( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
ذهبت بعض الأوساط الإعلامية الى إظهار المشهد الكربلائي الذي فجرته عصابات البعث المقنعة على انه صراع جهوي بين بعض الفصائل السياسية وكأنها تريد بذلك إلغاء الحقائق والشواهد والأرقام والوقائع المصورة لما حدث باللحظة نفسها ولما كان مخطط له قبل التنفيذ.
الوثائق أظهرت ان هناك المئات بل الآلاف من أولئك الذين وفدوا كربلاء وعلى ما يبدو إنهم تدربوا كثيراً على إجراء تطبيقات ميدانية او نظرية لما حصل.. هذه التطبيقات شملت توزيع المجاميع وتحديد بوابات دخولها ونقاط الاختراق الأخرى وتسلق الأبنية العالية والمطلة على الاتجاهات الرئيسية المؤدية الى الروضتين المطهرتين فضلاً عن كميات الأسلحة وأنواعها وعياراتها التي استطاعت تلك العصابات من تسريبها الى المربع الأمني الأهم.الفصل الآخر الذي أظهرته الوقائع ودون لبس او تأويل أو جدل ان زمر البعث المقنع لم تشتبك مع ميليشيات تتبع لجهات سياسية كما أراد بعض الإعلام ان يقلب الحقائق، انما الذي استهدفته تلك الزمر هو افواج الشرطة والحرس الوطني كأشخاص وعناصر وآليات ومبانٍ حتى وصلت الوقاحة بأولئك الى حرق الملحقات التابعة للحرم الحسيني كالأكشاك ومواقع أمانات الزائرين وصولاً الى الجدار الحسيني وبرج ساعة الضريح المقدس.العصابات البعثية المقنعة انما كانت في حالة حرب ضروس وهستيرية فاقعة وحقد اعمى وهي ترشق بنيرانها ورصاصها مواكب الزائرين والأضرحة المقدسة دون أن تجد أمامها (ميليشيا) حسب ما تدعي تلك الأبواق المأجورة ولو كانت هنالك ميليشيا قبالة أولئك لكنا أول الداعين لطردها.
بعض أولئك الذين استسهلوا عمليات الاقلاب ذهبوا الى تفسير اخر عندما ورطوا خطابهم بمتاهات لا يفهمونها كقولهم ان الذي حصل هو صراع نفوذ بين المرجعيات على واردات العتبات دون ان يفقه هذا الخطاب ان مرجعية العتبات هي ديوان الوقف الشيعي كما ان مرجعية العتبات المقدسة السنية هو ديوان الوقف السني وهكذا بالنسبة الى المقامات التي تعود الى المذاهب الأخرى، نقول هل ان عصابات البعث المقنع خاضت حرباً مع الوقف الشيعي؟ وهل لهذا الوقف قوات مسلحة وجيش ومليشيات ام انه مؤسسة رسمية حكومية بديلة عن وزارة الاوقاف الملغاة؟.
بالتأكيد ان إعلامنا ونخبنا وشارعنا ومؤسساتنا باتت معنية اكثر من أي وقت مضى في ممارسة مسؤولياتها ازاء هكذا تخرصات، وربما يبقى السجال هذا مفتوحاً ما لم تبادر الحكومة وبسرعة الى كشف الحقائق والتقارير الخاصة بهذا الملف الخطير على الاقل لايقاف مثل تلك السفاسف.
https://telegram.me/buratha