المقالات

السياسي يزداد غنىً .. المواطن يزداد فقراً !!

1092 2015-05-09

ما من كتلة سياسية عراقية , وخاصة ( الكبيرة ) منها , إلاّ وهي توالي جهةً خارجية وبات كل حراكها السياسي , منشطراً على نوعين لا ثالث له , الأول , السعي المحموم لتحقيق المكاسب الشخصية لهذه الكتل , والثاني مرتبط بالأول , هو كسب رضا الجهة الخارجية التي لا تخجل من التصريح الذي يبلغ حدّ الوقاحة السياسية المذمومة في إعلانها الولاء لها .. وفي كلا الحالين , فإنّ المستفيد من كل ذلك , هما الكتلة السياسية والجهة التي تواليها , التابع والمتبوع , العبد والسيد , ( إنْ كان ثمة سيّد بالمعنى الحقيقي ) , كل هذا التلازم , بين هاتين الجهتين , يأتي عبر شعارات زائفة تتخذ لنفسها صوراً توحي وتدّعي , زوراً وبهتانا , كذباً ودجلاً , ونفاقاً سياسياً مقيتاً , أنهما يعملان ذلك , لأجل جماهيرها العريضة التي تمّثلها .. في حين أنّ كلّ معطيات الواقع الفعلي , أثبتتْ وتثبت عكس ذلك تماماً ..

فالخاسر الأول , والمتضرر الأول , هو الجمهور الذي يدعون بأنهم يمثّلونه , فهذه الشرائح الكبيرة , تعيش واقعاً بائساً جداً , حقوقها مهضومة ومُستلبة , محرومة من فرص العمل , محرومة من أبسط الخدمات الأساسية , محرومة من بيوت ولو بأمتار محدودة تأويهم وعوائلهم , وتشعرهم بأنّ لهم وطن صغير داخل وطنهم الكبير , محرومة من كل شيء , اللهم سوى من تجرّع مرَّ العيش والعوز , في وقت , يتنعم رجالات هذه الكتل , بكل الإمتيازات التي تصل حدّ الترف الإسطوري الذي لم تبلغ مستواه حتى ليالي الرشيد العباسي الحمراء , من الڨ-;-لل والقصور الفارهة , والأرصدة الخيالية , وغيرها ممّا لا تستطيع تصوّراتنا البسيطة المتواضعة من تكوين صورة عنها ..

ويبقى السؤال الذي يبحث عن الإجابة , وسط هذا الكم من المفارقات المجحفة , والمعادلات القائمة على خلاف المنطق الإنساني والعقلاني والوطني , الى متى يبقى هذا الحال الذي تتسع فيه فجوة الغنى الفاحش لهذه الحيتان في قبال تزايد العوز والفاقة والحرمان وفقدان الأمان لدى السواد الأعظم ؟ 

الإجابة الحقيقية والحاسمة عن هذا السؤال , هي بيد هذا الكم المليوني من السواد الأعظم من العراقيين , فمتى تحلّ لحظة الحسم للإجابة الشافية ؟؟ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك