( بقلم : ماجد محمد )
(( ... وإعلــم إنــه لــو رضــيّ عنــك جميــع النــاس فإنــك على باطـــل )) من حكــم أمــير المؤمنـين علــي بن أبي طالـب عليه الســلام
لــو سألنــي ســائل هــل حققــت حكومــة السيــد نــوري المالكــي ماكنــت تأملــه منهـــا ؟ ســأجيب على ذلك بــ " كــلا " لــم تحــقق لحــد الآن آمــالا كنــا نعلقهــا عليهــا , وحقيقــة فــأن إجابــة " كــلا " هــذه لــن تكــون عادلــة ولــن تحمــل معهــا صــواب الحكمـــة مطلقــا ً, لأن العــدل والحكمــة تتطلــب سعــة في المعلومــة وتأنــي في الإجابــة , وأن لا أربــط ما أريــد تحقيقــه بمستحيــل واقــع مايجــري . ومــا يجــري من واقع محيــط بالسيــد المالكــي وإمكانيــة تحقيــق ما أريــد ويــريد غــيري تجعــل من " كـــلا " بعيــدة كــل البعـــد عن عــدل الإجابــة ودقـــة الـــرد الحكــيم , ولــو تأنينــــا قليــلا ودرسنــا أدواة السيــد المالكــي المحــدودة أمـــام مايحيطــه من عــراقيل لعرفنـــا إن ما يبــذله الرجـــل لتحقيــق ما نــريد يعجــز عنــه كبــار الرجــال وعظمــاء الساســة , فالمالكــي لا يعمــل وســط جــو مناســب للحركــة ولا أمــام معظلــة محــددة يتيمــة ليصـــب جهــده علــى حلهـــا , وإنمــا كــل حركــة يــريد أن يقــوم بهـــا هــي معظلــة بحـــد ذاتهــا , بــدءا ً من عــلل الإقتصــاد المنهــار والأسس الخاطئـة في بنــاء عــراق جــديد مــرورا بفــريق عمــل فــرض ويًُفــرض عليــه من الخصــوم والأنــداد دون أن ننتهــي مـع مشـاكـل لاتحصــى لبنــى تحتيـــة منهــارة أصـــلا , وكلمــا تحــرك الــرجـل خطــوة نحــو الأمــام تــراجع البقيــة خطــوات ليجــد نفســه وحيـــدا في فضــاء الإنتقــاد الهــدّام , ومعلــوم للجميــع من أقصــد هنــا بالبقيــة , إذ لــولا صخــرة المجلــس الأعلــى لمـا أستطــاع أيــا ً كــان بالمضــي قدمــا ً مـع خطــوات هــي الأصعــب منــذ التوقيــع على قــرار إعــدام الطاغيــة الــذي تنصــل منــه من تنصــل وعارضــه آخــرون يدعــون كــذبا ً إيمانهــم بمرحلــة التغــيير .
وعلينــا كشعــب يطمــح بالــوثوب إلــى الأمــام أن نعــرق لنفــوز وأن نضحــي لننتصــر لا أن نطــالب برجــل حــديدي ينقــذنا مما يفعــل الأعــداء يوميــا بنــا وبعراقنـــا ونحـن ننتقــد دون رويــة أو صــبر أو حتــى من دون أن نقــدم الإسنــاد المــترتب علينــا , لقــد أخترنــا بملــئ إرادتنــا ولأول مــرة في حياتنــا وعلينــا أن ننتظــر عــواقب إختيارنــا , إن طموحنــا الأكــبر يقفــز فــوق ترمــيم دار منهــار إلــى بنــاء بيــت رصــين ذا أسس قويــة وهــذا لن يكــون إلا بتهــديم الجــدران القائضــة ورفــع أنقاضهــا فهــل يكــون هــذا دون عــرق و صــبر .
https://telegram.me/buratha