( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
لا احد بمقدوره ان يدعي ان القاعدة ككيان حركي مليشياوي يستطيع ان يتحرك بشكل مباشر في جوف الفرات الاوسط امتداداً نحو الجنوب او محافظاتنا الشرقية الواقعة جنوب بغداد، وعدم قدرة القاعدة في التحرك ضمن هذا الأرخبيل الشيعي يعود الى اسباب عديدة اهمها:1- ان المدرسة العقائدية لابناء تلك المناطق لم تستطع أية قوة مهما افرطت بقسوتها ان تسلب منها معتقداتها وولاءاتها المتجذرة للمذهب وائمته.2- انتفاء وجود الموانع الطبيعية او الجغرافية بين الكتل البشرية المكونة لتلك المناطق الشاسعة والتي تشكل بمجموعها ما يقارب من ثلثي مساحة العراق.3- الكثافة السكانية بتلك المناطق تختلف عن غيرها في مناطق اخرى وتعتبر الكثافة البشرية الطابع الذي يميز الوسط والجنوب عن غيره وبخلاف بعض المحافظات الغربية التي تتكون من مساحات شاسعة وكثافة بشرية اقل. الامر الذي تستحيل معه اقامة مشاريع فكرية وافدة لتفتيت مشاريع فكرية وعقائدية متجانسة متجذره.4- وجود المؤسسات الحوزوية والاخرى الفكرية والثقافية مع التوزع الجغرافي شبه المتكامل لمراقد ائمة اهل البيت(ع) في المناطق تلك فضلاً عن تنامي الوعي السياسي والحصانات الفكرية لدى السكان في مناطق الوسط والجنوب يجعل منها مناطق مغلقة وذات حصانة فكرية وعقائدية واجتماعية عصية على الاختراق.5- كثرة المناسبات والطقوس الدينية ذات القدرة الفائقة على تجديد شبابية الوعي الديني والولاءات العقادية والتي باتت تشكل ضمانة لديمومة وترسيخ وتجذير الثقافة المذهبية التي تزيد في قوة ومناعة الجسد الشيعي ازاء الأوبئة الفكرية الوافدة.6- نجاح مناطق الوسط والجنوب من تأسيس كيانات ادارية وعسكرية وامنية واقتصادية ذاتية اضعف فرص الأختراق لهذه المناطق ومستقبلاً ستتلاشى هذه الفرص مع حالة الانتقال من مراحل التأسيس الى ميادين التشييد.هذه الاسباب واخرى غيرها تكاد تكون كافية لغلق منافذ الأختراق التي يسعى اليها الآخر كالقاعدة مثلاً، لكن ذلك لا يمنع القاعدة والمذاهب التكفيرية والارهابية من التفكير بطرق بديلة عن التدخل المباشر في مناطقنا تلك، وربما تكون المهمة سهلة على القاعدة او غيرها عندما يكون بمقدورها اكتشاف حواضن الضد النوعي المعروف برخصه في اسواق التوظيف السيئ والأرتزاق، وهذا ما اثبتته احداث كربلاء ليلة النصف من شعبان والتي يفترض بنا كافة ان لا نشطب عليها من ذاكرتنا وذاكرة اجيالنا والى الابد ضماناً للتواصل الوجداني والتاريخي الولائي مع عقائدنا ووفاء لمعتقداتنا وأئمتنا(ع).اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha
