تحوّل وبلا سابق انذار جيش من الكتاب والمرتزقة الأشرار, الذي جندهم نوري كامل المختار, الى وطنيين يتباكون على دماء العراقيين, التي يسفكها الإرهابيون في بغداد في وضح النهار, أو في قاطع الثرثار, موجّهين سهام نقدهم نحو الحكومة "الفاشلة والعاجزة" وبحماية "السنة والاكراد فائزة"!
فيما وفّرت عودة النائب السابق محمد الدايني في ذلك الصباح, فرصة للعزف على وتر الإنبطاح!. لأن القضاء أصدر حكما غيابيا بحقه مشدّد, وماعلى القضاء إلا اعدامه بلا تردّد.! وبغير ذلك فلا مثيل للعبادي في الإنفتاح على الأعداء والإنبطاح.
فأما القضية الأولى ألا وهي التفجيرات التي تضرب بغداد, فلا يختلف عليها الأنداد, لإنها لم تتوقّف يوما خلال ثمان سنوات من قيادة البطل الهمام وفارس العصور والأزمان , مختار العصر, وفلتة الدهر, المهزوم من قبل الدواعش والمشهور بفعل الفواحش, من ظلم ومن فساد, ومن انتهاك لحرمة العباد. الا ان تلك الإقلام النتنة لم تنتقد يوما سياسة المالكي العفنة, الذي استورد اجهزة لكشف المتفجرات, لكنها لا تكشف سوى الروائح الطيبات والخبيثات.
ولم تتطرق تلك الإقلام يوما لعقود الأسلحة الفاسدة ولا لتعيين البعثيين في مناصب رائدة, بل صمتت صمت أهل القبور عن النقد, وشمّرت سواعدها للدفاع عن ولي نعمتها الأمجد, فكل من بكى على دماء العراقيين حينها بحرقة, وصفته بعميل يريد الفرقة, وكل من دعا الى محاربة الفساد اتهمته بالعمالة لآل سعود وخيانة البلاد.
ثمان سنوات والموت يحصد أرواح العراقيين, وهم بعطايا المالكي فرحون, فلم ينطقوا بكلام وجيه او فالح أو سماوي أو محمود, بل كانوا حينها عند القائد الفاشل جنود, يدافعون عن ولي نعمتهم الهمام المالكي المقدام, فذلك أصبح يمتلك جريدة وذاك موقع يتغنى بالحكومة العتيدة, وذاك مقدم برامج بائسة يخشى متابعوها من فلتة لسان طائشة, حتى عميت أبصارهم عن رؤية الحقائق, وأصبحو طبالين لكل منافق.
فمشعان وما ادراك ما مشعان, سبّهم على الفضائيات واعتبرهم صفويون اتباع لإيران, وفتح فضائية تروّج للإرهاب وتدعو لقتال حكومة نوري المالكي الكذاب, حتى أصدر عليه القضاء حكمه فولى هاربا عند أبناء عمه, غير ان المالكي أعاده الى البلاد بعد ان أعطاه الأمان والقياد, حتى أصبح عضوا في مجلس النواب, يتبادل القبل مع اعضاء دولة القانون الأحباب.
لكنهم دافعوا حينها عن القضاء المستقل, الذي لا يخضع لإرادة المالكي الخبل, فلم يتحدثوا حينها عن انبطاح, بل عن حب والتئام لحمة وانشراح. الا تعسا لكم يا عبدة الدرهم والدينار , والمعادين لكل الأحرار, فهذا هو طبعكم النتن ,فكل يوم أنتم في شأن, فيوم تسبحون بحمد صدام الخسران, ويوما بمدح المالكي الولهان, كتبتم القصائد والمقالات لبطل القادسية, واليوم تمجدون السائر في درب الدكتاتورية.
لكننا نحمد الله الذي فضحكم على رؤوس الأشهاد, وأخزى قائدكم أمام العباد, فلم تعد لكم مصداقية, ولن تجدوا لكم عند الشعب مقبولية, فما انتم الا ايتام الولاية الثالثة المتبخرة, بعد أن اطاح الشعب والمرجعية بالمالكي وعصابته المتبخترة. فإن واصلتم النهيق والنقيق, فلن يبقى لكم من رفيق, فعودوا الى رشدكم ولا تبيعوا آخرتكم بدنيا غيركم, فما أنا لكم سوى ناصح ولست لكم بقادح.
https://telegram.me/buratha