المقالات

كيف أخزى الله خطيب الحرم المكي وفضح أسياده المنافقين؟


( بقلم : د.جعفر الحكيم )

تابع الملايين من المسلمين في شتى أصقاع المعمورة وعلى شاشات التلفزة يوم الجمعة المصادف 248 حدثا فريدا قد يندر حدوثه في أيامنا هذه. وقبل الاستفاضة في وصف وشرح ما حدث ودلالاته، لابد من الإشارة إلى أمرين مهمين يكاد الجميع يتفق عليهما، الأمر الأول هو إن جميع خطباء الجمعة في معظم الدول العربية هم موظفون لدى الدولة ويستلمون رواتبهم منها،وان جميع خطب الجمعة ومضامينها يتم تعميمها على الخطباء من قبل الحكومات،ولا أظنني احتاج إلى دليل للتأكيد على أهمية خطبة الجمعة في الحرم المكي الذي يُعدّ من أقدس الأماكن عندنا نحن معاشر المسلمين،ومما هو مؤكّد أيضا إن خطبة الجمعة في هذا المكان المقدس تأتي مطابقة لما يريد سلاطين آل سعود طرحه باعتبارهم أصحاب السلطة.

والأمر الثاني هو إن استغلال قدسية الشعائر والمراسيم الدينية كشعيرة صلاة الجمعة أو استغلال حرمة وقدسية الأماكن المقدسة وتوظيفها للمصلحة السياسية يعتبر أمرا مرفوضا ومستهجنا من قبل جميع المسلمين.وتفصيلا لما جرى وضمن مراسم صلاة وخطبتي الجمعة في الحرم المكي والذي حاول فيها الخطيب (صالح آل طالب) أن يستغلها أوسخ استغلال لبث سمومه الطائفية والتنفيس عن حقده وحقد أسياده من آل سعود تجاه الملايين من المسلمين،لكن إرادة الله كانت له بالمرصاد تحقيقا لقوله تعالى(إنّهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا).

فقد ابتدأ هذا الخطيب خطبته بمحاولة بائسة لتزوير التاريخ وقلب حقائقه،فالصحابة أبدا لم يختلفوا فيما بينهم، وأم المؤمنين عائشة لم تقد تمردا ضد الخليفة الشرعي علي بن أبي طالب(ع)،بل كانت معركة الجمل مجرد مناورات عسكرية بين جيوش المسلمين !! وأما معاوية فأبدا لم يكن يكره علي(ع) أو يناصبه العداء بل لم تكن حرب صفين التي سالت فيها الدماء انهارا إلا مجرد تدريبات روتينية بين جيش علي(ع) وجيش معاوية !!

ومن الأكاذيب التي أوردها في خطبته الفضيحة..إن أهل البيت رضوان الله عليهم أبدا لم يعانوا من الظلم بل كان خلفاء المسلمين يعاملوهم أرقى معاملة ،حتى إن خلفاء بني أمية ولشدة حبهم للحسين(ع) وال البيت رفعوا رأسه الشريف ورؤوس أهل بيته على الرماح!

وأما ينقله التاريخ عن مظلومية أهل البيت فهي مجرد إشاعات مغرضة بثتها المخابرات المجوسية أوالصفوية!ولم يشأ الخطيب أن يفوّت فرصة وقوفه بجنب بيت الله الحرام بل أستغل ذلك بكيل التهم والافتراءات الظالمة ضد أتباع أهل البيت،بدأً ً بتكفيرهم عندما وصفهم بأنهم (أنشأوا دينا خاصا بهم)،و استمرارا بالكذب والبهتان على علمائهم الذين وصفهم بأنهم (يستبيحون أعراض وأموال الناس)، وكأن علماء الشيعة هم من أحلّ زواج المسياروالمصياف والمسفار وزواج فرند ! أو أنهم هم الذين تشهد لهم صالات القمار والمومسات في (لاس فيجاس) و(مونتي كارلو) وليس أولياء نعمة هذا الدعي.

وأيضا مما ورد في خطبته التي فاحت منها روائح العنصرية والطائفية والكراهية النتنة، استنكاره على الشيعة حبهم وموالاتهم لآل البيت بحجة (مبالغتهم) في ذلك! وكيف لهذا الجلف ونظرائه من الأعراب أن يفهموا معنى المودة والحب والذي ما عرف يوما طريقه إلى قلوبهم القاسية،وهذا يذكرني بموقف لأحد أجداد هؤلاء الأعراب مع النبي(ص) إذ أستنكر ذلك الأعرابي على النبي تقبيله للحسن والحسين(ع) قائلا للنبي(ص):إن له عشرا من الأولاد لم يقبّل احدهم قط!فأجابه النبي صلوات الله عليه:وماذا أفعل لك وقد نُزعت الرحمة والمودة من قلبك!

إن هذا الشيخ وأقرانه لا يعرفون إلا لغة الطاعة العمياء المصحوبة بضرب الكرابيج،وبالطريقة التي وصفها أبلغ العرب –حسب مقياس معاوية-عندما قام هذا الخطيب في حفل تتويج يزيد بن معاوية وليا للعهد،قام هذا الخطيب معلنا للناس بيانا بليغا مقتضبا مفاده...إن الأمير هذا-وأشار إلى معاوية –وان مات فهذا وأشار ليزيد ومن أبى فله هذا وأشار إلى سيفه،وبذلك ابتدأ معاوية في الإسلام سُنّة توريث الحكم وما أسوئها من سُنّة!

وعودا إلى الخطبة الفضيحة،حيث لم ينس الخطيب أن يمرّ على-الحدوتة إياها-والتي أصبحت مكررة ومملة وهي حدوتة إن الملايين من أتباع آل البيت هم فرس مجوس سواء أكانوا لبنانين أو مصرين أو حتى إيطاليين ! من دون أن يخبرنا عن السبب في عدم أطلاق صفة المجوس على الفرس ممن يتبعون المذهب السني!

ومن المفتريات الجديدة التي احتوتها خطبته وبعد أن تحوّل إلى خبير بالأنساب.. إعلانه وبكل وقاحة إن كل من ينحدر من ذرية آل البيت ممن يُطلق عليهم لقب الأشراف هو كاذب ومدعي للنسب ما لم يكن من السُنّة،وهو بذلك يخترع مقياسا عنصريا وطائفيا جديدا في علم الأنساب !

ومع استمرار هذا الخطيب الكاذب بسرد الأباطيل والتهم الجائرة في خطبته المقززة تلك،والتي من الواضح أنها موجهة إلى السذّج من الناس، إذ إن أي إنسان محدود الثقافة يستطيع أن يتبيّن حجم الكذب والتلفيق التي احتوتهلكن شاءت إرادة الباري أن تفضح هذا المتمادي بالكذب في أقدس البقاع

ففي أثناء استمراره بالخطبة أخذ الشيخ بالتلعثم والتلجلج والارتباك حتى غدى كأنه على شفى الانهيار،فلم يستطع إكمال الخطبة ولا الاستمرار بالوقوف فأضّطر إلى قطع الخطبة والجلوس،وقد بدى الارتباك عليه وعلى جلاوزة آل سعود ممن تصدروا الصف الأول .

وبعدها استجمع هذا المدعي المفضوح قواه وأصرّ على الاستمرار بعدوانه وبهتانه محاولا قراءة الخطبة الثانية،ولكن كان وعد الله مفعولا (وإن عادوا عدنا) فأخرسه الله وأخزاه وأضطرّ لقطع الخطبة الثانية.وقد أثارت هذه الحادثة النادرة الضجّة والكثير من اللغط والجدل،مما دفع بوسائل الإعلام السعودية كجريدة الوطن وقناة العربية إلى محاولة ستر الفضيحة والتغطية عليها وإظهار الأمر وكأن وعكة صحية مفاجئة ألمّت بخطيب الحرم المكي.

وهنا يبرز وبكل وضوح الدور المنافق لأولياء نعمة هذا الشيخ المفضوح والذي أوعزوا له بهذه الخطبة،إذ إنهم مابرحوا يتشدقون علينا بحرصهم على وحدة الصف الإسلامي وفي الوقت نفسه يدفعون وعّاظهم إلى تكفير الملايين من المسلمين بلا أدنى وازع من مخافة الله،ولا حتى أدنى احترام لمقرراتهم التي قرّروها في مؤتمر القمة الإسلامية المنعقد في مكة والتي تقرر فيه اعتبار المسلم هو من ينتمي إلى احد المذاهب الإسلامية الثمانية والتي أحدها المذهب الشيعي.

إن هذه الحادثة لتعتبر حكمةً ربانية بالغة ودرسا لكل من يريد استغلال حرمة البيت الحرام لبث سمومه الطائفية وإشاعة الكراهية ين المسلمين خدمة ًلأجندته المريبة وأغراضه الدنيئة.

د.جعفر الحكيم رئيس تحرير جريدة المهاجر/ الولايات المتحدة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو كرار الشريفي
2007-09-08
ولقد نسيت شئ ليس فقط خلفاء بني أمية ولشدة حبهم للحسين(ع) وال البيت رفعوا رأسه الشريف ورؤوس أهل بيته على الرماح! بل واستمرارا لهذا الحب والموده كذلك الاعراب ابناء خلفاء بني أمية في السعوديه يبعثون فلذات اكبادهم لتفجير أجسادهم في شيعة واتباع الحسين(ع) وال البيت . جزاك الله خير ياأيها السيد د.جعفر على هذه المقالة وننتظر منك المزيد فلك اسلوب بالكتابه رائع
صباح محسن كاظم
2007-09-02
لا يمكن مطلقا لأي انسان ومن أي دين ومعتقد انكار فضل ومناقب وسجايا أهل البيت الذي ذكرهم القرآن الكريم في محكم اياته وقال ابن عباس ان ربع القرآن في اهل البيت ،وما أكده المصطفى في كل كتب الصحاح وماتواتر من الحديث لكن أعداء المصطفى محمد(صلى الله عليه واله وسلم) أ نكروا ذلك من السقيفة الى الحروب السفيانية ومن ثم معاوية في صفين والجمل والخوارج وشهادة سيد الشهداء الامام الحسين والعداء والقتل الاموي والعباسي لأئمة الهدى ومن ثم الفكر الوهابي المنحط والمتخلف ،لكن الحق بان بتشيع اكثر من 600 عالما استبص
ام منتظر
2007-09-01
هؤلاء احفاد بني امية ومعاوية لايريدوا ان يعتبروا من اسلافهم اعداء اهل البيت (ع) وان من يتعرض لاهل البيت بسوء له خزي الدنيا وعذاب الاخرة لان مقامهم عند الله عظيم وحوبتهم كبيرة والادلة على ذلك كثيرة فالحمد لله على افتضاح هذا الدعي امام الملاء وليكن عبرة لكل من تسوّل له نفسه التعرّض لهم بسوء بعد اليوم فاعتبروا يااولي الالباب
شنافية - ديوانية
2007-09-01
جزيل الشكر والتقدير لصاحب المقال اما هولاء الاعراب فهم خير مصداق للنص الشريف ((يريدون ان يطفؤوا نور الله بافواههم ويابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون ))
ابو الفضل التغلبي
2007-09-01
منذ ان خلق اللة الكون وما فية استمر ولم يتغير وباسا لنظرية النشوء والارتقاء فى تغير الاكائنات الا في اتباع السقيفة فهذة النظرية اوجدت بالخصوص لاتباعها والدليل خطيب ال خراب في الحرم المكي المطهر الذي وصل الى مرحلة من من التطور في اتباع جينات اسلافة الى حد الاعجاز .الموقف من هؤلاء يجب ان لا يختلف من موقفنا ممن تهجم على مراقد اهل البيت عليهم السلام في الايام الاخيرة والذين بلغوا من تطور الحقد لديهم حدا نافس الخطيب اللعين وزاحمة في درجة الخزي الابدي في الدنيا والاخرة .تكتلو وتوحدو ياشيعة فالوحدة قوة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك