( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
الذي يتابع المشاهد المصورة لـ رزية كربلاء التي أشعلتها عصابات البعث المقنعة ستأخذه الدهشة والحيرة وهو يرى مسرح الجريمة التي لم يسبقها مثيل في تاريخ كربلاء وقد خلا من أي عنصر من عناصر الجيش والشرطة وعلى طول الشارع الذي يربط بين الروضتين المطهرتين.المشاهد المصورة لا تظهر لنا سوى أنفار من تلك الزمر تصول وتجول، تقتل وتحرق، تخطف وتحتل دون ان يقف بوجهها عنصر واحد من عناصر القوى الأمنية من جيش وشرطة وأمن واستخبارات وكأنها تبخرت بقدرة سحرية عدا مخلفاتها التي تركتها نهبا للمجرمين الخارجين عن كل حياء او خلق لو دين.الذي كنا قد عرفناه ان الدولة كانت قد وضعت احد عشر الف مقاتل ورجل أمن للعمل ضمن خطة حماية كربلاء، وهذا رقم قد يصل الى ما تصل إليه أعداد جيوش في بلدان عديدة، فأين الاحد عشر الفا من بضعة انفار وصبية عاثوا بأقدس بقعة في البلاد وتعدوا على اشرف الرموز وافزعوا ملايين الزائرين العزل الا من الولاء والعشق الحسيني.الوثائق تتحدث وفي كل لحظة نشاهدها من على الشاشات وقد بات السؤال الآن واحدا لا غير: أين اختفت قواتنا المسلحة لتترك آلياتها وأسلحتها واعتدتها ترفس فوق حرمتها أحذية الطلقاء من عصابات البعث المقيت.انها رزية ربما تفوق في مأساتها وآلامها وقسوتها وقعة الطف الأولى والثانية والثالثة والعاشرة وصولا الى رزية صدام والمقبور حسين كامل يوم دخل حرم الحسين (ع) بصلافة أحفاده الذين دخلوه ليلة النصف من شعبان.السؤال عن الشرطة أين تبخرت؟ والجيش أين اختفى؟ والأجهزة الامنية كيف انسلت ليس غاية انما هو مساءلة وبحث عن الحقيقة التي خذلت الملايين الوافدة والأخرى المراقبة المترقبة التي وصلها بعد دقائق لهيب كربلاء الى بغداد وبابل والكوت والديوانية وعشرات القصبات والمدن.
لن نقبل من حكومتنا مطلقا بأقل من الإجابة على تلك التساؤلات.. ولن نرضى بغير الإقصاء الفوري لكل من أهان الطقس والدولة والسلاح والشرف العسكري والحنث باليمين.على الحكومة ان تبتعد في معالجتها للرزية هذه من لعبة التوازنات وان تكشف وعلى الفور ما توصلت اليه التحقيقات لانها ان قالت غير الذي حصل فستفقد ثقة الناس بعدما شاهد الناس المشاهد تلك بأمهات العيون.
https://telegram.me/buratha