( بقلم : عبد السلام الخالدي )
أتشرف بأن تلدني أمي عراقياً، ترعرعت وعشت في بلاد الرافدين، رضعت من دجلة والفرات، تعلمت عشق الحسين (ع) من أجواء عائلتي المتواضعة مع عدم التعصب والطائفية، كان لي أصدقاء من كافة الأديان والطوائف، صديقي إدمون المسيحي زار معي ضريح الإمام الحسين (ع) وذهل مما رأى في يوم خميس كربلائي مزدحم بالزوار، صليت مع صدبقي الآخر في مرقد أبي حنيفة (رض)، عشنا أمتع أيامنا رغم الإضطهاد الذي عانيناه من الحكم الدكتاتوري الصدامي البغيض الذي لم يعرف طائفة أو دين بممارساته الدموية، تعرضنا لشتى أنواع المضايقات التي مرت على كل العراقيين الشرفاء الرافضين لسياسات البعث المقبور، زال النظام البعثي في يوم بهيج لم يكن في الحسبان، كان للشعب العراقي يوماً حقيقياً للإستقلال والنصر والحرية الأبدية، تحول العراق إلى حقبة جديدة، إنتخابات وتصويت على الدستور وحرية التعبير عن الرأي وتعدد الأحزاب وحرية الإعلام، صحف، فضائيات، اذاعات، دخول العراق عالم الحداثة، إنترنيت، موبايل، هذا التحول الكبير أغاض الكثير من أعداء العراق، فدخلوه من أبواب عدة، الطائفية منها والقومية والأدهى من ذلك تغلغل المنظمات الإرهابية والتكفيرية، والمحزن أنهم وجدوا حاضنات وملاذات آمنة تؤيهم وتنطلق من خلالهم العمليات الإجرامية بحق المدنيين الأبرياء تحت ذريعة (الإحتلال) مع دعم دولي وإقليمي إعلامي ومادي ومعنوي، والضحية المدنيين الأبرياء، ثار الشعب ضد التكفيريين والصداميين ومن يدعمهم.
الغريب في الأمر أن هناك جهات حكومية وسياسيين هم من يدعم هذه العصابات الإرهابية ليلاً ويبكون على حقوقهم الضائعة نهاراً، يجولون البلاد يجمعون الأموال بقتل شعبهم بحجة أن الشيعة يقلون السنة وهم من بدأ بإعلان الحب الطائفية على لسان رجل الطائفية الأول في العراق الإرهابي عدنان الدليمي وأذياله الضاري والعليان والمطلك والهاشمي ومن لف لفهم، مازلنا أنا وصديقي محمد السني متجاورين، لم يهجرني ولم أهدده، بل لم يجرأ أحداً من أهالي المنطقة ذات الغالبية الشيعية أن يدنو قربهم.
العملية السياسية ماضية بإذن الله ورغم أنوف كل أولئك رغم محاولاتهم اليائسة بتحشيد كل جيوشهم للإطاحة بالحكومة العراقية المنتخبة التي صوت عليها أكثر من أحد عشر مليون عراقي شريف، لن تفيدكم كل مخابرات العالم ولا شركات الإعلان الأميركية للنيل من خيار الشعب الذي لابديل له سوى صناديق الإقتراع.يتهموني بالطائفية والعمالة للحكومة، يدعونني صفوياً أو رافضياً، أعتز بديني الإسلامي وأحترم كل الأديان أنتمي لقوميتي العربية التي هي أخت لكل القوميات، أحترم السني مع عدم تفريطي بولائي لآل البيت الأطهار ولقضية الحسين (ع) التي أعتبرها ملاذي الآمن الأخير حتى يوم مماتي، هذا شأن كل عراقي يحب وطنه، تباً وسحقاً لكم ولكل مخططاتكم الدنيئة فأنا عراقي.
https://telegram.me/buratha