المقالات

حصة البرلمان من نصائح المرجعية

1505 02:00:34 2015-05-11

صحيح ان نص العنوان هو "نصائح وتوجيهات للمقاتلين في ساحات الجهاد"، وهذا العنوان لو اريد له التفسير الظاهري فانه يخص من يقاتل الاعداء ، ومثل هذا التفسير هو خاطئ لان ما يطلب منا في الحرب نحن ملزمون بالالتزام به في السلم ، وواقعا ان العراقيين كلهم هم مقاتلون وكل من موقعه فليس بالضرورة كل من يحمل السلاح هو مقاتل، فالذي يؤدي عمله بامانة وحرص ولا يسمح للتشرذم او الفساد بان ياخذ طريقه في عمله فهو ايضا مقاتل.

ماهو النص الذي ينطبق طبق الاصل على البرلمان العراقي وهذا يؤثر على الحكومة العراقية فالنصائح اشارت الى الحالة وسلبياتها ومعالجتها .
النصيحة (19) جاء بضمنها هذه العبارة"واعلموا أنكم لا تجدون أنصح من بعضكم لبعض إذا تصافيتم واجتمعتم فيما بينكم بالمعروف حتى وان اقتضى الصفح والتجاوز عن بعض الأخطاء بل الخطايا وإن كانت جليلة ...... وليعلم أن البادئ بالصفح له من الاجر مع أجر صفحه أجر كل ما يتبعه من صفح وخير وسداد، ولن يضيع ذلك عند الله سبحانه، بل يوفيه إيّاه عند الحاجة إليه في ظلمات البرزخ وعرصات القيامة".

وفي النصيحة (20) "وعلى الجميع أن يدعوا العصبيات الذميمة ويتمسّكوا بمكارم الأخلاق، فإنّ الله جعل الناس أقواماً وشعوباً ليتعارفوا ويتبادلوا المنافع ويكون بعضهم عوناً للبعض الآخر , فلا تغلبنّكم الأفكار الضيقة والانانيات الشخصيّة، وقد علمتم ما حلّ بكم وبعامّة المسلمين في سائر بلادهم حتّى أصبحت طاقاتهم وقواهم وأموالهم وثرواتهم تُهدر في ضرب بعضهم لبعض، بدلاً من استثمارها في مجال تطوير العلوم واستنماء النعم وصلاح أحوال الناس. فاتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصّة، أمّا وقد وقعت الفتنة فحاولوا إطفاءها وتجنّبوا إذكاءها واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا، واعلموا أنّ الله إن يعلم في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم، إنّ الله على كلّ شيء قدير" .

هذا هو الواقع السياسي المرير الذي نعاني منه وهو من اوصل البلد الى ماهو عليه الان وباعتراف السيد"أمّا وقد وقعت الفتنة" ، وهي ظاهرة في اجتماع البرلمانيين والوزراء والقت بظلالها بل بضلالها على الامة الاسلامية وليست حصرا بالعراق بل اتاحت لفتن اخرى ان تتاجج في مناطق اخرى ، الخطاب موجه الى كل عراقي وليس الى مذهب او دين بحد ذاته .

بعض السياسيين ينظر الى أي قرار قبل التصويت عليه الى مصلحته ومصلحة حزبه ومذهبه ولا يفكر بمصلحة بلده ، وهنالك كتلة حتى الان لم تتفق فيما بينها على من يراسها ، وهنالك البعض من البرلمانيين حتى الساعة لم يحضروا الاجتماعات البرلمانية ، وهناك من يتغاضى عن جرائم واخطاء من ينتمي الى كتلته ، وهذه الظاهرة الخطيرة التي ان عولجت فانها سهم المنية الذي يزيل داعش من العراق .

خطاب السيد موجه الى الناس عامة والمسلمين خاصة ولم يفرق بينهما ، والتاكيد على ان نتائج الوئام هي استثمار الطاقات في " مجال تطوير العلوم واستنماء النعم وصلاح أحوال الناس" ، لاحظوا صلاح احوال الناس ولم يقل الشيعي او السني او الكردي او التركماني، ويؤكد على العلوم وكثرة النعم وصلاح احوال الناس وهذه غايات نبيلة يرجوها الانسان الواعي بغض النظر عن دينه او قوميته.

ونصيحة السيد للمنافقين من السياسيين هي " واعلموا أنّ الله إن يعلم في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم"، فابداوا بتطهير قلوبكم وكفاكم شعارات فضفاضة وتصريحات رنانة لا تعبر عن ما في قلوبكم بل لقلقة لسان ،فلو كانت حقا نابعة من قلوبكم المؤمنة فان النتيجة هي استجابة الدعاء من قبل الله عز وجل ، كفوا عن استخدام العسل المسموم ", فلا تغلبنّكم الأفكار الضيقة والانانيات الشخصيّة".
تشخيص وتحذير ومعالجة، وللحديث بقية
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك