المقالات

تمسكوا بالحكيم فإنه ضالتكم..!

2649 2015-05-08

تتراً تعاقبت الحكومات، على بلد مركوم بالتناقضات، وتباعاً تلون شعب بجم كثير من المسميات، حتى إستحال فيه التسلط حاكماً، والوطنية عبودية، واللصوصية شأناً عظيماً. أفق مشحون بالكراهية وبغض الآخر، أجواء ملوثة بأحاديث فئوية، طائفية، أنوية ضيقة، أحداق لا تكاد تبصر أبعد من أرينبات أنوفها.

واقع سياسي موبوء بكل هذا، لا يمكن- مطلقاً- أن يبني وطناً، ولا يتأتى له- أبداً- أن يمنح أمناً، وليس له حظاً من الشأن أن يصنع إنساناً.
العراق ..هو من أعني، وشعبه من أريد بمقالتي، فلم نر فيه حكومة تعرف معنىً للوطن أو الوطنية، ولم نجد شعباً سعى يوما لبناء دولة.
شعب لطالما إمتهن التصفيق، وإعتنق ديانة تمجيد الحاكمين، وإن بغوا، أو ظلموا وتجبروا، حتى وإن تألهوا، فحرارة التصفيق للقائد الضرورة، بعد لم تبرد، كما دماء ضحاياه التي لم تجف.

لا أريد أن أتجنى أو أن أكون ظالماً لأحد، ولا أن أكون كمن يطلق الحكم عفواً، ولا ممن يرمون الناس بالتهم جزافاً، إنما أردت أن أضع إصبعي على جرح؛ طالما تحاشاه كثير من السياسيين، وجمهور الكتاب والمحللين، إلا وهو الدور السلبي للشعب في خلق دوامة الزعامات الزائفة.
شعب- بغالبيته- لا يرى إلا ماتراه وسائل الإعلام، ولا يعتقد إلا ما يعتقده الحاكمون، يرى في عدوه ما لا يراه في نفسه متناسياً صرخة الإمام علي بن أبي طالب-عليه السلام- فيهم( إنما القوم رجال أمثالكم). تسري الإشاعة فيهم كالنار في الهشيم، فهم إنما يرون الحقائق بآذانهم، برغم العيون التي وهبها لهم خالقهم، وما هم إلا أمة إنقسمت فرقاً، وكل فرقة منهم تظن بأنها أمة.

شعب ظالم لنفسه- إلا من رحم ربي- جاحد لتضحيات قادته، مضياع لكثير من فرص النجاة التي توفرت له، يلوذ في حمى رهط ضال لا يؤمن بالنتائج، ولا يفكر بالعواقب، ويذر وراءه تأريخاً مجيداً حافلاً بالتضحيات، وحاضراً مشرقاً ملؤه الأمل. ثمة تيار وطني، يحمل من الصفات ما من شانها أن تجعل منه الفرصة السانحة، والعلامة اللائحة، لبناء دولة وفق معايير المساواة، والعدل، والحداثة، والشمولية، تيار يمتلك الوسيلة الصالحة للتواصل، والإسلوب الأمثل لٌلإفهام المعتدل، كما يتوفر على فلسفة فريدة في التعاطي مع الآخر، فلسفة تنطلق من قوة اٌلإقتدار، وملكة العفو.

تيار له صفة الإمتياز عن غيره من التيارات السياسية الأخرى؛ كونه يمتلك مساراً مستقيماً، ومبادئً ثابتة، لم يطرأ عليها حدث ولا تغيير، ولم يتلون يتلون الأحداث. لقد أثبت تيار شهيد المحراب، قدرته على بناء دولة، عصرية، عادلة، وأنه قادر فعلاً على إدارة الأزمات، بشكل موضوعي، والوصول إلى نتائج مرضية بأنجع المعالجات والحلول. إن الذي يزهد بتيار يقود دولة بوزارات ثلاث، ويحقق نجاحات ملموسة على الصعيدين السياسي والحكومي؛ لا يمكن أن يكون مالكاً لإدنى درجات التمييز والإدراك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك