المقالات

أوجه الشبه بين عاشوراء 61هـ وشعبان 1428هـ


بقلم: حسن الهاشمي

لشد ما لفت انتباهي هجوم القوم على العتبات المقدسة في كربلاء في الزيارة الشعبانية بالعصي والحجر وتطور الأمر بعد لحظات بالكلاشنكوفات والقاذفات والهاونات، ودمروا ما دمروا وقتلوا ما قتلوا وأصابوا ما أصابوا وانتهكوا الحرمات وأرعبوا الزوار من النساء والأطفال والشيوخ، حتى كادت العتبات تسقط بأيديهم، ولا أنسى استغاثة المسؤولين والمدافعين عن العتبات بالأسلحة الخفيفة التي نفد منها العتاد والهراوات للحيلولة دون اقتحامها، تلك الإستغاثة الموجهة للحكومة التي حجبها المجرمون من أن تصل إلى مركز القرار، وأخيرا شاءت العناية الإلهية بدحضهم ورد كيدهم إلى نحورهم، بعد أن تدخل رئيس الوزراء شخصيا وأحضر قوات الجيش من بغداد، وتم بحمد الله وفضله القضاء على الفتنة ومن نفخ في تأجيجها.

ثمة أوجه شبه بين ما رأيناه في الزيارة الشعبانية وبين ما حدث في كربلاء يوم عاشوراء عام 61هـ بالرغم أنه لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، وبينما رأيت تلك المواقف المؤسفة تذكرت هجوم القوم على جسد المولى أبي عبد الله الحسين ما بين ضارب بالسيف واليد والعصي ورام بالسهم والرمح والحجارة، والحسين عليه السلام يستغيث بهم " ألا من مغيث يغيثنا ألا من ناصر ينصرنا ألا من ذاب يذب عن حرم رسول الله " ولكن لا من مغيث بل ازدادوا عليه قساوة وظلما وتنكيلا، وأخيرا اقترفوا اقسى جريمة لم يعرف لها التاريخ برمته مثيلا.

وهكذا استمرت الحركة الإصلاحية التي أطلقها أبو الأحرار في عاشوراء لتمتد على مساحة زمنية اتسعت لحوالي 1400سنة، وهي تحث في الأمة الخطى إزاء التغيير المستمر نحو الأفضل، وتستنهض فينا عزائم الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتستنقذنا من هوة الأشر والبطر والفساد والإفساد، وها هم جنود الحسين عليه السلام قد استلهموا من ثورته الخالدة كل معاني الحب والإيثار والمحبة والمروءة والشجاعة، بينما نلمح جنود يزيد عليه اللعنة ومن بينهم المتشيعين من أهل الغدر والنفاق الجدد قد ورثوا عن سيدهم معاني الغدر والخيانة والفتك والإجرام والدناءة.

والحياة في الحقيقة معترك صراع بين جنود الحق والباطل، وكل منهما معروف من خلال تصرفاته لا من خلال ادعاءاته، ومن تمترس بأخلاق الحسين عليه السلام لا يصدر منه سوى الخير والإصلاح والأخلاق الحميدة بغض النظر عن الأسماء والمسميات، ومن تخندق بيزيد لا يطفح منه سوى الشر والوقيعة والأذى والإنحطاط السلوكي والفكري والأخلاقي، وحسبنا هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك