المقالات

جورج جرداق واحداث كربلاء


بقلم : ابو حسنين المنذري

كل شيء عزيز على قلب الانسان هو مقدس بغض النظر عن ماهية هذا العزيز قد يكون نبي ، امام ، صحابي ، كتاب ،مدينة ، لوحة رسم ، وهذا الشيء جبل عليه الانسان منذ ان خلق الله ادم (ع) ، وكل مقدس يستحق الاهتمام والعناية والدفاع عنه من قبل مقدسيه وهذه مسالة منطقية درسناها في المنطق وبما ان كربلاء بحكم الروضتين اللتين فيها هي مقدسة من قبل كل شيعة العالم ، اذن كربلاء تستحق الاهتمام والعناية والدفاع عنها هذه نتيجة منطقية .ومن ضمن اعمال التقديس التي يقوم بها الزائر لزيارة الحسين عليه السلام واخيه ابي الفضل العباس هو ان يغتسل ويتعطر ويرتدي الملابس الجميلة حتى يكون بابهى صورة وهو يلتقي امامه واخيه عليهم السلام .في بداية الستينات ولعل الكل يعرف من هو جورج جرداق هذا المؤلف العبقري اللبناني المسيحي مؤلف كتاب علي صوت العدالة والذي اشتهر ايما اشتهار في وسط العالم الاسلامي خصوصا العالمي عامة ، لقد قدم جرداق الى العراق ليطل على ضريح بطل كتبه الذي يروي الكثير عنه ، تأملوا في اخلاقية هذا الرجل ، فبعد الاستقبال الحافل الذي اعد له من قبل المرجعية انذاك ( السيد محسن الحكيم قدس سره ) وهو يطوف في ازقة النجف حتى وصل الى باب الصحن الحيدري الشريف فوقف عند الباب والقى كلمة خاطب بها الامام علي (ع) ابكى كل الحاضرين معه ،ومن ثم قفل راجعا الى مقر اقامته من غير الدخول لانه علم ان مسيحيته لا تسمح له الدخول الى الحرم العلوي طبقا لفتاوينا فانه احترم ما نقدسه بالرغم من كونه احد الذين شاركوا ببناء الصرح الفكري الشيعي من خلال كتاباته .

ولو كان موجود في احداث كربلاء ماذا سيقول عن ماجرى لولدي حبيبه الامام علي عليهم السلام ، اكيد لو سال عن مذهب الذين اساوا للحسين وحطموا ممتلكات الحسين ونهبوا امانات زائري الحسين وقتلوا وروعوا زائري الحسين فاننا نحاول خجلا فنكذب عليه وعلى انفسنا فنجيب السيد جرداق انهم ليسوا بمسلمين . ولكن هل تنطوي عليه الكذبة عندما يرى الافلام والصور ، اكيد كلا ، عندها ماذا سيكون ردة فعله ، اعتقد سيكون رد الفعل ممزوج بين الذهول والاستهجان والاستنكار مصحوبة بالالم ، فكم من مسيحي تمنى ان يكون الحسين مسيحيا حتى يظهروه باجل وابهى صورة اضعاف اضعاف ما عملنا نحن . ولو سال جرداق المسلحين المجرمين لماذا تعبثون برمز من رموز الاسلام اعتقد بل اكيد انهم اي المسلحون سيقتلوه ويقولون انه من بدر او ايراني وحاول قتل الزوار .

هذا الحال ألا يؤسف له ، ونحن نقول في دعائنا ( واعلم انهم احياء عندك يرون مقامي ويسمعون كلامي ويردون سلامي وانك حجبت عن سمعي كلامهم وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم ) ففي شعبان كربلاء اكيد ان الامام الحسين واخيه ابا الفضل العباس عليهما السلام راوا ما جرى من احداث حول حرمهما وكيف انتهكت حرمتهما وافزع زائريهما وقتل وجرح البعض منهما ، واكيد سمعوا ما رددوا من الفاظ واهازيج ليست بعيدة عن الخلق الاسلامي بل حتى الكلمات البذيئة نفسها ترفض هذه الاهازيج لدلالتها على الالحاد والكفر ، واما السلام فلا داعي لذكره لانهم لم يسلموا عليه هؤلاء القتلة المجرمين .

بقلم : ابو حسنين المنذري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سعد العبودى
2007-09-06
ان الاحداث المفجعه التي حصلت في كربلاء اصابعها تشير الى ان على كل مثقفي العراق والمسؤولين في الدوله ان تهتم ببناء الانسان العراقي وخاصة الشباب منهم قبل اعادة اعمار العراق لان بناء الشخص وتذكير الناس باخلاق الاسلام والمجتمع المدني المتطور هو الحل لابعاد قسم من الشباب العاطل عن العمل بسبب الوضع الذي يمر به البلد وماورثناه من نظام الطاغيه وحروبه على مدى 35عام وحصاره الاقتصادي والحرمان كلها تؤدي الى هذا العنف فليس معقولا ان الشباب المتعلم والمؤمن يفعل مافعله شلة من الجهله والعاطلين عن العمل رفقابشعب
محمد عبد النبي اسد
2007-09-03
ذاكرة لطيفة وربط جميل والم مرير للمقارنة هذه هل يطلع عليها من فعل جرمه في النصف من شعبان واكيد سيطلع عليها فما سيكون شعوره اعتقد سيفتخر بما صنع ولكن اين هو يوم المحشر عندما يكون خصيمه الحسين وزواره
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك