( بقلم : علي الصافي )
لقد سمعنا بخبر تجميد أنشطة جيش المهدي من قبل زعيمه مقتدى الصدر إلا انه لم يبين أسباب اتخاذه هذه الخطوة، ولكن وبما إنني اعمل في سلك الإعلام أخذني الفضول للبحث وتقصي الحقائق لمعرفة ملابسات ذلك، فكانت البداية من كربلاء كون إن القرار جاء على خلفية ما حدث في زيارة النصف من شهر شعبان المبارك في مدينة كربلاء المقدسة فأخذت أتجول في أزقة وشوارع المدينة وبعض أحياءها السكنية لمعرفة ملابسات الحادث ومن خلال البحث استنتجت بان مكتب الشهيد الصدر في كربلاء قد أصيب بداء الفرقة والانشقاق إذ ان المكتب انشق إلى ثلاث فرق متناحرة الأولى هم من أتباع التيار الصدري والثانية من مجاميع جيش المهدي المنشق عن التيار الصدري ويقوده (علي شريعة) الذي تم طرده من المكتب قبل شهر تقريبا، أما الفرقة الثالثة فهي عبارة عن مجاميع إرهابية مسلحة كانت قد أعدت لهذا الغرض وذلك استنادا للكتاب الصادر من مدير عام المعلومات ذو الرقم (39195) والصادر في (6/8/2007) والمعنون الى مديرية معلومات (كربلاء والنجف وذي قار) ويشير الكتاب الرسمي إلى وجود مجاميع تقدر أعدادهم بـ(500) شخص في منطقة الدواية والشطرة وتقوم بأعمال تدريبية في السواديات وأم الغزلان يرومون القيام باعمال شغب في زيارة النصف من شهر شعبان وضرب مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام واغلب القياديين هم من الحركة السلوكية وتسكن هذه المجاميع محافظة ذي قار ويقودهم المدعو (سعد الجبوري) حسب ما ذكرته الوثيقة.والخطة كانت في بادئ الأمر هي إدخال مجاميع غير مسلحة تلبس الأكفان وتحمل صور مقتدى الصدر تقوم بضرب نقاط التفتيش القريبة من العتبات المقدسة وتروج دعايات كاذبة حول وجود قناص في العتبات المقدسة وعلى الجميع أن يهاجم العتبات لطرد تلك المجاميع المسلحة ليتسلمون زمام الأمور إلى جانب وجود إسناد من قبل القناصين الذين اعتلوا سطوح البنايات العالية حيث قاموا بضرب عناصر من جيش المهدي ليموهوا للناس بان الجهة التي تقوم بإطلاق النار هم قناصين انتشروا على أسوار العتبات المقدسة إلى جانب استمرار القناصين نفسهم بضرب العتبات المقدسة والزائرين، وقد استغلت تلك المجاميع بشعاراتهم الهمج الرعاع الذين يمثلون غالبية أتباع مقتدى الصدر إلى جانب ذلك كان مكتب الصدر في كربلاء يمدهم بالسلاح الذي زود بها عن طريق بعض سيارات الإسعاف الفوري والشرطة التي تقوم بنقلها لهم.
وكان قد نقل لي احد الأشخاص الذي كان متسترا خلف إحدى البنايات هربا من القناصين، مشيرا في حديثه انه لفت انتباهه ان المجاميع التي كانت تتوجه لضرب منتسبي العتبات كانت ترفع الشعارات التلفيقية والسباب إلا انه سرعان ما رفعت ندائها بهتاف (علي وياك علي) فقال لي إنني توقعت انه قد حضرت شخصية مهمة لكن فوجئت بان المجموعة انشقت وخرج من بينها مجاميع مسلحة تحمل (القناص والبي كي سي والقاذفات) متوجهة صوب العتبات.
كما نقل لي شخص آخر كان أمام العتبة العباسية المقدسة بانه شاهد عضو مجلس النواب عن الكتلة الصدرية الأستاذ (بهاء الاعرجي) يستصرخ بوجه تلك المجاميع ويطالبها بالهدوء وكف الاذى الا انه سرعان ما تفاجئنا بإصابة سيارة الاعرجي بصاروخ قاذفة مما اضطره إلى التوجه للعتبة العباسية ليلوذ بها، في حين نقل بعض سكنة الأحياء الواقعة على طريق الحج البري بأنهم شاهدوا سيارات تحمل مسلحين كانوا مقبلين من منطقة عين التمر التي تربط محافظة الانبار بمحافظة كربلاء وهم متوجهين الى مداخل المدينة.
ومن خلال لقائي بأحد منتسبي فوج حماية الحرمين (الفوج الرابع) التابع لوزارة الداخلية أثناء زيارتي له في المستشفى سألته عن سبب انسحابهم؟؟ فقال اننا خذلنا من قبل الحكومة المحلية اذ انه رغم النداءات المستمرة وإخبارهم بان المجاميع المسلحة قد زحفت صوب العتبات المقدسة إلا أنهم لم يستجيبوا لنا، مبينا إن القتال استمر من مساء الثلاثاء وحتى الساعة الثالثة من فجر يوم الخميس ومجلس المحافظة ومحافظ كربلاء متواطئين مع تلك المجاميع حيث أنهم لم يتخذوا أي اجراء لردع تلك المجاميع، وحتى القطعات التي وصلت كان موقف البعض منها كالمتفرج حيال ذلك اما القطعات الأخرى فأنها لاذت بالفرار ولم تصمد أمام القتال.
وبعد هذا الاستطلاع تبين ان مكتب الصدر في كربلاء وحتى عموم مكاتبه في مختلف محافظات العراق مخترقين من قبل البعثيين والصداميين والوهابيين الذين انضموا في صفوفهم بلباس الدين وان مقتدى الصدر لا يستطيع ان يقودهم مما اضطر إلى إعلان تجميد جيش المهدي.
https://telegram.me/buratha