المقالات

سامراء لنا والزبير لهم.

2336 2015-05-13

العراق بلد متعدد الطوائف، والأديان والقوميات، يكاد يكون أشبه بلوحة فنية، متشكلة من سني شيعي كردي تركماني مسيحي، او باقة ورد متكونة من أزهار ملونة، وعطور مختلفة والدستور اثبت ذلك بالمادة (1) جمهورية العراق دولةٌ اتحادية، واحدة مستقلةٌ ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوريٌ نيابيٌ (برلماني) ديمقراطيٌ وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق.

بعد سقوط صنم بغداد، في 2003 كان من الأصلح أن يقام نظام الأقاليم، وتجربة كرد ستان دليل نجاح هذا النظام، وقتها كان غالبية الشعب العراقي، في خندق واحد، لانتشال العراق من براثن الطاغية، لكن ما ابرح ذلك، حتى ذهب بعض الساسة، الى إجهاض مشروع الأقاليم، نتيجة انجرارهم، وراء الأوراق الخضراء، لتنفيذ مخططات خارجية مريقة.

إن مشروع قانون التمويل للكونغرس الأمريكي، حول تعاملهم مع السنة والكرد، كدولتين منفصلتين عن العراق، ربما هو مطلب بعض مرتزقة السنة والكرد، بعد ذهابهم بشكل فردي، بعيد عن علم الحكومة المركزية.

لو نفترض جدلا، تقسم العراق الى دويلات سنية وشيعية، وكردية، و طريقة التعامل الكونغرس بنظرية التقسيم، هي نظرية خارج المنطق والمعقول، عندها تطرح بعض الاستفهامات حول ذلك التعامل، بالنسبة لبغداد هل سيكون الإمامين الكاظمين عليهم السلام، للسنة، والإمام أبي حنيفة النعمان للشيعة؟ ما هو مصير العاصمة بغداد؟ وكيف ستكون القسمة بين السنة والشيعة؟ أم ستكون هناك حرب بين الطرفين والفائز بالحرب ستكون بغداد عاصمته!!.

فثمة أسئلة جدلية، ليس لها من مجيب، أين سيكون مصير الإمامين العسكريين في سامراء؟ وما مصير الصحابي الزبير بن العوام في البصرة وبعض المزارات السنية؟ كما ما هو مصير تلعفر والشيعة هناك؟ هل نستبدلهم بسنة الناصرية والبصرة؟ هذا نموذج بسيط بين المشتركات بين السنة والشيعة، ما هو مصير المناطق المتنازع عليها في الرمادي؟ هل سنترك لهم ثلث العراق وحتى الأراضي التي اقتطعها المجرم صدام من كربلاء، أم سنقاتلهم عليها؟.

أما الكرد، كيف سيكون تعاملهم مع العاصمة بغداد، الذي لديهم مصالح فيها؟ وكيف سيعيش الكرد في ديالى، وكركوك والموصل؟ و هل ستكون الأراضي المتنازع عليها، للطلبانيين ام للبرازنيين ؟.

هل ستكون كركوك للسنة، الذي يشغلون ثلث أراضيها تقريبا، او ستكون من حصة التركمان، او للكرد، ام سيفوز بها الشيعة من التركمان، بعد دحر السنة الكرد والعرب، هذا مشهد معقد جدا.

في نهاية المطاف، جميع الشركاء، يبحثون عن بيئة أمنة لهم ولشعوبهم، فإذا حدث التقسيم وقطعت الكعكة، بسكين يهودية، هل ستتوقف السيارات المفخخة، من تمزيق أجساد الشيعة؟ وهل تقف المليشيات الشيعية، من اقتطاف أرواح السنة؟ ام سيتخلص الطرفين من سكاكين وجلدات أزلام "داعش"؟.

نحن اليوم أمام مفترق طرق، أما التقسيم وما ذكر أعلاه، او نعيش أخوة في الدين، وشركاء بالوطن، والمضي بعراق خالي من التفرقة، وتطبيق ما جاء بالدستور، وتطبيق فقراته التي تتكلم عن وحدة العراق، مع الحفاظ على حقوق الآخرين.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك