المقالات

تمخضات الحراك السياسي


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

لعل اول من سيتأثر ايجابياً بالحراك السياسي الذي شهدته البلاد مؤخراً بين القوى الاساسية السياسية الاربع، المجلس الاعلى وحزب الدعوة والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة زعماء هذه الفصائل بالاضافة الى الدكتور طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية وامين عام الحزب الاسلامي العراقي، نقول ان اول من سيتأثر بهذا الحراك وبالاتفاقات التي نتجت عنه هو البرلمان العراقي الذي دشن اليوم فصله التشريعي الجديد، وربما سيجد البرلمان نفسه امام مهام سهلة وهو سيناقش قوانين استراتيجية اقتصادية وسياسية وامنية كقانون النفط والغاز وقوانين المساءلة والعدالة واجتثاث البعث والاقاليم والملفات الامنية التي شهدت متغيرات غير عادية كالمتغيرات التي رافقت عملية فرض القانون في بغداد والانعطافات التي شهدتها عمليات صحوة الانبار والسهم الخارق في ديالى واخيراً الانقلاب الامني الخطير الذي عصف بكربلاء ابان زيارة النصف من شعبان قبل اقل من اسبوع.

الحراك السياسي الذي شهدته بغداد والذي صدر عنه بيان خماسي للقوى تلك بالتأكيد انه سيخفف الى حدٍ بعيدٍ حدة التقاطعات السياسية تحت قبة البرلمان العراقي بذات الوقت فانه سيوفر جهداً ووقتاً لمناقشة مجمل القوانين الموضوعة على طاولة الفصل التشريعي الجديد.

الخط المتوازي الثاني الذي تبشِّر به تلك الاتفاقات قد يبدو واضحاً بمرونة الخطاب السياسي والترحيب الحذر الذي ابدته كتل اخرى ازاء هذا الاتفاق كما بدا ذلك جلياً في تصريحات المسؤولين الكبار في جبهة التوافق العراقية وفي هذا المقطع تحديداً يعتقد الكثير من المراقبين ان الاجواء باتت شبه مهيأة لدخول الجبهة كطرف خامس ضمن الدائرة هذه او على الاقل لدخول الحزب الاسلامي فيه، وفي كل الاحوال فان انضمام الجبهة او الحزب يعتبران انجازاً وطنياً كبيراً يؤشر على حتمية الانتقال الى حقبة دستورية سياسية جديدة ستزيد من فرص تدعيم المشروع الوطني باتجاهاته الوحدوية، وهناك من يذهب الى ان كتلاً اخرى قد انسحبت هي كذلك قد باتت تفكر بشكل جدي في تفحص هذا المشروع تمهيداً للانضمام اليه.

بكل تأكيد اننا نرحب بأي خطوة من شأنها ان تدفع بالعملية السياسية الى الأمام من خلال تعزيز مبدأ الشراكة وتفعيل التعددية وممارسة المعارضة الايجابية سواء على المستويات الرسمية ام السياسية، كما اننا نعتقد ان أي حراك خارج هذه الثوابت سوف لن يكون اكثر من زوبعة سرعان ما تجد نفسها خارج الفنجان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك