المقالات

نصائح المرجعية ليست للمقاتلين فقط

1738 18:49:59 2015-05-07

النصائح التي وجهتها المرجعية العليا في النجف الاشرف والمتمثلة بسماحة السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله للمقاتلين لها ابعادها الشرعية والاخلاقية التي تحقق انتصارين ، الاول على مستوى الاخلاق والرضا الالهي والثاني على المستوى الميداني ، وبالنسبة للمستوى الاخلاقي لها ارهاصات ستبقى على المدى البعيد وبوادرها فان البعض من الاخوة التكريتيين عندما التقوا بالمقاتلين الذين التزموا بالنصائح تغيرت الصورة لديهم عن ما قيل لهم عن اخوانهم الشيعة .

هذه النصائح بداها السيد بنصيحة مهمة جدا وهذا نصها " أنّ الله سبحانه وتعالى ـ كما ندب الى الجهاد ودعا إليه وجعله دعامةً من دعائم الدين وفضّل المجاهدين على القاعدين ــ فإنّه عزّ اسمه جعل له حدوداً وآداباً أوجبتها الحكمة واقتضتها الفطرة، يلزم تفقهها ومراعاتها، فمن رعاها حق رعايتها أوجب له ما قدّره من فضله وسنّه من بركاته، ومن أخلّ بها أحبط من أجره ولم يبلغ به أمله " .

نفهم من هذه النصيحة انه بالرغم من المنزلة العليا التي عليها المجاهد في جهاده فان هنالك التزامات اوجبتها الحكمة وفرضتها الفطرة ، هذه الالتزامات هي الشرعية التي يجب ان يكون عليها المجاهد وبخلافها فانه لم يبلغ امله واحبط من اجره ، والفطرة السليمة والحكمة الحكيمة تقول اذا كان المسلم في حالة جهاد طلب منه التزامات شرعية والتي تشوه جهاده اذا اخل بها فهل هو اذا لم يكن في حالة جهاد تسقط الالتزامات الشرعية ؟ كلا بل انها هي هي ولكنها تظهر قيمة هذه الالتزامات بشكل سليم ومؤثر في ساحات الوغى .

أن رسول الله (ص) بعث سرية ــ قوة عسكرية ــ فلما رجعوا قال : ( مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر )، قيل يا رسول اله وما الجهاد الأكبر ؟ قال : ( جهاد النفس ) ثم قال : ( أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه ) ، مجاهدة النفس يعني الالتزام بما نصحت به المرجعية للمقاتلين وهي ان كانت شاملة الا ان بين ثناياها منهاج الصالحين ، هذه النصائح ملزم بها من يعمل في بقية اجهزة الدولة لا سيما الشرطة والامن والاستخبارات، وعلى سبيل المثال عندما ينصح السيد في النصيحة الخامسة "الله الله في حرمات عامّة الناس ممن لم يقاتلوكم، لاسيّما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء، حتّى إذا كانوا من ذوي المقاتلين لكم ، فإنّه لا تحلّ حرمات من قاتلوا غير ما كان معهم من أموالهم"، فهذا يعني عندما يكون هنالك شخص مطلوب للعدالة لا يجوز ان يعتقل احد من ذويه بل ولا يجوز اقتحام منزله بطريقة تروع ذوي المطلوب ، اضافة الى عدم العبث بمنزله او اخذ أي شيء منه الا ما له علاقة بدليل الادانة على ان تصان وتعاد اليه ان انتفت الحاجة، ولا يجوز الرد على النساء والاطفال والمستضعفين من ذوي المطلوب للعدالة لان لهم حرمة اوصانا الله عز وجل بها ، لان نصائح المرجعية تستند الى نص ( قران وسنة ) 

وفي بقية النصائح يؤكد على عدم الخطا في القتل فان النفس محرمة ومحترمة فاذا امكن تجاوز القتل فليكن الا اذا اضطر المجاهد، وهذا هو حالنا فيجب عدم التسرع في طعن الاخرين سواء بالكلام او الاقتحام ان امكن تجاوز ذلك وامكانية التجاوز هي بالتاني في اصدار القرار قبل ان نتاكد من حيثياته أي في طلب الاعتقال او اتخاذ اجراء لمن قيل عنه او حتى شاهدناها يقدم على عمل مريب فلا بد لنا من التمحيص والتدقيق قبل القرار واكد على ذلك السيد بالقول " فإن وجدتم حالة مشتبهة تخشون فيها المكيدة بكم ، فقدّموا التحذير بالقول أو بالرمي الذي لا يصيب الهدف أو لا يؤدّي إلى الهلاك، معذرةً إلى ربّكم واحتياطاً على النفوس البريئة." وكررالتاكيد السيد على ذلك عندما قال "الله الله في اتهام الناس في دينهم نكاية بهم واستباحةً لحرماتهم"
وللحديث بقية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك