المقالات

التسليح الامريكي لعشائر السنة والنموذج تركي


بقلم : سامي جواد كاظم

منذ شهرين وتزداد عملية تسليح العناصر الارهابية والعشائر السنية من قبل القوات الامريكية وبدأت الاخبار تتناقل عن عددهم والية تشكيلهم والمهمات الموكلة لهم ، وهذا الامر جعل كل من له علاقة بالشان العراقي من اعلى مستوى الى ادناه الى التحليل والدراسة والاستهجان والتنبؤ بما سيحصل وما هي الخطوة الامريكية بعد التسليح ؟ وهل حقا غاية الادارة الامريكية هو القضاء على الارهاب ام خلق مجاميع ارهابية خاضعة لها على غرار ابن لادن واذنابه .الامر المتفق عليه ان الغاية الامريكية من التسليح غاية ليست في صالح العراق ولكن في صالحها وهذا نابع من تراكمات من الخطوات والقرارات السلبية التي اتخذتها الادارة الامريكية بحق كثير من دول المجتمع الدولي والتي الى الساعة هذه ما من بقعة ارض دخلتها القوات الامريكية وانسحبت منها سابقا وحاليا تعيش بسلام من غير وجود مخلفات القوات الامريكية عليها .ومن هذه القرارات التي تنبأ بخطر هو قرار تسليح الجماعات المسلحة اصلا من العناصر الارهابية والتي كان لها صولة وجولة ضد القوات العراقية والامريكية .على المستوى العالمي والاقليمي الكل يخشى من تكرار التجربة الايرانية في العراق بالرغم من الضمانات التي قدمها كل القادة الشيعة في العراق انهم لا يحذون حذو ايران في تمشية امور الدولة وللعلم المرجعية الشيعية في العراق لا تؤمن بولاية الفقيه المطلقة كما هي عليه في ايران، ولكن الذي يثير شكوك امريكا حول ذلك هو ان كل الاحزاب الشيعية التي كانت معارضة وهي الان على دفة الحكم لها علاقات وطيدة مع الحكومة الايرانية ومعمميها وهذا لا يبعث بالاطمئنان لدى الجانب الامريكي ، والمسالة الاخرى ان الادارة الامريكية على علم ويقين ان الاستخبارات الايرانية لها دور اساسي ومؤثر على الساحة العراقية الا ان الدليل على ذلك وحسب اعتقاد الادارة الامريكية موجود لدى الحكومة العراقية ولم تستطيع من الامساك به حتى يكون لها حجة ولهذا نرى كل الادعاءات الامريكية بالتدخل الايراني في الشان العراقي لا يستندالى دليل مادي وقوي مقبول مجرد اتهامات فقط ، وان كان عقلا لا يمكن انكار ان لايران تدخل بالشأن العراقي ، واما اجتماعات ايران وامريكا في العراق بخصوص ذلك لا يمكن اعتباره دليل على التدخل الايراني لان امريكا عندما تريد الاجتماع واجتمعت فعلا مع كل دول الجوار من غير وساطة عراقية لان لها روابط مع كل دول الجوار العراقي بما فيهم سوريا باستثناء ايران وهذا يتطلب في حال الاجتماع مع ايران دولة ثالثة ولا يوجد افضل من العراق باعتباره السبب لانه لو اجتمعت مع ايران باي دولة غير العراق فان التاولات والتكهنات ستلوح في الافق وبقوة ويستبعد فكرة التدخل الايراني في العراق .المهم الادارة الامريكية امام خيارات عدة واصعبها هو هل تترك العراق بيد من انتخبهم الشعب العراقي والتي لا تطمأن لهم امريكا وتعتقد على المستقبل القريب اوالبعيد اذا ما استقر الحكم في العراق سيكونون قوة مهددة لدول مجاورة واقليمية صديقة لامريكا بما فيهم اسرائيل .على مدى السنتين الماضيتين عملت القوات الامريكية جاهدة على خلق شعب عميل لها لانها تؤمن بالانتخابات التي تكون نتائجها طبقا لمبتغاها وبما ان الامور لم تاتي طبقا لهوى الادارة الامريكية لا بد من حل بديل بعد العجز من خلق شعب عميل .الحل هو التشكيك بالقوات المسلحة العراقية اولا ومصادرة وسحب ما يمكن سحبه من سلاح وعتاد لدى الجماعات الشيعية المسلحة وحصرا هم التيار الصدري وثالثا تسليح جماعات ارهابية تعاونت معها على مدى سنين الاحتلال الاربعة وكسب ولاء ضباط الحرس الجمهوري سابقا لهم بفعل الدولار .الخطوة الخاصة بضرب التيار الصدري والتذرع بوجود عملاء ايرانيين او انهم جماعات ارهابية قائمة على قدم وساق من اقتحامات واعتقالات وغارات ، للعلم هذا لا يعني ان ابرئ اعمال التيار الصدري التي كانت نتائجها سقوط ضحايا من ذويهم وهدم بيوت آيلة للسقوط اصلا نتيجة للقصف الامريكي الوحشي لمدينة الثورة ، حيث جيش التيار الصدري اوجد المسوغ لاعمال القوات الامريكية الوحشية فجاء المسبب لتحقيق الغاية الامريكية اصلا .واما التشكيك بالقدرة العسكرية العراقية واتهامها بالطائفية فهذا امر مفروغ منه فقد جاء في تقرير امريكي لتقيم الجيش العراقي مؤخرا التالي( اعتبر تقرير امريكي رسمي اليوم ان الجيش العراقي عاجز عن التصدي لاي تهديدات خارجية لاسيما من ايران او سوريا ورهن احراز تقدم حقيقي في العراق على المدى القريب بتنفيذ مصالحة سياسية تقودها الحكومة العراقية).الملاحظ خص الهجمات المعادية بايران وسوريا فقط وكأن بقية الدول لا علاقة لها بما يجري في العراق واما اتهام الشرطة بالطائقية دون الجيش لان وزير الداخلية شيعي فجاء في التقرير الامريكي ما يلي ( واكد جونز ان المشكلات الطائفية "تبدو ضئيلة في الجيش مقارنة بالمؤسسات الأخرى في العراق" مثل الشرطة ).وعملية التسليح الخطيرة هي قائمة الان وبشكل علني بعد ما كانت في السنين الماضية بشكل سري حسب الاعتقاد الامريكي لذلك فقد صرح الدكتور الجلبي (ان القوات الامريكية بدأت بتأهيل كوادر المخابرات والحرس الجمهوري عسكريا وماديا في عديد من المناطق حيث تم تسليح ما يقارب 3000 مسلح تحت امرة احد قادة الحرس الجمهوري ، في منطقة ابو غريب ، 6000 مسلح في مناطق الرضوانية تحت امرة احد رجال المخابرات وتابع الجلبي ان القوات الامريكية تصرف لكل مسلح ما يقارب 375 دولار ،مقابل تعاونهم مع قواتها) والعجيب هو تعقيب الدكتور اياد علاوي على التسليح (أن تسليح أبناء العشائر لا يضمن أن لا يديروا بنادقهم يوما ما نحو القوات الأميركية، ما لم يتم التنسيق المحكم حول هذه الإستراتيجية ) ، هذا يعني اهتمامه بسلامة القوات الامريكية.هذا يضاف الى الدعوات الامريكية بحل قوات الشرطة وتنظيفها من العناصر الطائفية تقصد الشيعية فقط ، وبهذه الخطوات تكون الادارة الامريكية قد ضربت عصفورين بحجر واحد ، العصفور الاول هو نظلم الحكم في ايران واستبعاد تطبيقه في العراق واحتواء القوى المسلحة الساندة لذلك، والعصفور الثاني بعد ان عجزت امريكا من خلق عميل شيعي مرغوب به لدى الشارع العراقي حتى يستلم دفة الحكم وفق الانتخابات الديمقراطية فانها ومن خلال التسليح ستحقق النموذج التركي في العراق .والنموذج التركي هو انه طالما ان الاسلاميين هم الذين يفوزون بالانتخابات التركية دائما منهم غول وقبلهم نجم الدين اربكان وهذا لا يتماشى مع افكار الاتحاد الاوربي والذي الى هذه اللحظة لا يوافق على ضم تركيا الى الاتحاد الاوربي بسبب تكوينة الشعب التركي ذات الغالبية الاسلامية ، وهذا لايتفق مع متطلبات الاتحاد الاوربي ، في القانون التركي فقرة تمنع حيازة المواطن التركي المسلم للسلاح الخفيف ( بندقية او مسدس ) وكما انه لا يحق للمسلم الانضمام للقوات التركية النظامية على ان تكون هذه القوات خاضعة للعلمانيين فقط دون الاسلاميين وبهذا تضمن سياسة الحكومة الاسلامية التركية ، والكل يتذكر عندما فاز حزب نجم الدين اربكان بالانتخابات كيف عملت القوات المسلحة التركية على تنحينته من الحكم مع توجيه اتهامات له بسبب تمسكه باسلاميته .الاعلام تناول باهتمام بالغ عندما انتخب غول رئيسا لتركيا فهذا يكتب هل ستعود الخلافة العثمانية واخر يكتب ان زوجة غول اول محجبة تدخل القصر الرئاسي التركي ، وثالث يقول كيف ستكون السياسة التركية هل اسلامية ام علمانية ، واخر يشكك وذاك يطعن ،كل هذا بسبب الاسلام .وعليه اقدمت الادارة الامريكية بتسليح جماعات مجرمة وعلى مستوى عالي مستفيدة من الخبرة الاجرامية المكتسبة لدى هذه الجماعات على مدى اربعين عام مضافا الى ذلك ضباط الحرس الجمهوري سابقا خصوصا حماية الرئيس العراقي المقبور.وبهذا تخلق قوة عسكرية مضمونة الولاء للادارة الامريكية على حساب الشيعة في العراق اذا ما فكرت بالانسحاب من العراق حيث ستكون الغلبة لهذه الجماعات المسلحة امريكيا بعد احتواء المسلحين الشيعة، وبهذا لا تلتفت الادارة الامريكية الى نتائج الانتخابات التي تجري في العراق مستقبلا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو هاني الشمري
2007-09-08
تحليل منطقي للاحداث ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هو هل يعي شيعة العراق حجم المؤامرة الامريكية البعثية السنية التي تحاك ضدهم ليتوقفوا عن التناحر بينهم ويكونوا قلبا ويدا واحدة ضد هذه التحركات؟ السؤال موجه الى قادة الاحزاب والكتل والتيارات الشيعية وبلا استثناء .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك