا بالحرف متناسياً انه شخصياً كان قائداً عاماً للقوات المسلحة وأنه بسط سيطرته الكاملة على المؤسسة العسكرية من خلال"مكتب القائد العام للقوات المسلحة" الذي ارتبطت به مباشرة قيادة العمليات بما يعني ان كل المسؤولية تقع عليه!

لقد كلّفت عمليات إعادة بناء الجيش العراقي ما يقرب من ١٢٠ مليار دولار أنفقتها حكومة المالكي، ثم تبيّن انه بنى جيشاً من الأشباح وانه ذهب في الفساد الى درجة دفع رواتب لقطاعات عسكرية لم تكن موجودة على الأرض بل على الورق وفي القيود، وانه أنفق مئات الملايين على تجهيزات وملابس وأغذية لقطاعات عسكرية وهمية لم تكن في الثكن، فعلى سبيل المثال قيل إنه كان في الموصل ٦٠ الفاً من الجنود ثم تبيّن انهم أقل من خمسة آلاف، وأنهم تلقوا أوامر بإخلاء مواقعهم امام "الدواعش"، فأين مسؤوليته كقائد عام للقوات المسلحة؟

المالكي يحمّل السياسيين المعارضين له مسؤولية المؤامرة التي صنعها بيديه، متناسياً ان الأميركيين اشترطوا عدم بقائه في رئاسة الحكومة لدعم العراق ضد "داعش"، لكن طهران تمسّكت به وفرضته نائباً للرئيس لتضمن حصانته في وجه أي محاكمة!

المالكي خرّب العراق، وحتى الرمادي من بعده لم تسقط إلا نتيجة الأحقاد والصغائن المذهبية، أشعل نيرانها، ليؤجج سعيرها الاهمال المتعمّد لدعم المناطق السنّية وتسليحها لتقاتل "داعش"... نعم هناك مؤامرة لتقسيم العراق وقد شارك فيها المالكي من حيث يدري أو لا يدري!

جريدة النهار اللبنانية
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك