( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
لا يمكن لاحداث كربلاء التي عاشها العراق ليلة النصف من شعبان ان تمر كغيرها من الاحداث التي سجلت (ضد مجهول). الحقائق التي استمع اليها العراقيون يوم اول امس من بعض منابر الجمعة في كل من بغداد وكربلاء والنجف والديوانية وعشرات المدن كانت اكبر من ناقوس خطر قرعه المتحدثون وهم يسوقون حقائق وارقام قد لا تكون قد خطرت على بال احد.
من هذه الحقائق التي كانت غائبة هي التأشير على مسألة غاية في الاهمية والخطورة عندما ربط المتحدثون عملية افراغ الساحة العراقية من القيادات الامنية بالتزامن مع الاحداث وبالفعل فان الاحداث كانت قد حصلت فيما كان السيدان وزير الداخلية ووزير الامن الوطني في مهام رسمية خارج العراق وبالرغم من ان احداً لا يمكن له التشكيك على الاطلاق بهاتين الشخصيتين الوطنيتين الا ان تبرير المصادفة لا يمكن ان يستحوذ على قناعاتنا بان مسألة خروجهما من العراق كانت امراً عادياً غير مرتبط بأجندة اقليمية كانت تهدف الى استدراجهما الى الخارج لتوفير ضمانات اكبر لانجاح المشروع الانقلابي الاخطر الذي عاشته كربلاء ليلة النصف من شعبان.النقطة الاخرى التي لا تقل اهمية تقع حصراً بالمعلومات الكاذبة والمزورة وغير الدقيقة التي كانت تصل رئيس الوزراء باعتباره القائد العام للقوات المسلحة من القيادات الميدانية الامنية والعسكرية المحلية المكلفة بحماية كربلاء وادعاءاتها الكاذبة من ان ما حصل في الزيارة الشعبانية بات امراً مسيطراً عليه وان الامور عادت الى طبيعتها في حين ان الاحداث امتدت لتقترب من تحقيق اهدافها في احتلال الحرمين ولتنطلق من هناك بعد ذلك شرارة اضرام النار في كل الاهداف المتفق عليها على طول الخارطة العراقية وعرضها.التحقيقات الاولية والتي اعلنت على لسان دولة رئيس الوزراء من ان هناك دولة مجاورة متورطة بتلك الاحداث تمويلاً وتخطيطاً وصولاً الى لحظات التنفيذ، تستدعي السؤال عن عدم الافصاح عن اسم هذه الدولة امام الرأي العام العراقي والعربي والدولي خصوصاً وان المنطقة كلها تعج بازمات ومشاكل قد تنتهي جميعها في نقطة التقاء واحدة.
لا نقبل كشعب وكحركات سياسية باقل من الاعلان الفوري للنتائج التي توصلت اليها اللجان التحقيقية الخاصة بذلك خصوصاً لجهة كشف الدولة الاقليمية والجهات المحلية المتورطة معها وبغير ذلك فان الثقة ستكون الضحية الاولى بين الحكومة ومختلف شرائح الشعب العراقي دون استثناء.
https://telegram.me/buratha
